لن يسمح شعب فلسطين المكافح، المتطلع للحرية والاستقلال، المؤسس لمدرسة الابداع النضالي، لن يسمح للهابطين إلى مستوى الخدم بأخذ القرار نيابة عنه، وسيقيم تجربته مع هؤلاء، فينزعهم من سجله، ويعتبرهم مجرد صفحة دخلت أو ادخلت عن طريق الخطأ بين عنوان القضية الأنبل (فلسطين) والفهرس و(المراجع).

لقن شعب فلسطين الانتهازيين المرتبطين بأجندات خارجية وإقليمية دروساً، يفهم الصخر معانيها، ويحفظ الحكمة منها، أما هؤلاء الخاضعون لضغط (الأنا) المفرط، ما زالوا كعيدان الحطب، يحولهم المقهورون من استقلالية القرار الوطني الفلسطيني، الى فحم فجمر لطبخ مشاريعهم، او لتشويه الصفحات الناصعة لسجل فلسطين، المخطوطة بحكمة قائد حركة التحرر ورئيس الشعب ابو مازن، ففي المحيط ألف يعقوب ويعقوب ولكل منهم غايات، قد تلتقي مع بعضها... لكن اكثرهم لا يلتقي مع خط فلسطين.

سيكشف الوطنيون العاقلون حقيقة هؤلاء الفهلويين، الذين دفعوا الكثير ليتدربوا على سحر الجماهير بالخطاب التعبوي ويكتشف هذا الشعب الذي لا يقبل بموقع المتفرج المخدوع ابدا، كم الخطايا والجرائم والأخطاء التي ارتكبوها باسمهم، وحجم استغلال واستثمار النفوذ في ميادين الفساد، سينزعهم من ذاكرته الفردية والجمعية، ويدفعهم إلى أقفاص العدالة لينالوا جزاء خداع المناضلين، والذين غمسوا سباباتهم في حبر الانتخابات.

لن يكون رئيسا ولا قائدا، ولا نائبا من باع صورة المناضل، واشترى نموذج (الخدّام)، فالشعب الفلسطيني الذي استجاب للرئيس القائد أبو مازن عندما خاطب الملايين: "ارفعوا رؤوسكم فأنتم فلسطينيون" لن يسمح لمن احترف الهروب من الميادين الى المكاتب المذهبة، برفع مصالحه على عظام ودماء أبنائه. فالشعب الحر يختار قادة أحراراً، أما الباحثون عن المواقع والمستجيرون بأجهزة استخبارات اسرائيل لينالوها، فإن فوزهم بكرسي على المريخ، أهون بمليون مرة من فوزهم بثقة شعب عجنهم وخبزهم، واستخلص العبرة من غفلته عنهم.

سيصطدم المتساوقون (المندفعون) لتنفيذ تهديدات قادة الاحتلال للرئيس ابو مازن بمتانة الجبهة الفتحاوية العصية على الانقسام، والجبهة الوطنية الحامية للقائد "أبو مازن"، فالهارب من وجه العدالة، والعامل في مكاتب القصور، لن يتمكن بعد الآن من التغبير على الرئيس المتمسك بثوابت شعبنا...، ولا على المخلصين، قادة العمل الوطني، فالشعب ينتصر لمن انتصر لمبدأ الحياة، ومضى بالاتجاه الصحيح... وليس لمن يبغي السلطة ان يصعد الى سدتها بمنطاد الخطابات والرسائل العنكبوتية... فمن يتقاضى اتعاب استشاراته الأمنية والسمسرة لشركات السلاح سيربح دولارات وعلاقات مع مستخدميه الكبار في الخارج، لكنه لن ينجح في كسب ثقة مواطن هنا في فلسطين.. فالشعب هنا هو صاحب القرار، حتى لو جاءه (هارب) من وجه العدالة، بألف ألف جمل محملة بأثقال من (الأخضر).