إحياءً لذكرى يوم الأرض، وبدعوةٍ من الفصائل الفلسطينية في منطقة البقاع، نُظِّمت مسيرةً جماهيريةً حاشدةً انطلقت من أمام مسجد بلال بن رباح في مخيم الجليل- بعلبك وتوقفت أمام مكتب الأونروا، حيث تحدَّث السيد وليد عيسى عن معاني المناسبة وقدم الخطباء.
تلاه كلمة فصائل التَّحالف الفلسطيني ألقاها عضو القيادة السياسية لحركة "حماس" إذ قال: "نحيي هذه الذكرى بصمود شعبنا الفلسطيني وتضحياته الجسام، وندعوا العالم لإدانة المسلسل الإجرامي والوحشي والتصفوي التي يتعرض لها شعبنا عقاباً على تمسكه بحقوقه التاريخية، مطالباً برفع الحصار عن غزة المحاصرة، ومحاسبة الجناة الصهاينة على جرائمهم، وعلى الجامعة العربية وقف كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، وطرد سفرائه من كافة الدول العربية والإسلامية، ودعم الشعب الفلسطيني بالمال والعتاد والسلاح، ودعم الأونروا لتستمر بتقديم خدماتها لشعبنا الفلسطيني".
كلمة القوى الوطنية والإسلامية اللبنانية ألقاها عضو قيادة حركة "أمل" الحاج مصطفى السبلاني جاء فيها: "في يوم العزة والكرامة يوم الأرض، نرفع آيات الفخر والعزة والكرامة للشعب الفلسطيني الذي ما زال يعطي ويقدم أغلى الأثمان من أجل الحرية والإستقلال، ونذكر أيقونة فلسطين عهد التميمي التي علَّمت العالم أن النضال الفلسطيني من الألف إلى الياء هو مشروع نضالي متكامل". ونؤكد كقوى لبنانية أن النهج الذي تربينا عليه نهج الإمام الخميني والإمام موسى الصدر هو الطريق الأنجع والأنجح لدعم القضية الفلسطينية، وبتكاملنا وتكاتفنا نكون جميعاً على درب النصر.
كلمة حركة " فتح" وفصائل "م.ت.ف" ألقاها أمين سر حركة "فتح" في البقاع فراس الحاج جاء فيها : "يوم الأرض هو ذكرى لنزف الأرض، وانتشار الأجساد على الثرى في محاولةٍ لري ظمأ الأرض العطشى للحريّة والإستقلال، في يوم الأرض يجدد الشَّعب العهد لإكمال مسيرةٍ طال السَّير فيها، فامتدت عقوداً طوال، وتعب الشعب لكنه لم يملّ، وما زالت الذكرى تتكرر، وما زال نزيف الدم مستمراً في تلك الأرض ليتجدد العهد طوال أيّام العام على الصمود والبقاء، يتجدد الأمل والتصميم بالتحرير والحريّة مع كل جنازة شهيد تحمل على الأكتاف لتنام بسلام بعد أن ضمنت مقامها في الأرض".
وتابع: "منذ البداية كانت أرض فلسطين هي جوهر الصراع مع الحركة الصهيونية التي أسست كياناً صهيونياً، فكان من قرارات المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في مدينة بال في سويسرا عام 1897 م أنَّ فلسطين هي أرض بلا شعب، ومن واجب الصهيونية تهجير يهود العالم ليسكنوا في فلسطين، ومنذ ذلك اليوم والحركة الصهيونية تعمل ليلاً نهاراً على سرقة الأرض الفلسطينية وتوطين اليهود في بلادنا".
أمَّا الربيع العربي الذي ولد خريفًا لن يعيد الأرض المحتلة ولن يعيد فلسطين موحَّدة، ولم نرى ايجابياته، وكلنا أمل بإنهاء الإنقسام والعودة للروح الوطنية ورفض التبعية، وأن يكون القرار فلسطينياً بامتياز حتى نتمكن من مواجهة القرار الصهيوأمريكي ونحقق آمال الشَّعب العربي الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. لقد نلنا ثقة العالم وأكثر من مائة دولة في العالم وقفت إلى جانبنا، والمؤسسات الدولية التي أصبحنا عضواً فاعلاً وبذلك كان لقيادتنا الجرأة بالقول كلمة لآ لأعظم دولة في العالم وعليه نحن في منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" قد حملنا راية التحرير في كل مراحل المواجهة مع العدو الصهيوني وحلفائه وعلى رأسهم أمريكا مستخدمين كافة وسائل المواجهة التي تسمح بها الظروف وتحقق مصالح شعبنا العليا لإفشال المخططات الصهيونية. وها نحن اليوم نتهم بالإرهاب الديبلوماسي وليعلم القاصي والداني أننا شعب لا يعرف الملل والكلل، وما ثورتنا المستمرة التي أطلقها الرمز أبو عمار إلا جبلاً أوتاده راسخة في أرض الإسراء والمعراج التي أنبتت جيلاً بعد جيل يقدم روحه ودمه دفاعاً عن المقدسات يوم تخاذل من تخاذل عن دعمهم وتعزيز صمودهم.
اليوم وبعد القرار الأمريكي بنقل السفارة للقدس وتداعياته، يفرض الضغوط الهائلة على القيادة الفلسطينية وعلى الرئيس أبو مازن والتي تجلت بإغلاق مكتب "م.ت.ف" في واشنطن، والضغط على شعبنا الفلسطيني من خلال قطع المنحة الأمريكية للأونروا الشاهد الحي على نكبتنا والتي من خلالها يتحمل المجتمع الدولي آثار النكبة ونتائجها، والتهديد بإيجاد البديل لقيادة الشعب الفلسطيني، ونحن نؤكِّد بأنَّ لا ترامب ولا غيره من يحدد قيادة شعب فلسطين.
في ذكرى يوم الأرض نجدد العهد لشهدائنا الأبرار ولأسرانا البواسل ولأمتنا العربية والإسلامية، وأننا سنبقى القابضين على الجمر حتى تحقيق أهداف شعبنا المشروعة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها