نتيجةً لجهود كريمة من قِبَلِ لجان الإصلاح في بعلبك والفصائل الفلسطينية، عُقِد اليوم السبت ٢١-١٢-٢٠١٩، لقاء مصالحة ومسامحة في قاعة مخيّم الجليل-بعلبك، توّج الجهود الخيّرة على أثر الحادث الأليم الذي أدّى لوفاة الشاب مراد عزيز أبو رديني.

 

وتقدَّم الحضور النائب اللبناني السابق كامل الرفاعي، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة البقاع فراس الحاج، ومدير خدمات وكالة "الأونروا" في بيروت محمد خالد، ومدير خدمات وكالة "الأونروا" في البقاع أحمد موح، ورئيس بلدية بعلبك فؤاد بلوق، ورئيس البلدية السابق هاشم عثمان، ومدير خدمات "الأونروا" في مخيّم الجليل ناصر كايد، إلى جانب حشدٍ من ممثّلي الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية، وفضيلة الشيخين محمد طلوزي ود.إبراهيم أبو شقرة، وممثلي العائلتين، وشخصيات اجتماعية.

 

وبعد تقديمٍ من المربي الكبير الأستاذ رشيد الحاج، تحدَّث فؤاد بلوق باسم البلدية، فلفت إلى أنَّ الشقاق والخلاف من أخطر أسلحة الشيطان الفتاكة، وقال إنَّ إصلاح ذات البين من الأمور الوقائية التي اعتمدها الإسلام للحفاظ على قوة المجتمع، مشيرًا إلى أنَّ إصلاح ذات البين من العبادات العظيمة، ومؤكدًا أنَّ مخيّم الجليل جزء من مدينة بعلبك.

 

ثُمَّ كانت كلمة سماحة السيد فايز شكر، ممّا جاء فيها: "لا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم. كلمات طيّبة سمعناها، وهي من مبدأ تربّينا عليه، حب فلسطين ولكنّ الأهم هو حب أبناء فلسطين بدعمهم ومساندتهم أينما حلوا".

وثمَّن شكر الجهود التي أثمرت هذا اللقاء الكريم. 

 

وبعدها كانت كلمة الشيخ إبراهيم أبو شقرة الذي لفت إلى أنَّ رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام أوصى ببلاد الشام واليمن وكذلك وعد بالصلاة قي المسجد الأقصى. 

وتوجّه بالتحية لعائلة طبيخ وأبو رديني، وقال: "إذا كان مخيّم الجليل بوابة بعلبك، فآل طبيخ هم بوابة البوابة للمخيم والمدينة".

 

 كلمة الفصائل الفلسطينية وآل الفقيد وأهل المخيّم، ألقاها أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة البقاع فراس الحاج، فقال: "بسم الله الرحمن الرحيم (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ) صدق الله العظيم (سورة الأنفال). (فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)صدق الله العظيم (سورة البقرة).

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق وآله أجمعين.

نرحّب بكم في بيتكم مخيّم الجليل الصامد وبين أهلكم أبناء المخيّم الصابرين رغم كلّ المعاناة والصعوبات.

تعرضّنا قبل شهر لمصاب أليم ومفجع عندما أُصيب ابن مخيَّم الجليل المرحوم مراد أبو رديني بحادث سير كبير أدى إلى وفاته أثناء قيامه بعمله كعادته وبشكل يومي مجاهدًا للقمة عيشه كما حال أبناء شعبنا وأهلنا في بعلبك الهرمل تاركًا وراءه عائلته المفجوعة والمكلومة بوفاته، صابرة محتسبة إياه شهيدًا في سبيل الله". 

 

وأضاف: "قال رسول الله ﷺ: (ما من مكلوم يُكْلمُ في سبيل الله إلّا ويأتي يوم القيامة: اللون لون الدم والريح ريح المسك) صدق رسول الله ﷺ. 

ونؤكّد أنَّ لا شيء يعوّض خسارة أخينا الشهيد مراد عزيز، إلاّ أننا نؤمن بقضاء الله وقدره محتسبينه شهيدًا راجين الله أن يتغمّده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصدّيقين وحسن أولئك رفيقًا، وندعو الله أن يلهم أهله الصبر والسلوان". 

 

وتابع الحاج: "نقدّم الشكر لآل طبيخ الكرام الذين قاموا بواجبهم بالعزاء لأهل المخيّم بعد وقوع الحادث الأليم، وتعاونوا بتقديم ما يتوجب عليهم حسب ما اتُّفق عليه، وهذا عهدنا بهم، أهل نخوة وطيبة وكرم. ونوجّه تقديرنا وإعتزازنا بلجنة الإصلاح الممثلة بالسيد فايز شكر، والحاج حسين نصرالله، والحاج أسعد قانصوه، والمختار عدنان زعيتر، والأستاذ نواف مشيك، الحاج هشام الفيتروني، والأستاذ مصطفى مشيك، والسيد فؤاد عثمان، والحاج أحمد نصرالله أبو عبّاس، والأخ محمد الساحلي أبو عبّاس، على مبادرتهم الدائمة والسريعة في التدخل والمتابعة لحلّ أية إشكالات أو قضايا تهم منطقة بعلبك الهرمل وضمنًا مخيّم الجليل.

ونبارك للمختار عدنان زعيتر الذي نهنّئه بتعيينه مستشارًا وممثّلاً لمركز العدالة والسلام في لبنان، وهوممنصب يستحقه بجدارة.

 كما نفتخر ونعتزّ بشخصية فلسطينية لها باعٌ طويل في التربية والتعليم في منطقة بعلبك والمخيّم،زوهو الذي كان ولا يزال يعمل دون ملل أو كلل لخدمة أبناء شعبه والمساعدة بحل مشكلاتهم، عنيت به الأخ والمربّي الأستاذ رشيد الحاج". 

 

وقال: "إنَّنا اليوم، وفي هذه المناسبة، نؤكِّد بأنَّ فلسطين ستبقى وجهتنا مهما طال الزمن ومهما اشتدّت الضغوطات، وسنبقى متمسّكين بحقِّ العودة إلى فلسطين ورفض كلِّ المشاريع الصهيوأميركية التي تسلب شعبنا حقوقه وأرضه. كما ندين كلَّ المواقف المتخاذلة من العربان بالتطبيع مع العدو الصهيوني وتقديم التنازلات. ستبقى الأرض أرضنا والقدس عاصمتنا والعودة حق لا عودة عنه.

وندعو أبناء شعبنا كافّةً إلى تعزيز الوحدة الوطنية وإنهاء الإنقسام البغيض لمواجهة كلِّ المشاريع التصفوية لقضيتنا وآخرها ما يسمى صفقة القرن.

وهنا نؤكد حقّنا بالعيش الكريم في هذا البلد العزيز على قلوبنا، والذي نتمنّى أن ينعم بالأمن والاستقرار والازدهار، وأن ينهض من أزمته الراهنة التي أضافت عبئًا إضافيًّا على الأعباء الموجودة أصلاً على أبناء شعبنا جرّاء الوضع الاقتصادي في لبنان وحرمان الفلسطيني الكثير من الحقوق الإنسانية خصوصًا ما يتعلق بالعمل والتملك.

ونطالب في ظلِّ هذه الأزمة المعيشية المتفاقمة "الأونروا" بشكل خاص نظرًا لما تمثل والجمعيات الإغاثية بتقديم المساعدات العاجلة. ونشكر سعادة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، وكل المؤسسات التي ساهمت في تقديم المساعدات العينية للتخفيف من عبء الأزمة، ونطالبهم بالمزيد من مد يد العون وخصوصًا الحصص التموينية والمازوت". 

 

وأردف الحاج: "إنَّنا في هذا المخيّم نؤكِّد العلاقة الأخوية مع عائلات وعشائر بعلبك الذين يربطنا بهم أغلى ما يمكن أن يقدّمه الإنسان والشعب، وهو الدم الذي اختلط على طريق تحرير فلسطين، وكم لنا من الشهداء من هذه المنطقة الذين استُشهدوا في عمليات الثورة الفلسطينية والمقاومة الإسلامية.

وبهذه المناسبة نوجّه التحية لسيد المقاومة، السيد حسن نصر الله، ولدولة المقاوم الرئيس نبيه بري لجهوده الدائمة لتوحيد الموقف الفلسطيني والعمل المشترك في لبنان وحرصه الدائم على الوحدة الوطنية الفلسطينية".

 

وختم الحاج كلمته قائلاً: "إنَّنا في هذا المخيّم الذي لطالما عُرف عنه التسامح والمسامحة في الكثير من الحوادث التي حصلت مع أبناء هذا المخيم، وكان آخرها حادث الشهيد مراد أبو رديني، لا يسعنا إلّا أن ندعو بالرحمة لفقيدنا الغالي ولشهدائنا كافّةً. رحم الله موتاكم جميعًا وغفر لهم.. إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ". 

#إعلام_حركة_فتح_لبنان