قال الرئيس الاميركي اوباما ان سعي الفلسطينيين للحصول على اعتراف بدولتهم انحراف عن مسار السلام. وهذا الكلام لو قاله نتنياهو ومجلس رؤساء المستوطنات والحاخام عوفاديا لما جلب انتباها لكنه خرج من فم رئيس اميركي اعرب قبل سنة عن أمله في رؤية فلسطين دولة عضوا في الأمم المتحدة. ومن رئيس دشن ولايته الرئاسية بالقول ان حدود الدولة هي حدود الرابع من حزيران 1967.. فالانحراف هنا يعود كصفة الى الرئيس الاميركي وليس الى الفلسطينيين.

أصل حكاية الدولة واللجوء الى الأمم المتحدة بدأ اثناء نقاش بين خافيير سولانا مفوض العلاقات الخارجية سابقا في الاتحاد الاوروبي ود. سلام فياض عندما نصح سولانا الفلسطينيين بالتوجه الى الأمم المتحدة بعد استكمال بناء مؤسسات الدولة.. بعد ان تأكد الاوروبيون من عقم التفاوض مع طرف اسرائيلي لا يريد التفاوض بل اضاعة الوقت على ايقاع جرافات الاستيطان.

نحن الآن في الجانب السليم ولسنا منحرفين عن نواميس العمل السياسي والتفاوضي. اما المنحرفون حقا فهم الذين لحسوا كلامهم مثل اللجنة الرباعية التي حددت سنة من المفاوضات للتوصل الى اقامة دولة فلسطينية وتفاجأ بمبعوثها توني بلير يزبد ويعربد ويهدد ويتوعد إذا ذهبنا الى الأمم المتحدة والرئيس اوباما الذي انحرف بالكامل عن كل مبادئه الانتخابية السابقة وتبنى وجهة نظر اليمين الاسرائيلي كأنه أحد المهاجرين الفلاشا.. وبريطانيا التي انجبت كارثتنا واختلقت قرار التقسيم لاستيلاد الكيان الاسرائيلي ونسيت الكيان العربي حتى تاريخه.

الطريق الى الأمم المتحدة هي سبيلنا ومهما تكاثر الموفدون والمبعوثون الدوليون حاملين التهديدات والعصي والهراوات فإن ذلك لن يثنينا عن طرق باب المنظمة الدولية وعندما يحملنا الاميركيون مسؤولية أي اعتداء على الاميركيين في المنطقة في حالة ارتكابهم فاحشة النقض في مجلس الأمن او المعارضة في الجمعية العامة فإننا براء من أي أذى يلحق بهم.. وعندما يقول الأمير تركي الفيصل ا ن استخدام اميركا للفيتو سيعني خسارة السعودية فهل يحمل الأمير الداعي للسلم مسؤولية أي دم اميركي يسفك في المنطقة جراء التبني الاميركي للسياسة الاسرائيلية الهوجاء؟ فلسنا مسؤولين عن بشاعة السياسة الاميركية في المنطقة لأنها ترتكب الموبقات في كل قطر عربي.. من المحيط الى الخليج ليس خدمة للمصالح الاميركية بل خدمة لمصالح الاحتلال.

لا يمكن ان نتصور انفسنا بعد الآن إلا في الأمم المتحدة فلا تهديدات بالحصار وقطع الأرزاق وقطع الأعناق تحول دون تحقيق هدفنا ذاك.. ومساعي المبعوثين في اللحظة الأخيرة يجب أن تركز على ما بعد حصولنا على عضوية كاملة او غير كاملة كدولة عضو في الأمم المتحدة وليس على عدم حصولنا، وما بعد ذلك الحدث الجميل يجب على المجتمع الدولي ان يركز على سبل دفع دولة الاحتلال إلى التفاوض لانهاء احتلال دولة عضو وما غير ذلك فان الأذن الفلسطينية لن تسمعهه فالحلول الوسطية انتهى وقتها وحتى لو جاءت في اللحظة الأخيرة فانها يجب ان تدعم حصولنا على الاعتراف في الأمم المتحدة ثم نتفاوض على ترتيبات انهاء الاحتلال، فالمسعى الفلسطيني هو مسعى لخدمة السلم ولو كان هناك مجتمع اسرائيلي نشط لخرج معنا في مسيرات يوم النفير تأييداً للمطلب الفلسطيني، لأن لا وجود لاسرائيل دون قيام دولة فلسطينية.