بدعوة من دائرة الأوقاف الإسلامية في عكار، أقيم احتفالاً تضامنياً مع القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين ورفضاً لقرار ترامب بنقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس، وذلك في ساحة حلبا– عكار اليوم الخميس 2017/12/14. تقدم الحضور رئيس دائرة الأوقاف في عكار سماحة الدكتور مالك جديدة، وراعي أبرشية عكار الأرثوذوكسية المطران باسيليوس منصور، وعدد من النواب، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في الشَّمال أبو جهاد فياض، ولفيف من رجال الدين مسلمين ومسيحيين، ورؤساء بلديات ومخاتير، وممثلي قوى وأحزاب وفصائل، ولجان شعبية فلسطينية ولبنانية، وفعايات، وطلاب مدارس .
بدايةً كانت كلمة لعريف الاحتفال الشيخ زياد عدرة تحدث فيها عن رمزية القدس وفلسطين وأنَّها قضية العرب والمسلمين الأولى.
ثمَّ ألقى الشيخ د. مالك جديدة كلمة جاء فيها: "عكار اليوم تحتشد من أجل القضية العربية المقدسة قضية فلسطين والأقصى وكنيسة القيامة، فتحية لأبطال فلسطين والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة، قضية فلسطين قضية وجود وليست قضية حدود والقدس كلها عاصمة لفلسطين التي لا تباع ولا تشرى، وهي في إيماننا وقلوبنا".
وأضاف: "سلموا القدس والأقصى والمقدسات، ونحن نقول لا سلام ولا استسلام إلا حين تعود فلسطين لأهلها، فلا مساومة على دماء شهداء فلسطين وأمتنا العربية، وهذا وعد الله، وإننا نجدد العهد بأننا لن نتراجع عن فلسطين أبداً".
كلمة منظمة التحرير الفلسطينية ألقاها أبو جهاد فياض، حيث وجَّه التحية للمتضامنين مع القدس وفلسطين الرافضين لقرار ترامب الذي كشف عن وجه أميركا الحقيقي البشع، وأخص بالتحية أهل عكار خزان الثورة وحماة الوطن من الإرهاب، لأن أولادكم عناصر الجيش اللبناني الذي حمى لبنان من الإرهاب في رأس بعلبك وعرسال .
وأشار إلى أنَّ شعبنا الفلسطيني انتفض منذ اللحظة الأولى لإعلان ترامب، مشعلاً الأرض تحت أقدام المحتلين الصهاينة، ومقدماً عشرات الشهداء وآلاف الجرحى والمعتلين، مدافعاً عن مقدساتنا لأن القدس عاصمة فلسطين وبوابة السماء .
وأكد فياض بأن القدس عاصمة المسلمين والمسيحيين وأحرار العالم وهذا هو الرد الشعبي من خلالكم رجال دين مسلمين ومسيحيين على هذا القرار المشين ومعكم كل شرائح المجتمع العكاري .
وأضاف: "نحن نراهن على مؤتمر القمة للدول الإسلامية في تركيا للخروج بقرارات بمستوى الاعتداء الأميركي على مدينة القدس ليؤكد المجتمعون على عروبة القدس وعلى أنها عاصمة دولة فلسطين وأول قبلة للمسلمين ". مطالباً القيادة الفلسطينية بتسريع وانجاز المصالحة الوطنية وتمتين الوحدة الداخلية لأنها السلاح الأمضى لمواجهة الاحتلال الصهيوني، ويجب أن يكون ذلك بخطين متوازيين أولا عبر دعم صمود أبناء شعبنا بالإمكانيات المتاحة وخاصة في مدينة القدس، وثانياً عبر تحرك دبلوماسي ليشرح للعالم تداعيات قرار ترامب على منطقتنا برمتها، مؤكداً على تصاعد المقاومة بكافة أشكالها في كل المدن الفلسطينية وخاصة في القدس الشريف لتصل إلى مستوى انتفاضة ثالثة لطرد الاحتلال من كل الأرض الفلسطينية. آملاً استمرار الفعاليات التضامنية في كل العواصم العربية تضامناً مع فلسطين والقدس حتى إسقاط قرار ترامب والتراجع عنه .
ثمَّ ألقى النائب هادي حبيش كلمة استهلها بقصيدة للشاعر الفلسطيني محمود درويش (وصايا الأرض في ريش الحمام)، وقال: "ما يؤلمنا جميعا أننا فيما نجلس في أماكن مريحة وآمنة، هناك في فلسطين المحتلة أطفال يلبسون عزة أنفسهم، ومراهقون يواجهون الرصاص بصدورهم منذ أن أعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب قراره الخاطئ، كما لو أن هؤلاء الأبطال في فلسطين ينفذون وصايا تلك الأرض المقدسة بأن يظلوا على درب الجلجلة إلى يوم الساعة".
وأضاف: "في القدس مشى يسوع الناصري درب الجلجلة حاملاً الأمة وأوجاعه، وفي القدس صلب وقام في اليوم الثالث، وكما لو أن الفلسطينيين كلهم يسوع يمشون دروب الجلجلة ويحملون صليب عروبتهم بلا نصير ولا سند غير الله، فالفلسطينيون شعب الجبارين كما وصفهم أبو عمار رحمه الله، يقومون دائماً في اليوم الثالث ويفاجئون العدو الإسرائيلي بأنهم شعب لا يموت".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها