أحيت حركة "فتح" - منطقة صيدا الذكرى الثالثة عشرة لاستشهادِ الرئيس الرّمز ياسر عرفات بمهرجانٍ جماهيريٍّ حاشدٍ لم يُشهَد له مثيل، اليوم الأحد 12 تشرين الثاني 2017، في قاعةِ الشهيد اللواء زياد الأطرش في مخيَّم عين الحلوة.
وتقدَّم حضورَ المهرجانِ سعادة سفير دولة فلسطين لدى الجمهوريّة اللبنانيّة أشرف دبور، وأمين سر حركة "فتح" - إقليم لبنان الحاج حسين فيّاض وأعضاء قيادة الإقليم، وقائد قوات "الأمن الوطني الفلسطيني" في لبنان اللواء صبحي أبو عرب ونائبه اللواء منير المقدح، وسماحة مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان ممثَّلاً بالشيخ إبراهيم الديماسي، والأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري د.أسامة سعد ممثَّلاً بعضو المكتب السياسي لتنظيم محمد ضاهر، وقائد قوات "الأمن الوطني الفلسطيني" في صيدا العميد أبو أشرف العرموشي، وقائد القوة الفلسطينية المشتركة العقيد بسّام السعد، إلى جانب ممثِّلي فصائل "م.ت.ف" وقوى التحالف والقوى والأحزاب اللبنانية والفلسطينية، ومدير مكتب "الأونروا" في صيدا د.إبراهيم الخطيب، وأمناء سر الشعب التنظيمية لحركة "فتح" في منطقة صيدا، و"اتحاد المرأة الفلسطينية" – فرع لبنان، والاتحادات الشعبية، والمكاتب الحركية، واللجان الشعبية، وحشدٍ جماهيريٍّ غفيرٍ من أبناء شعبنا الفلسطيني في مخيّمات صيدا وإقليم الخروب.
وكان في استقبال الحضور أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في صيدا العميد ماهر شبايطة، وأعضاء قيادة المنطقة، على وقع موسيقى كشّافة المكتب الكشفي في صيدا، ومجموعةٍ من الأشبال.
بدأ المهرجان بالوقوفِ دقيقةَ صمتٍ إجلالاً وإكبارًا لأرواح الشهداء ثُمَّ قراءة سورة الفاتحة، وبعدها عُزِفَ النشيدان الوطنيان اللبناني والفلسطيني ونشيد حركة "فتح".
ثُمَّ كانت كلمةٌ ثوريّةٌ وطنيّةٌ من مسؤول الإعلام في شعبة صيدا محمد الصالح، ممّا جاء فيها: "لقد مضى على استشهاد رمزِنا وقائدِ مسيرتنا ياسر عرفات ثلاثة عشر عامًا، وأعداء حركة "فتح" ينتظرون انهيار هذه الحركة التي هي العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية، لكنَّ الأعداء والخصومَ الحاقدين فُوجِئوا بأنَّ حركة "فتح" التي يقودها الآن قائدُ المسيرةِ الوطنيّة الرئيس محمود عبّاس "أبو مازن" هي اليوم تتمتَّع بصلابةٍ، وقدرةٍ على التماسك، وتتمسَّك ببرنامجها السياسي، وتخوض معاركَها السياسيةَ على المستوى الدولي، ومعاركها التنظيمية والتوحيدية على الصعيد الداخلي الفلسطيني، وتدفع بمقاومتها الشعبية نحو المزيد من التأجيج".
كلمة "م.ت.ف" ألقاها عضو المكتب السياسي لـ"الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" إبراهيم النمر فقال: "في الذكرى الثالثة عشرة لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات "أبو عمار"، نتذكَّر القائد أبو عمار في منعطفات كثيرة، فالرئيس الراحل ترك إرثًا نضاليًّا كفاحيًّا كبيرًا، لخدمة القضية الفلسطينية التي لن تموت فينا أبدًا، وأبرزها الوحدة الوطنية المؤسسة على رفقة الخندق الواحد، نحن عرفناه فعلاً قائداً وطنياً وحدوياً، عرفناه بصوته المجلجل يا جبل ما يهزك ريح".
وأضاف: "برئاسةِ الرئيس الشهيد أبو عمار باتت منظمة التحرير الفلسطينية الخيمَة التي يتفيَّأ بظلِّها كلُّ وطنيٍّ وصارت ائتلافاً وطنيًّا شاملاً لكل قوى وفعاليات الشعب الفلسطيني لتتجسّد فيها مجدّدًا وحدته السياسية، فقد كان هذا ولا يزال الممر الذي لا مناص منه من أجل انتزاع الاعتراف الدولي بحقِّ الفلسطيني في تقرير مصيره واعتراف الشرعية الدولية بحقوقه الوطنية في العودة والاستقلال والحُريّة".
