يكاد المريب يقول خذوني، هذا المثل ينطبق تماماً على حماس، التي لا تريد ولا بأي حال من الأحوال أن تتقدم قضيتنا الفلسطينية سواء على مستوى صراعنا القاسي مع إسرائيل وحليفتها الكبرى أميركا ترامب، أو على مستوى استحقاقاتنا الوطنية الداخلية مثل الانتخابات التي دعا إليها الرئيس أبو مازن من فوق كل المنابر، ولقيت دعوته تأييداً شاملاً، وتحركت اللجنة العليا للانتخابات لتفرش لها الطريق، ولكن حماس المرتبكة على المستوى الفلسطيني اختارت مناسبة وطنية عالية المستوى اختارت مناسبة وطنية عالية المستوى لتقول لا لهذا الاستحقاق الوطني، فقد قالت لا سوداء للفعاليات الوطنية بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لاستشهاد القائد المؤسس ياسر عرفات، ولعل قيادة حماس التي منعت الفعاليات في قطاع غزة، قد قالت لنفسها، وقالت لنتنياهو شريكها في صنع الانقسام، أنها لن تنتمي بأي حال من الأحوال لأي من الأولويات الفلسطينية، لا المصالحة واستعادة الوحدة، وإنهاء الانقسام، ولا المشاركة في إحياء ذكرى استشهاد أبو عمار وما يعنيه ذلك، ولا الانتخابات التي تمثل استحقاقاً وطنياً شاملاً في وقت ينتظر فيه شعبنا صدور المرسوم الرئاسي، وخرجت هي بنوع جديد من الهروب اسمه الحوار، وكأننا طيلة ثلاثة عشر عاماً لم نتحاور، ونوقع جميعاً على اتفاقات تبرأت منها حماس، مع العلم أنه كان لديها الفرصة لتبرئة نفسها، والرد على تبجحات نتنياهو الذي اعترف بشكل صارخ بأن الانقسام هو مصلحة إسرائيلية عليا، بل إنه رد على منتقديه من الإسرائيليين، بأن كل من لا يريد قيام دولة فلسطينية يجب عليه أن يؤيده، في توصيل النقود القطرية إلى حماس!!!

 

لماذا هذه السقطة السوداء من سقطات حماس المتمثلة في رفض إقامة الفعاليات في غزة في ذكرى استشهاد قائدنا المؤسس ياسر عرفات، وسد الطريق أمام الانتخابات بحجة أن الحوار يجب أن يسبق المرسوم الرئاسي الذي ننتظر صدوره من قبل الرئيس أبو مازن؟؟؟

 

لا بد من تكرار القول إن حماس جزء من الإخوان المسلمين، وفي القرارات الرئيسية الهامة لا تستطيع أن تتخطى ذلك حتى لو أرادت، وأن الانقسام والانقلاب الدموي الذي نفذته في الرابع عشر من يونيو حزيران عام 2007، لم يكن قراراً محلياً، بل هو قرار قوى محلية وإقليمية و دولية، وأن حماس رغم ادعاءاتها ليست سوى أداة التنفيذ، وهي دائماً ستظل كذلك، لذلك نرى أن توالي هذه السقطات المتواصلة التي تبحث لها عن أعذار فلا تجد لذلك سبيلاً.

 

النضال الفلسطيني المندفع بقوة إلى الأمام، والذي يشكل أعلى درجات المقاومة ضد المشروع الصهيوني يتقدم بقوة، نتنياهو لا يعرف ما هو مصيره، وترامب يترنح على وشك السقوط، وفي الأسبوع الذي يبدأ يوم الاثنين القادم ستنتقل الشهادات بخصوص العزل من وراء الأبواب المغلقة إلى العلن، ويالهول ما سوف يسمعه الشعب الأميركي والعالم أجمع، أما حماس التي خلقت أصلاً لتكون مجرد جملة اعتراضية ضد الثورة الفلسطينية وضد الحقيقة الفلسطينية، فلا يليق بها سوى السقوط والاخفاقات التي تصنعها بيديها.