بدعوة من منسقيّة بعلبك في تيار "المستقبل" اللبناني ودار الفتوى في بعلبك الهرمل، نُظِّمت وقفةٌ تضامنيّةٌ مع عاصمة فلسطين القدس الشريف، اليوم بعد صلاة الجمعة مباشرة في باحة المسجد الأموي الكبير بمدينة بعلبك، رُفِعَت خلالها أعلام فلسطين ولبنان ولافتات مُندِّدة بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعلان القدس الشريف عاصمةً لدولة الكيان الصهيوني.
وشارك في المسيرة مفتي بعلبك الهرمل الشيخ خالد صلح، ومنسِّق بعلبك في التيار محمود صلح، وعددٌ من مناصري تيار "المستقبل"، ووفدٌ من تجمُّع أبناء بعلبك وجمعيّة "الإرشاد والإصلاح"، وحشدٌ من المصلين وعلماء الدين.
وتحدَّث الشيخ خالد صلح فقال: "إلى مَن لا يعرف تاريخ هذه المنطقة وتاريخ فلسطين وتاريخ القدس فالذين كانوا قبل ذلك لم يتجرؤوا على إصدار مثل هذا القرار لأنَّهم ربما كانوا قد قرؤوا شيئًا من التاريخ. أمّة محمد لن تموت وأمّة عيسى لن تموت، وما زال هناك شعبٌ يقف على أبواب المسجد الأقصى وبيت المقدس وكل ثغور فلسطين".
وتابع: "نقول، نحن لها، ونقول أيضًا من بعلبك الصمود بجميع فئاتها وبمخيّمها، وبجميع أهلها وتياراتها، ستبقى فلسطين عربية عربية مهما أراد الغاصب والمحتل".
وأردف: "لن نزيد على ما صدر، ولكن نقول إنَّ تلك القرارات التي صدرت لا تساوي الحبر الذي دُفِعَ ثمنه من دماء المسلمين في بيت المقدس. فكل دماء المسلمين فداء لبيت المقدس ولفلسطين ونقول لأهلنا في فلسطين لستم وحدكم وإنَّما نحن جميعًا معكم حتى يوم القيامة لأنَّ الله وعدنا سنعود إلى بيت المقدس.
القدس عربية مهما طغى الطغاة فالقدس قدسنا، والشام شامنا، وفلسطين فلسطيننا، واليمن والعراق ومشارق الأرض ومغاربها جعلت لنا مسجدًا وطهورًا أينما حللنا سنؤدي صلاتنا ولن يمنعنا لا حاكم أمريكا ولا حاكم ما يزعم ويسمّى بزعيم الكيان الصهيوني".
ودعا جميع الحكام والمؤسسات والتنظيمات للوقوف وقفة رجل واحد في وجه هذا القرار الجائر، مضيفًا: "على كل الدول العربية والإسلامية التي لها علاقات مع الكيان الصهيوني أن تقف وقفة رجل وتقول لا تطبيع ولا اعتراف و(إسرائيل) إلى زوال".
من جهته، أشار منسِّق بعلبك محمود صلح إلى أنَّ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب يُعيد ذكرى اغتصاب فلسطين في العام 1948، وأضاف: "نقول لهذا المتخلف في البيت الأبيض إنَّ شعبنا ناضل وسيناضل وسيكون يدًا واحدةً، ووان التاريخ غني بالتجارب، وبالتأكيد فإنَّ هذا التاريخ وهذه الأمة ستنجب أبطالاً مثل الخليفة عمر والقائد صلاح الدين ليحرروا فلسطين. إنَّ القدس عروس عروبتنا، لذا نُطالب جميع الهيئات السياسية في لبنان وفي الوطن العربي باللجوء إلى خطوات فعّالة وعدم الاكتفاء بكلام من على المنابر".
ختم كلمته قائلاً: "إنَّ شعبنا غني بالعطاء. فعلى القادة أن تكون عند حسن نيّة الشعب، وطريقنا طويلة، هذه الطريق التي سار عليها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حاملاً معه قضية فلسطين في كلِّ المحافل".
كما أُلقيت كلماتٌ بِاسم أئمة المساجد وتجمُّع أبناء بعلبك شدَّدت على أهميّة عروبة القدس وفلسطين، وأكَّدت أنَّ القرار الأميركي سيدفع إلى المزيد من التأزُّم في المنطقة.
وتحدَّث مسؤول جمعية "الإرشاد والإصلاح" في بعلبك الشيخ محمد جمال الشل فقال: "لا تُحرّر فلسطين إلا بالعقيدة في مواجهة العقيدة الصهيونية".
وشدَّد على أهميّة "الدور الفكري، وتربية الأبناء، والدور الإعلامي في مواجهة الصهيونية، ورفض القرار الأميركي الذي لن يُغيّر هُويّة فلسطين العربيّة"، مؤكِّدًا أنَّ "تاريخ فلسطين العربي، وتميزها لكونها مهد الشرائع السماوية".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها