استقبل وزير الخارجية والمغتربين د. رياض المالكي، صباح هذا اليوم الأربعاء بمقر الوزارة في مدينة رام الله، القنصل العام البريطاني السيد فيلب هول، حيث أطلعه على آخر المستجدات السياسية والدبلوماسية والزيارة المرتقبة له إلى العاصمة البريطانية لندن في قادم الأيام، وتطرق إلى الحراك السياسي والدبلوماسي الفلسطيني والعربي في محاولة لمواجهة قرار الرئيس الأمريكي ترامب بخصوص الاعتراف بمدينة القدس "عاصمة لإسرائيل"، حيث حذر المالكي من تبعات هذا الاعتراف الذي سيقود في النهاية إلى حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة والعالم.

واستعرض الوزير المالكي الوضع الميداني في الأرض الفلسطينية واستمرار إسرائيل بسياستها التهويدية في القدس، ومصادرة الأراضي الفلسطينية لبناء مستعمرات استيطانية جديدة وعدم استجابة إسرائيل للقرارات الدولية بخصوص وقف الاستعمار الاستيطاني، وسياسة الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل الساعية دوماً إلى ضم ما تبقى من أراضي الدولة الفلسطينية وفرض سيادتها عليها ضاربة بعرض الحائط كافة المواثيق والأعراف الدولية، ومشدداً في الوقت ذاته أن تصويت الكنيست الأخير حول فرض السيادة الإسرائيلية على مناطق الضفة الغربية وعلى مستعمراتهم واعتبار القدس العاصمة الموحدة لإسرائيل دليل آخر على عنجهية الساسة الإسرائيليين ذوي الأفكار المتطرفة، والذين بدوا وكأنهم يستقوون بالانحياز الأمريكي لطرفهم.

ووضع المالكي القنصل البريطاني بصورة التحضيرات الجارية لعقد جلسة المجلس المركزي الفلسطيني، والذي من المتوقع أن يعقد دورته الـ28 في 14 كانون الثاني/يناير من العام الجاري، بعنوان "القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين"، وسط تأكيدات بأنه سيجري اتخاذ قرارات هامة، حيث سيتم بحت "التطورات السياسية الأخيرة، ومن ضمنها العلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية عقب قرارها حول القدس"، مؤكداً أن القيادة الفلسطينية وعلى رأسها فخامة الرئيس محمود عباس سيتابع ويناقش ما الذي سيتمخض عن المجلس ويطلع الأشقاء القادة العرب ليضعهم بصورة مجمل مخرجات المجلس، مشدداً حرص القيادة الفلسطينية على الدفع قدماً لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية ومن أجل حماية مبدأ حل الدولتين، كما وطالب المالكي الحكومة البريطانية مجدداً بضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، حيث أكد أن الاعتراف البريطاني في الوقت الراهن بمثابة رسالة قوية للحكومة الإسرائيلية مفادها بأن جميع الإجراءات والقوانين التي يتم فرضها على الأرض إجراءات لاغية وباطلة ولا تُغّير شيء في أي اتفاق مستقبلي ورسالة أيضا لرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو الذي صرح مؤخراً في العاصمة البلجيكية بروكسل "بأن القدس عاصمة لدولة إسرائيل وأن الاعتراف بالواقع يشكل جوهر السلام إنه بمثابة الدعامة الأساسية للسلام"، كما وأكد المالكي أن من شأن هذا الاعتراف حماية مبدأ حل الدولتين الذي تحاول إسرائيل دوماً وأبداً وأده عبر إجراءاتها الباطلة والتعسفية، معتبراً أن الاعترافات الدولية هي السبيل لإجهاض جملة القرارات الإسرائيلية الباطلة المعطلة لقيام دولة الفلسطينية ذات سيادة.

وتباحث المالكي مع نظيره الضيف حول ترتيبات زيارته المرتقبة إلى المملكة المتحدة والمناقشات التي ستتم خلال هذه الزيارة الهامة في هذا الوقت، حيث شدد المالكي على ضرورة إنجاحها نظراً لطبيعة الظروف في المنطقة، مؤكداً على ضرورة احترام القرارات الأممية حول الوضع الراهن منوهاً أن خلاف ذلك سيقود إلى مزيد من العنف في المنطقة مشدداً أن القرارات هي ردة فعل يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار.

حضر اللقاء، مساعد الوزير للشؤون الأوروبية سعادة السفير د. أمل جادو، ومدير إدارة أوروبا الغربية المستشار إيهاب الطري، والملحق دانية دسوقي من مكتب الوزير ، ومن وحدة الإعلام د.محمد بدر.