بقلم: حسن بكير|
في الثلاثين من آذار 1976 صادرت السلطات الإسرائيلية آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية، على أثر ذلك عمَّت المظاهرات والإضرابات من الجليل إلى النقب، واندلعت مواجهاتٌ أسفرت على سقوط ستة فلسطينيين وإصابة واعتقال المئات، واعتبر هذا اليوم "يوم الأرض" الفلسطيني.
وفي 21 آذار 1968 جرت معركة الكرامة في منطقة غور الأردن في قرية الكرامة بين الجيش الأردني والفدائيين الفلسطينيين من جهة وبين الجيش الإسرائيلي من جهة أخرى في مواجهة شرسة استمرَّت مدة 50 دقيقة تكبَّد خلالها الجيش الصهيوني الغازي خسائر فادحةً في الأرواح والمعدّات ممَّا اضطرَّ الإسرائيليين إلى الانسحاب الكامل من أرض المعركة تاركين وراءهم ولأول مرة خسائرهم وقتلاهم من دون أن يتمكّنوا من سحبها معهم.
وإحياءً لهاتين المناسبتين الوطنيَّتَين، وتحت عنوان "فلسطين أرض الشهادة والكرامة"، نظَّم "النادي الوطني الفلسطيني" احتفاله السنوي في الجامعة اللبنانية الدولية- بلوك D ، ظهر اليوم الإثنين 26-3-2018، وبحضور سعادة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور ممثَّلاً بالمستشار الأول ماهر مشيعل، وأمين سر حركة "فتح" في بيروت العميد سمير أبو عفش وأعضاء قيادة المنطقة، وممثِّلي الأحزاب والقوى اللبنانية، وممثِّلي المؤسسات والجمعيات الأهلية الفلسطينية، وحشد من الطلاب.
وأحيت الحفل فرقة "البيادر للفنون الشعبيّة"، حيثُ قدَّمت دبكاتٍ من وحي الفولكلور الشعبي والتراثي الفلسطيني على أنغام الأناشيد الوطنية.
وقد تضمَّن الحفلُ معرضَ صُوَرٍ للرئيس الشهيد أبو عمّار وصُوَرٍ لمدينة القدس القديمة. كما تضمَّن معروضاتٍ تراثيّةً وأواني المطبخ الفلسطيني القديم، وعدّة الفلاحين الزراعية التي كان آباؤنا وأجدادنا يستعملونها للزراعة والحصاد. وقُدِّمَت الحلويات الفلسطينية التي تُعدُّ من المأكولات الشهيرة في فلسطين والتي ما زال البعض يحافظ عليها كتراث قديم. ولم تغب عن المعرض صُوَر الانتفاضة وأيقونة فلسطين عهد التميمي، وصُوَر كبار السّن الذين ما زالوا يحملون مفاتيح بيوتهم قبل التهجير القسري عام 1948.
وكان الحفلُ قد افتُتِحَ بكلمة لممثِّل الوزير عبدالرحيم مراد مسؤول الأندية والأنشطة في جامعة الـ(LIU) حسام حجّار جاء فيها: "ها هُم أبناء فلسطين الحبيبة.. فأنا دائمًا عند ذكر اسم فلسطين أقرنه بالحبيبة لأنَّني أُحبّها، ها هُم أبناء فلسطين الحبيبة أمامنا، لا كبارها ماتوا لأنَّهم أحياء في قلوبنا نقتدي بمسيرتهم ونضالاتهم ونفتخر، ولا صغارها -أي شبابها- نسوا؛ لم ينسوا هذه الأرض المعطاءة أرض الجهاد والرباط".
وأضاف: "نحتفلُ بيوم الأرض، وكلُّ يومٍ هو يوم أرض فلسطين، كلُّ يوم فاتحته معركة جهاد ونضال ضد هذا المحتل الغاصب لأرض الإسراء والمعراج، والقوّة هي الأسلوب الوحيد الذي يؤتي أُكله مع الصهاينة، فما أُخِذَ بالقوّة لا يمكن أن يُستردَّ بغير القوّة. نراهم دائمًا يهربون وهُم مدجَّجون بالسّلاح من أطفال صغار لا يملكون إلّا الصدور العارية والحجارة، هُم جبناء لصوص، فاللص مهما كان يملك من القوة هو جبان يهرب من حرتقة قطة.. سنعود إلى هذه الأرض الخيّرة، سنُصلّي في القدس الشريف بإذن الله، فهذا وعده، ولا يُخلِف الله وعدَه".
ودعا حجّار كلَّ أبناء فلسطين الحبيبة إلى التسلُّح بالعِلم إلى جانب البندقية، مؤكِّدًا أنَّ "العِلم هو الذي يأتي بالبندقية". كما دعا إلى مقاطعة كلِّ ما يمتُّ إلى الكيان الغاصب من بضائع وثقافة مقاطعة ضمنية عقدية ومقاطعة كلّ الدول التي تُساعد هذا الكيان المسخ.
كما استذكر الرياضي اللبناني يوسف عبّود الذي رفضَ بطولة العالم في المواي بوران كي لا يُنازل خصمَهُ الصهيوني، والطفل الجزائري الذي ضحَّى ببطولة لعبة الشطرنج من أجل فلسطين.
وختم حجار كلمته بتقديم التحية من رئيس الجامعة الوزير عبدالرحيم مراد ومن إدارتها وكادرها التعليمي.
أمَّا كلمة "النادي الوطني الفلسطيني" فألقاها الطالب عيسى ديراوي، إذ قال: "نُرحِّب بِكُم في حفلنا المتواضع في ذكرى معركة الكرامة؛ وهي أول معركة ينتصرُ فيها العرب على يد المقاومة الفلسطينية والجيش العربي الأردني. كما نستذكر يوم الأرض الفلسطينية، ولا يسعنا نسيان المناضلة الشابة عهد التميمي".
كما تقدَّم ديراوي بواجب العزاء إلى أهل الفنانة المقاومة ابنة الناصرة ريم البنا.
وكانت كلمةٌ لأمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في بيروت العميد سمير أبو عفش، قال فيها: "اليوم في ذكرى الكرامة، الكرامة التي أعادت الكرامة إلى أُمّتنا العربية في العام 1967، وفي يوم الأرض الذي أكَّد فيه شعبنا في أراضي الـ48 والمثلث والجليل والنقب، بأنَّ هذه الأرض، كلّ الأرض من بحرها إلى نهرها، هي أرض فلسطينية، نتعايش فيها مع كلِّ الأديان في دولة ديمقراطية تحترم الخصوصيات الدينية".
وهنَّأ أبو عفش فخامة الرئيس محمود عبّاس بعيد ميلاده وقال: "سِر على بركة الله نحنُ معك في مواجهتك لكلِّ المؤامرات التي تُحاك ضدَّ القضية الفلسطينية. يا مَن استلمتَ الأمانة في أصعب ظروفها، من صاحب الأمانة الأخ الشهيد الرّمز أبو عمار. نقولُ لكم من هنا .. من هذه الجامعة العريقة بِاسم الشتات الفلسطيني بأنَّ لنا هدفًا واحدًا هو تحرير فلسطين والعودة إليها، وإقامة الدولة الفلسطينية، وقدس الأقداس عاصمتها. وليس لنا إلَّا عدوٌّ واحدٌ، هو العدو الصهيوني".
وتابع العميد أبو عفش: "إنَّنا هنا في لبنان، بوصلتنا باتّجاه فلسطين والقدس فقط، وإنَّنا في لبنان نُطمئن الجميع رؤساء وأحزاب وقوى سياسية بأنَّنا لن نكون إلّا رافعةً للسّلم الأهلي اللبناني. نتمنَّى أن نكون جميعًا وحدةً واحدةً مُتراصّةً. العدو الصهيوني والولايات المتحدة، راعية الإرهاب الدولي، مؤسِّسة داعش وأخواتها، تحاول أن تضغط على القيادة الفلسطينية بالقبول بصفقة القرن. قالها الرئيس أبو مازن، وقالتها القيادة الفلسطينية، وقالها شعبنا وأحرار العالم، لن يمرّ أيَّ مشروع لا توافق عليه القيادة والشعب الفلسطيني".
إعلام حركة "فتح" - لبنان
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها