بنيامين نتيناهو رئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية، ورئيس حزب الليكود الإسرائيلي، الذي يطمح إلى استخدام كل أحزاب اليمين الإسرائيلية، يلمح وسط المعركة الانتخابية الشديدة في إسرائيل، يعلن أنه سيضم الأغوار الفلسطينية، وهو بحاجة إلى أن يأتيه الضوء الأخضر من دونالد ترامب الذي يسكن في البيت الابيض رئيسًا للولايات المتحدة الأميركية.

وبني غانتس رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، زعيم حزب أزرق أبيض، أهم خصم لنتنياهو في الانتخابات الثالثة التي تجري في أوائل آذار هذه السنة، بعد أن تعذّر على المتنافسين أن يحصلا على النسبة التي تؤهل أيًّا منهما لتشكيل حكومة إسرائيلية، يصرح بانه إذا فاز فسوف يعمل على ضمّ الأغوار الفلسطينية، ومن الواضح، كما يرى الجميع، أن الاختلاف في الأهداف السياسية العليا، قد اختفى بجرة قلم، فالعدوان اللدودان نتيناهو وغانتس قد يختلفان في أشياء كثيرة، نوع الأطعمة التي يحبانها، ماركات البدل التي يلبسانها، الألوان، أفلام السينما، نوع الموسيقى، ولكن في الموضوع الرئيس وهو وجود الشعب الفلسطيني، وحقوق الشعب الفلسطيني وأرض الشعب الفلسطيني، وثوابت الشعب الفلسطيني، والاتفاقات الموقعة مع الشعب الفلسطيني، وقرارات الشرعية الدولية، ومفردات القانون الدولي التي تبلور هذا الحق الفلسطيني، فلا خلاف بينهما، فهما يتجاهلانها نهائيًّا، وهما يحبان دونالد ترامب الذي أسال لعابهما بقدرته الفائقة التي تصل إلى حد القصور العقلي ((المجنون)) على تجاهل هذه الحقوق، ولذلك فهما في انتظار ترامب، والضوء الأخضر من ترامب، وكل الألوان الأخرى الأزرق والأحمر والبنفسجي من الجيب الأميركي ترامب.

في هذا الطور العالي من النضال، فإنَّ دورنا الفلسطيني يعول عليه كثيرًا، فمنذ قامت منظمة التحرير في 1964م، وانطلقت الثورة الفلسطينية المعاصرة في مطلع 1965م، ودورنا هو الأهم، وهو الذي يعول عليه، (نعم) الفلسطينية حين تقال تورق الكروم، و(لا) الفلسطينية تشعل الحرائق المهلكة، وبعض الفلسطينيين الذين يلعبون في هذه المساحة الخطرة مثل "حماس" وتهدئتها، ومينائها العائم تحت الإشراف الإسرائيلي، كلها مفردات هزلية جاءت من المعجم الإسرائيلي، ومعناها واحد، أنَّ الإخوان المسلمين فرع فلسطين يحبون الأوهام إلى درجة العبادة، ويحبون دور الأداة ويكرهون دور الفاعل، فهل يمكن أن تطلب منهم ونحن نخوض المعركة المصيرية، أن يسدوا الثغرات، مثلما نطلب من أشقائنا العرب أن يوقفوا ولو مؤقتًا حروبهم البيتية، في هذا الطور من المعركة التي نخوضها من أجل قدسنا ووطننا فلسطين، وثوابتنا الصامدة؟؟ نطلب الحد الأدنى، ألا يأتي الاختراق من جانب الأوهام التي تركض إليها بعض الأطراف، ولا من الكرم الزائد عن الحد الذي يراهن عليه نتنياهو بأن يأتيه المدد من تطبيع عربي، لدينا منطق عربي واضح في المبادرة العربية، التي لا يجوز اختراقها بأي شكل من الأشكال.