أن المقاطعة الأوروبية المتصاعدة للمنتجات الإسرائيلية بدأت تكبد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر فادحة على مستوى الصادرات.

ووفقا للتقرير الذي نشره موقع القناة العبرية الثانية، نقلا عن وكالة "اسوشيتدبرس"، فإنه خلال عام 2013 كان هناك انخفاض كبير بنسبة 14% من الصادرات الزراعية التي يتم تصديرها عبر وادي الأردن فقط، مبينا التقرير أن بريطانيا والدول الاسكندفانية تسببت بالضرر الأكبر والأعظم للاقتصادي الإسرائيلي الذي من المتوقع خلال مع بداية عام 2014 أن يزداد سوءا مع انضمام جميع دول الاتحاد الأوروبي للمقاطعة.

وحسب التقرير، فإن أرباح المزارعين خلال العام الماضي 2013، وخاصةً من الفلفل والتين والعنب والأعشاب قد وصلت إلى نحو 29 مليون دولار فقط. وقال رئيس المجلس الإقليمي لغور الأردن "دافيد الهياني" أن الأضرار باتت هائلة وأنها وصلت إلى نقطة أننا نكاد لا نبيع أي شيء في الأسواق الأوروبية الغربية.

وأضاف "لدينا 21 مستوطنة، تصل إلى 52 ألف دونم زراعي، ويصل العائد المالي من الزراعة وخاصةً من التصدير إلى نحو 600 مليون شيكل أي ما يعادل 1.7 دولار أميركي سنويا، ولكن منذ المقاطعة الأوروبية بدأنا نتأثر بشكل كبير وهناك انخفاض في الدخل بنحو 100 مليون شيكل أي نحو 28.6 مليون دولار أميركي سنويا، ومن المتوقع أن نتضرر أكثر خلال العام الجديد".

ويشير التقرير للنشاطات الفلسطينية التي بدأت عام 2005 لإقناع المنظمات الأوروبية لمقاطعة البضائع الإسرائيلية القادمة من المستوطنات، وأنه خلال سنوات عديدة نجحت الدبلوماسية الإسرائيلية بالتصدي لتلك المحاولات الفلسطينية التي جاءت أساسا من الدول الاسكندفانية وبريطانيا قبل أن تعود مع بدء عام 2011 وتطال العديد من الأسواق الهامة في دول أوروبا حيث بدأت عمليات مقاطعة منتجات المزارعين من أي مستوطنة.

وفي حين تحاول الحكومة الإسرائيلية التقليل من حجم الخسائر وتأثير المقاطعة الأوروبية، يؤكد مستوطنون من المزارعين بأن المقاطعة لها تداعيات اقتصادية كبيرة وتسببت لهم بخسائر فادحة.

وتقول المزارعة "نيفا بنزيون" من سكان مستوطنة نتيف هغداد، أنها اعتادت خلال السنوات الأخيرة على بيع 80% من منتجاتها الزراعية لأسواق أوروبا الكبيرة وخاصةً في بريطانيا، إلا أن حركة البيع انخفضت خلال العامين الأخيرين وبدأت تقترب من الصفر وأن ما تبيعه الآن غالبيته يذهب إلى دول أوروبا الشرقية وروسيا ويصل فقط إلى نحو 40% من إنتاجها فقط ومن المتوقع أن ينخفض في حال ازدادت المقاطعة الدولية.

وأشارت إلى أنها قلصت مساحة الزراعة لديها بنسبة الثلث للموسم الجديد بسبب شكوكها في عدم قدرتها على تغطية نفقاتها في ظل هذه الخسائر التي تتكبدها، وأنها في غضون سنوات وربما حتى العام المقبل لن تستطيع بيع أي من المنتجات إلى دول أوروبا وأنها ستبحث عن بدائل منها الخروج من المستوطنة إن اضطرت لذلك".

ويقول التقرير أن هذه المشكلة للمزارعين تأتي في غمرة الجدل المتزايد في إسرائيل حول تداعيات فشل العملية السياسية الجارية بوساطة أميركية، والتي يحاول فيها وزير خارجيتها "جون كيري" بالتوصل لاتفاق على الخطوط العريضة للتوصل لاتفاق سلام مستقبلا ولكن الفجوات واسعة بين الجانبين.

وحذر أنصار صفقة الأرض مقابل السلام مع الفلسطينيين من أن إسرائيل قد تواجه مقاطعة متصاعدة من ذاك النوع الذي أسقط نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، إذا رفضت مقترحات كيري التي من المقرر أن يقدمها في الأسابيع المقبلة.