قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله: "إن الكل الفلسطيني مطالب، أمام هذه المرحلة الفارقة والخطيرة، بالمزيد من الوحدة والالتفاف حول قيادتنا الشرعية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، في موقفها الحازم والحاسم بالحفاظ على استقلالية القرار الوطني وصون الانجازات والمكتسبات الداخلية والدولية التي حققناها، والتمسك بالثوابت الوطنية وفي القلب منها، صون القدس ومكانتها وتاريخها ومقدساتها.
وأضاف الحمد الله خلال كلمته في حفل استقبال بمناسبة الميلاد المجيد حسب التقويم الأرمني، يوم الخميس، في كنيسة المهد ببيت لحم، "وكما أكد الأخ الرئيس، فنحن لدينا حقوق ثابتة ومشروعة في كل أنحاء العالم، ولن نترك بابا إلا ونطرقه، وسنستمر في المقاومة الشعبية السلمية لدحر الاحتلال والخلاص التام منه".
وتابع: "من كنيسة المهد نطالب المجتمع الدولي، بكافة أطرافه وهيئاته وقواه المؤثرة، بإلزام إسرائيل بوضع حد لسياساتها الاستيطانية وممارساتها. فالكل يدرك أن الحل القائم على مبدأ الدولتين على حدود عام 1967 بات في خطر حقيقي وداهم، تحت وطأة القرارات الأميركية الأحادية غير المسؤولة، وما نتج وينتج عنها من تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية".
وقال رئيس الوزراء: "أشعر بعظيم الفرح والسرور، وأنا أنوب عن فخامة الأخ الرئيس محمود عباس، في رحاب هذه المناسبة الوطنية والدينية الهامة والملهمة، في حفل الاستقبال بمناسبة عيد الميلاد المجيد بالتقويم الأرمني، في قلب مدينة بيت لحم، مهد المسيح، الشامخة الصامدة، التي رغم الجدران والمستوطنات التي تطوقها، تستقبل بكامل زينتها الأعياد المجيدة وتطلق إلى العالم ترانيم الرحمة والسلام".
وأردف: "نيابة عن فخامة الرئيس محمود عباس وباسم شعبنا الفلسطيني، أهنئ كهنة وأبناء الكنيسة الأرمنية في فلسطين، وفي كافة أصقاع العالم بالأعياد المجيدة، وأتمنى أن يعيدها الله وقد تحررت بلادنا من براثن الاحتلال الإسرائيلي الظالم، وتكرس الأمن والسلام في مدينة السلام ولشعوب الأرض قاطبة".
واستطرد رئيس الوزراء: "تأتي احتفالاتنا بأعياد الميلاد هذا العام، وسط تحديات جسام تعصف بقضيتنا الوطنية، فإسرائيل تلتف على الاصطفاف الدولي بجانب قضيتنا، بالمزيد من الانتهاكات الإحتلالية، واستهداف شعبنا بالاعتقال والقتل، وفرض العقوبات الجماعية، من خلال حملاتها العسكرية في قلب أراضينا، والحواجز التي تنشرها، وبمخططات التهجير وهدم المنازل والمنشآت، وفي حصارها الخانق على قطاع غزة".
وأضاف: "لي وطيد الأمل في أن تشكل الأعياد المجيدة التي تزهو وتفخر بها فلسطين، دعوة للمزيد من التلاحم والتآخي، كما للثبات والصمود في وجه أعتى التحديات. فنحن هنا بعد ألفي عام من ميلاده، لنمثل ونجسد الإرث العظيم الذي جاء به سيدنا عيسى عليه السلام، ولنصمد ونبقى على هذه الأرض التي باركنا الله بها، ونحافظ عليها لتبقى دوما منبعا للأمل والسلام والعدل".
وأعرب رئيس الوزراء عن تقديره لقيادات ورؤساء الكنائس في فلسطين التي تلتف حول قيادتنا الوطنية وتكرس الوحدة المسيحية الإسلامية في أعلى صورها. كما حيا أبناء شعبنا في كل شبر من أرضنا وهم يتصدون لجيش الاحتلال ومستوطنيه، ويرفضون السياسات الأميركية المنحازة، كما توجه بالتحية لأسرى الحرية البواسل".
وتابع الحمد الله: "نشكر دول العالم وشعوبها ووسائل إعلامها الذين هبوا للدفاع عن حقوقنا المشروعة، ونحيي موقف الأونروا الرافض للابتزاز والتهديد الأميركي وإصرارها على المضي قدما في تقديم خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطينيين في الوطن وبلدان الشتات".
وأوضح رئيس الوزراء أن واقع المخيمات وما رافقها طوال عقود النكبة والتشرد من معاناة وحرمان، تستصرخ الضمير الإنساني لتحمل المسؤولية في استمرار تمويل ودعم الوكالة وتمكينها من الوفاء بالتزاماتها الأخلاقية والقانونية في دعم صمود اللاجئين الفلسطينيين وتجنيبهم المزيد من الويلات والألم والمعاناة.
وقال الحمد الله: "إن شعبنا الفلسطيني قوي بتلاحمه وبتعايشه وبوحدته المجتمعية والوطنية التي استمدها من مكانة وتاريخ أرضنا كمبعث للأنبياء والرسل. ونحن اليوم أمام تحد حقيقي في تحصين مشروعنا الوطني والتشبث بحقوقنا المشروعة وعدم التنازل أو التفريط بها. كما أن دول العالم هي الأخرى، أمام تحد جديد في الانتصار لقيم الحق والعدالة وحقوق الإنسان، لاستعادة الثقة بالمجتمع والقانون الدوليين، وترجمة التزامها بحل الدولتين بالاعتراف بدولة فلسطين".
واختتم رئيس الوزراء كلمته بتجديد التهنئة لأبناء الطائفة الأرمنية في فلسطين الذين يشكلون جزءا حيويا وهاما من شعبنا الفلسطيني المناضل لنيل حقوقه وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته كاملة السيادة على حدود عام 1967. والقدس عاصمتها الأبدية. وقال "لنصلي هذه الليلة معا، ليكون هذا العام، عام تجسيد السيادة وتكريس الوحدة والتطلعات الوطنية، لتزدهر الطاقات وتتوحد لما فيه مصلحة البشرية جمعاء لا للتدمير والهدم والتشريد".
حضر حفل الاستقبال: محافظ بيت لحم جبرين البكري، ووزير الصحة جواد عواد، وعدد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها