أوصى مؤتمر "فلسطين الكنعانية" الذي نظمته وزارة الثقافة في مدينة رام الله، بالعمل على استرجاع الآثار والمخطوطات عبر التوجه للمؤسسات الدولية ضمن سلسلة المطالب الفلسطينية أمام الأمم المتحدة لاسترجاع حقوقنا، إضافة إلى تدريس التاريخ الكنعاني في الجامعات والكليات، وتخصيص برامج لتدريس اللغة الكنعانية واللغات القديمة في فلسطين.
وأكد المؤتمر، في ختام أعماله، اليوم الأحد، على الجذور العربية والفلسطينية الإسلامية المسيحية، وأهمية طباعة الأوراق البحثية المقدمة في المؤتمر، ضمن سياسة وزارة الثقافة تشجيع البحث العلمي والأثري بما يعزز الرواية التاريخية الفلسطينية في مواجهة الرواية الإسرائيلية المزورة ومحاولة طمس الهوية الفلسطينية وأصالتها.
وشدد على ضرورة العمل على تأسيس مركز فلسطيني متخصص بالتاريخ القديم، وتنظيم مؤتمر سنوي حول الحضارة الكنعانية والتاريخ القديم والحديث، وضرورة تحفيز الطلبة لدراسة التاريخ وعلم الآثار، واعتبار هذا المؤتمر ورشة مفتوحة لاستمرار عملية النقاش والتداول بين المؤرخين بما يخص تاريخ فلسطين.
وقال الوكيل المساعد للشؤون الثقافية في وزارة الثقافة محمد عياد، إن الحكومة ممثلة برئيس الوزراء محمد اشتيه، ووزارة الثقافة ممثلة بالوزير عاطف أبو سيف، على جهوزية لدعم كل ما يمكن أن يشكل رافعة أساسية، بحيث نعيد كتابة الخطاب الفلسطيني المتكىء على كل هذه الحمولة من كنعان إلى اليوم.
وأضاف عياد أن هذا المؤتمر لم ينتهِ، بل يعتبر البداية للبحث أكثر في كنعان وأرض كنعان، وكل ما قيل أو كتب أو بحث في هذا المجال، وأنه فاتحة أبواب كنعان القديمة وليس خاتمتها.
وتابع: "علينا أن نكون على قدر المسؤولية دوما لكي تكون هذه البلاد التي نليق بها لتليق بنا، فمن حق تاريخنا أن ننظر إليه بعين العارف الواثق بالاستناد إلى الأبحاث العلمية وليس العاطفة والوجدان فقط".
وتخلل المؤتمر ثلاث جلسات، الأولى كانت برئاسة الوكيل المساعد في وزارة الثقافة محمد عياد وعنوانها "الكنعانيون والوجود"، شارك فيها كل من علاء أبو عامر حول "حقيقة الوجود الكنعاني" ومصلح كناعنة حول "الجذور وأثر الكنعانيين" وأحمد دبش عبر الفيديو حول "الفلسطينيون في الأصل والفصل".
أما الجلسة الثانية فترأسها غسان محيبش وكانت حول"الحضارة والمدنية الكنعانية"، وشارك فيها كل من رشاد المدني في مداخلته عبر فيديو مسجل "غزة الكنعانية"، وسامي أحمد عبر فيديو مسجل حول "هوية القدس الكنعانية"، وفوزية شحادة حول "أريحا الكنعانية"، وصلاح الهودلية في مداخلته "دويلات المدن الكنعانية في العصر البرونزي المتأخر".
وتناولت الجلسة الثالثة "أدبيات ومخطوطات وآثار كنعان" وترأسها تيسير جبارة، وشارك فيها حسام أبو النصر حول "مخطوطات فلسطين الكنعانية"، وعز الدين مناصرة عبر فيديو مسجل حول" الكنعانية في الأدب الفلسطيني، ولؤي أبو السعود في مداخلته "الآلهة والأساطير الكنعانية".
وكرّم عياد المشاركين بتقديم الشهادات التقديرية لهم، لاهتمامهم بهذا المؤتمر الذي يؤكد على أصالة ووجود الكنعانيين في هذه الأرض، مهما حاول الاحتلال طمس الهوية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها