فلسطيننا/ لبنان -  بقلم/ محمد سعيــد

ظهر اوباما في الدورة الـ 66 للجمعية العامة للأمم المتحدة أمس بأنه عاطفي وحنون، وقلبه على اسرائيل. خائف عليها من محيطها الذي يدعو للقضاء عليها! ودعا الفلسطينيين الى المفاوضات من أجل الوصول الى حل الدولتين، ونسي أن مفاوضاتٍ تناهزعقدين من الزمن تقريباً، وبرعاية أمريكية، لم تحقق شيئاً بسبب التعنت الاسرائيلي المرتكز على الانحياز الأمريكي الى جانب اسرائيل، اوباما خائف على اسرائيل من جيرانها، ونسي أنها منذ نشوئها شنت على جيرانها حروباً عديدة منذ 1948 مروراً بـ 1958،وبـ 1967 و1982 و 2006 وأخيراً تدمير غزة بـ 2008، كل هذه الحروب قامت بها اسرائيل منفردة ضد محيطها وفوق ذلك اوباما خائف عليها!  " لا تشترِ العبد إلا والعصا معه إن العبيد لأنجاس مناكيدُ".

فإسرائيل متفوقة على محيطها بالأسلحة التدميرية الأمريكية، كماً ونوعاً، ونسي أوباما أن لديها ما يفوق المئتي قنبلة نووية، وترفض الخضوع للتفتيش النووي، وهي تحت الرعاية العسكرية الأمريكية التي تقوم بتزويدها بأحدث الاسلحة، وتهدد محيطها باستمرار بضربات جوية على مواقع يشتبه بأنها نووية، وتنصب نفسها بأنها المهيمن الأول على المنطقة، وفوق ذلك فأوباما خائف عليها من الفلسطينيين الذين يتقدمون بطلب الاعتراف بدولتهم من مجلس الامن، والجمعية العامة  للامم المتحدة. علماً أن الفلسطينيين لديهم الحق بإقامة هذه الدولة منذ العام 1922، حيث اعترفت عصبة الأمم في ذلك الحين بشرعية  الاعتراف بدولة فلسطين، كذلك اعترفت الجمعية العامة للامم المتحدة في العام 1947 بقرار التقسيم 181 وبنشوء دولة فلسطين على 42% من الاراضي الفلسطينية، وكذلك بعد حرب حزيران 1967، اعترف القرار الدولي 242 ضمنياً بأن الاراضي الفلسطينية المحتلة بعد 4 حزيران تمثل اساس الدولة الفلسطينية، كما اصدرت محكمة العدل الدولية قراراً سنة 2004 تؤكد حق الفلسطينيين في تقرير المصير، وذهبت الجمعية العامة في قرارها رقم 202/ 65 سنة 2010 لتأكيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير بما في ذلك حقه في الحصول على دولة مستقلة، والأمر نفسه نص عليه القرار 292 / 58 الصادر عن الجمعية العامة سنة 2003 مؤكداً الحاجة لتمكين الشعب الفلسطيني لممارسة سيادته وتحقيق استقلاله داخل دولته فلسطين، وحتى خارطة الطريق والاتفاقات الدولية التي وضعتها اللجنة الرباعية سنة 2002 جاءت من اجل الوصول الى حل دائم يقوم على اساس حل الدولتين، وكذلك تقدم محيط اسرائيل (الدول العربية) بمبادرة السلام العربية سنة 2002 ورفضتها اسرائيل فوراً قبل ان يجف حبرها من أجل ان تعيش بأمن وسلام في محيطها الذي يخشاه اوباما.  وكل هذا رفضته اسرائيل، ولم تحرك الولايات المتحدة الامريكية ساكناً، ولم تظهر أنها غيورة على السلام والعدل! ويقوم اوباما الآن بتأييد حق الشعوب بتقرير مصيرها في ليبيا وسوريا ومصر وغيرها، وأيد قيام دولة جنوب السودان بالأمس القريب، اوباما هذا يقف في وجه الحق الفلسطيني من طلب الاعتراف بدولة فلسطين مؤيداً المسعى الاسرائيلي في نكرانها  لهذا الحق، وفوق ذلك هو خائف على اسرائيل؟ لقد بدا اوباما وكأنه يدمر حق الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال منذ ما يفوق الستين عاماً، ويقضي على احلامه، ويتنكر لشرعة حقوق الانسان والقرارات الدولية الصادرة بحق شعبنا في اقامة دولته على ارضه، مفتتحاً حملته الانتخابية على حساب الدم الفلسطيني والحق الفلسطيني في اروقة الامم المتحدة، لكسب اصوات اليهود. لقد بدا اوباما مجرماً  اكثر منه رئيس دولة عظمى تريد تحقيق العدل والسلام الدوليين.