تُدرج اللِّجان الشَّعبية لمنظمة التحرير الفلسطينية اللقاءات التي أجرتها يوم الثلاثاء 2019/12/17، في مقرها في مخيم عين الحلوة، بسياق وضع الجهات إياها بضرورة تحمل مسؤولياتها تجاه قضايا وحاجات أهلنا "المطلبيّة والمعيشيّة" في لبنان، والتي باتت بحال عصيبة وصعبة، خاصة إذا ما طال أمد الحراك الشعبي الذي يشهده لبنان هذه الأيام، سيما وقد تعطلت العجلة الاقتصادية في لبنان، وبات الفلسطينيون بأمس الحاجة لما يسدُ رمق أطفالهم.

والتقت اللِّجان الشَّعبية في منطقة صيدا بحضور أمين سرها في منطقة صيدا الدكتور عبد الرحمن أبو صلاح، وأمين سر اللَّجنة الشعبية في مخيم عين الحلوة سمير الشريف، والأخوة الأعضاء، بوفـد جمعية المساعدات الشعبية النرويجية، وضم كلاً من مديرة مكتب لبنان والبرامج الإقليمية "غودرون بيرتنيسون"، ومسؤولة مشروع التنمية في لبنان "فرح الكزلي".

هذا ووضع الحاضرون السيدة بيرتنيسون، بمعاناة أهلنا في لبنان جراء الحرمان من الحقوق الإنسانية، والإجتماعية، والإقتصادية، وبحراكها على مدار الأيام الماضية من خلال اجتماعها بالمدير العام للأونروا في لبنان السيد "كلاوديو كردوني"، ومطالبتهِ بإغاثة عاجلة لأهلنا في المخيمات، كذلك لقائها بمسؤول المجلس النرويجي لمساندة اللاجئين في الجنوب "مينول إسلام"، وحديثها عن قساوة واقع اللجوء الفلسطيني عموماً، وخاصة في هذه الأزمة الراهنة في لبنان، وسعي الفلسطينيين للحصول على ما أمكن من الحاجات الأساسيّة للحياة وتحديداً هـذه الأيام.

ولفت الدكتور عبد الرحمن أبو صلاح، باعتصام اللجان الشعبية الاحتجاجي أمام مكتب خدمات الأونروا، ومساعيها مع مؤسسات المجتمع المدني لتحمل مسؤولياتها الإغاثية، ناهيك طبعاً عن الحراك المتعدد الاتجاهات الذي يقوم به سفير دولة فلسطين "أشرف دبور"، والقيادة الفلسطينية باتجاه السفارات وجهات الدعم المتنوعة.

ومن ثمَّ عقد لقاء آخر ضم المساعدات الشعبية النرويجية واللجان الشعبية ولجنة تجار سوق الخضار، حيث وضع التجار السيدة بيرتنيسون بصورة الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعيشها مخيم عين الحلوة، وتأثير الأزمة على الحركة التجاريّة، وكذلك تمَّ التطرق إلى غياب المساعدة، وطرحت العديد من الأفكار.

أمَّا اللقاء الأخير، فقد عقد بين المساعدات الشعبية النرويجية واللجان الشعبية وممثلي عن لجان القواطع، وتمَّ التطرق إلى الأوضاع المأساوية التي يعيشها أهلنا في مخيم عين الحلوة، وكذلك تأثير الأزمة على اللاجئ في لبنان، وتمَّ طرح مجموعة أفكار من قبل لجان القواطع، آملين من المساعدات الشعبية النرويجية العمل على تنفيذها والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني.

من ناحية أخرى، أعربت اللِّجان الشعبية عن تفهمها لحاجات وقضايا الناس التي تمَّ طرحها من قبل تجار السوق، ومن قبل ممثلي القواطع أيضاً، وتمنت حث جهات الدعم على تنفيذ برامج قروض ميسَّرة، وتأمين المساعدات العاجلة والعينية منها لأهلنا في مخيم عين الحلوة، وأن تلحظ أجندة المؤسسات وبرامج جهات الدعم إقامة مشاريع، وورش إنتاجية، بمواصفات تمكنها من تأمين فرص عمل للفلسطينيين لتدبير شؤونهم الحياتية، وكذلك دعوة المؤسسات الصحية الفلسطينية لأخذ المستجدات الراهنة في حياة ووضع الفلسطينيين بالاعتبار، وتجنب إلحاق الأذى بهم أو زيادة حجم معاناتهم، كما وجرى التطرق لأوضاع الفئات الخاصة من "معوقين ومسنين"، وضرورة الالتفات لأوضاعهم ومساندتهم.

وأكَّـد الدكتور أبو صلاح على أهمية التواصل والتعاون والتنسيق ومشاركة الجميع في تحمل المسؤوليات لتوحيد الجهد، وتحشيد الإمكانيات والقدرات خدمةً لأهلنا ومساندتهم في محنتهم، وأهاب بجهات الدعم الدوليّة أن "تضمن أجندتها وبعجالة تنفيذ برامج الإغاثة".

وتوقف حيال مساعي النرويجيين على اختلاف تصنيفات مهامهم الإنسانية، ومنهم بشكل خاص"المجلس النرويجي لمساندة اللاجئين، وجمعية المساعدات الشعبية النروجية"، فأثنى على ما يقومون به، ونوه لدورهم في تعزيز القدرات، وتنفيذ برامج الحماية والدمج، وتحسين الظروف الحياتيّة والاجتماعية لأهل المخيمات.

في نهاية اللِّقاء، أعرب وفد جمعية المساعدات الشعبية النرويجية عن شكرها الجزيل لحضور اللقاءات وتفهمها الكامل لمطالب الحاضرين جميعًا، وستعمل مع المرجعيات في بلدها من أجل تأمين ما يمكن تأمينه من المساعدات، وشكرت كل من اللجان الشعبية ولجنة تجار السوق، ولجنة القواطع على حضورهم اللقاء.