نظم منتدى النساء الفلسطينيات، وجمعية النجدة الاجتماعية، بالتعاون مع الإتحاد الأوروبي حلقة نقاش حول "تأثيرات الوضع الأمني الاجتماعي والاقتصادي على المرأة الفلسطينية في لبنان"، في قاعـة الجمعية- مخيم عين الحلوة الثلاثاء 26/11/2013، وحضرها حشـد من ممثلي القوى الوطنية، والإتحاد العام للمرأة الفلسطينية، ومؤسسات المجتمع الأهلي، وفعاليات من المجتمع المحلي الفلسطيني، ولجنة المهجرين الفلسطينيين من سوريا في لبنان.

بدايةً عرضت مديرة الجمعية في منطقة صيدا جيهان عوض بإيجاز مستويات الاضطهاد الذي تتعرض له المرأة الفلسطينية في لبنان، ومنها التمييز على أساس النوع الاجتماعي، وباعتبارهن لاجئات، وعدم حيازتهن على الجنسية، وحيث تتشارك في بعضها مع كل من المرأة اللبنانية من جهة، ومع الفلسطينيين المحرومين من الحقوق الإنسانية والمدنية من جهة ثانية، كما وعرجت على دور الجمعية وتعاونها مع المؤسسات الدولية بإطلاق منتدى النساء الفلسطينيات في العام 2008، والذي يضم عدد من منظمات المجتمع الأهلي والمدني الديمقراطية العلمانية غير السياسية.

وتحدثت عضوة الهيئة الإدارية للإتحاد العام للمرأة الفلسطينية دنيا خضر، عن تداعيات الوضع الأمني على المرأة الفلسطينية بإعتباره ينال من قدراتها بتحمل كامل مسؤولياتها على مستوى العائلة والمجتمع ودورها الكفاحي لنيل الشعب الفلسطيني كامل حقوقه في الحرية وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وحقه في العودة، وفقاَ للقرار الدولي رقم 194، ورأت بثبات المرأة وقدرتها على الصمود والمواجهة بل وتحقيق الإنجازات بالعديد من المجالات حافزاً مهماً أهَّلها رغم عملها بوسط إجتماعي وسياسي يتمسك الكثيرون منه بموروثات غير مفيدة تجاه المرأة، لمواقع ومراتب متقدمة وإن كانت دون طموحها، ولا تتساوى والتضحيات الجسام التي قدمتها، وسقط في سبيلها الكثيرات من شهيدات وجريحات وأسيرات.

بدورها، تحدثت مسؤولة فرع جمعية التضامن للتنمية الاجتماعية والثقافية في عين الحلوة  ابتسام أبو سالم، عن تأثيرات الوضع الاجتماعي والاقتصادي على المرأة، فعرضت استناداً لدراسات موثقة تأثيرات الحروب وأشكال العنف الأخرى على موقع ومكانة المرأة، ورأت بها سبباً لتردي الأوضاع الاقتصادية والصحية والاجتماعية، وأنها تشكل على سبيل الذكر دافعاً قوياً لهجرة الشباب مما يرفع برأيها نسبة العازبات ممن هن بسن الزواج إلى 37%، إضافة إلى 11% أرامل، ويرفع من مستوى نسبة الأمية ويحول دون إكمالهن كافة المراحل التعليمية ومنها الجامعية، رغم توقهن واستعدادهن للإقبال على العلم.

وأضافت: "الحروب أدت لرفع نسبة تعرض الفلسطينيين عموماً والنساء خصوصاً للإصابة بالأمراض ومنها الدائمة "أمراض القلب العصبي، الإعاقة، مشكلات بالنظر"، ويزيد من الوضع سـوءاً تردي الأوضاع الإقتصادية بسبب  حرمانهم من حقوقهم الإنسانية والمدنية في لبنان، مما يرفع نسبة البطالة، إذ أن 11% من النساء حاملات الشهادات الثانوية والجامعية دون عمل، و13% تقدمن بطلبات عمل دون جـدوى، وإن وجدن فغالباً ما يخضعن لشروط مجحفة بتدني المدخول، وخلصت لدعوة الأونروا لتحمل كامل مسؤولياتها والعمل على وضع أجندة تمكن الفلسطينيون عموماً والفلسطينيات خصوصاً من تحسين ظروف حياتهم المعيشية بإعتبارها الجهة المخولة دولياً بالتعاطي مع قضاياهم وشؤونهم، مع أهمية تفعيل منظمة التحرير لمؤسساتها وتقديماتها لأبناء الشعب الفلسطيني.

 وبعدها  قدم عدد من الحضور مداخلات واقتراحات جاءت بسياق تثمين تضحيات المرأة والوقوف لجانبها ومساندتها بل والإعتراف بقدراتها على العطاء وامتلاكها القدرات ودعوتها لتوحيد جهودها والإلتفاف حول برامج وأجندة عمل مشتركة تحسن بها مواقعها وتقدم الكفوءات منهن لتولي المسؤوليات والمراتب القيادية.

 وتخلل النقاش مداخلة قدمها بإسم الفلسطينيين المهجرين من سوريا هيفاء الأطرش دعت خلالها لرفع وتيرة مساندة المهجرين على المستويات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني ومنظمة التحرير، وطالبت المؤسسات بتوحيد أجندتها توخياً للتنظيم وإفساحاً بالمجال لإستمرارية تقديماتها وفق الممكن، وآملتْ برفع مستوى العلاقة بين المهجرين وأهل المخيمات في لبنان، خاصة وأن الوجع واحد والجميع متشاركون بالهم ويجمعهم هدف التحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وختمت مديرة جمعية النجدة الاجتماعية جيهان عوض بشكر الحضور والعمل على صياغة ما ورد بالمدخلات بهدف إستخلاص التوصيات لوضعها بأجندة العمل.