ثُمَّ كانت كلمة لبنان ألقاها عضو المكتب السياسي لـ"التنظيم الشعبي الناصري" محمد ضاهر استهلَّها بتوجيه تحية إجلال وإكبار إلى روح القائد الرّمز ياسر عرفات في ذكرى استشهاده، وإلى الشعب الفلسطيني الصامد والمنتفض والثائر على امتداد أرض فلسطين، وأردف: "أُطالبُ القوى السياسية اللبنانية بالعمل من أجل تحسين أوضاع الفلسطينيين في لبنان بما يساعد على تحصين أوضاع مخيَّم عين الحلوة وسائر المخيمات".
أمَّا كلمة القرار الوطني الفلسطيني المستقل، كلمة حركة "فتح"، فألقاها أمين سر حركة "فتح" - إقليم لبنان الحاج حسين فيّاض جاء فيها: "كيف لا تكونُ حاضراً بيننا اليوم، ألم تكن الرصاصة الأولى، ألَم تكن دائماً مع شعبك في السَّراء والضَّراء وجبل محاملهم. السلامُ عليكَ يا أبا القرار الفلسطيني المستقل على امتداد المسيرة حتى اللّحظة. السلامُ على مَن ظلَّت عيناه شاخصتين دائمًا نحو القدس.
ما زالَ العالمُ يسمعُ صوتَ الشهيد ياسر عرفات مُدويًّا من أعلى منبر للشرعية الدولية في الجمعية العامة للأمم المتحدة مُخاطبًا كلَّ دول وشعوب العالم قائلاً: (لا تُسقِطوا الغصنَ الأخضرَ من يدي). إنَّ صوتَ الرّمز ياسر عرفات في الأمم المتحدة عام 1974 ما زال مُدويَّا بفضلِ السّياسة الحكيمة التي اتَّبعها رفيقُ دربِهِ الرئيس محمود عبّاس أبو مازن".
وأضاف: "إنَّ ياسر عرفات شكَّل مقياسًا يُقاس عليه كلُّ حكّام العرب نهجًا وممارسةً. فياسر عرفات رفعَهُ شعبُهُ وتغنَّى بسيرتِه، وهو الذي بقيَ متربّعًا في القلوب وعلى الرؤوس، ولا شكّ أنَّ "العرفاتيّة" مدرسةٌ في العروبة، وفي الانفتاح والتعدُّد، وفي قبول الرأي المختلف، وفي الاستقلال، وأنَّ "العرفاتيّة" لا تُقدِّم أثمانًا لتشتريَ سُلطتَها، وإنَّما تُقدِّم حياتَها افتداءً لشعبها ولقضيّتها".
وشدَّد فيّاض على أنَّ الفلسطينيين في لبنان هُم ضيوفٌ، وعلى أنَّ المخيّمات لم ولن تكون قاعدةً للانتقاص من الشرعيّة اللبنانيّة.
واختُتِمَت الكلمات بكلمة دولة فلسطين ألقاها سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، فقال: "في يومِ الوفاء لمؤسِّس الفكرة، لصانع العزّة، في زمن كَثُرَت فيه الأقوال وقلَّت الأفعال، لطائر الفينيق الـمُنبَعِث من رمادِ النّكبة إلى نور الثّورة والحقِّ والحقيقة، من قبله كانت أبجديّةُ فلسطين تتوه في بيداء البحث عن المعنى، فصاغَ بوصلتها واتّجاه الفكرة".
وأضاف: "أبا عمار الحبيب الغالي، الغائب عنّا جسدًا، الحاضر فينا أبدًا، في ذكراكَ الثالثة عشرة لنا شرفُ الانتماء لنهجك وفكرك وصلابتك. أبا عمار الرافض للظُّلم والقهر لشعبك، اسمُكَ وفلسطين صنوان، نَمْ قريرَ العين، ما زلنا وسنبقى على خُطاك يا سيّد سادة العطاء، وربيب الرّجاء. سنبقى الأوفياء لعهدٍ قطعناهُ ولقَسَمٍ أقسمناهُ، لوطنٍ وشعبٍ من الأحرار لا يعرف الرّكوع إلا لله. لن نضيع درب الضوء والسلوى الذي تعلَّمناه منك، لن نفرغ الحكايات التي وطَّنتها في آذاننا وغرسناها في قلوبنا، لن نُغَني إلا لك ولذكراك وفلسطين ومن حملَ الأمانة من بعدك وفيًّا لها وأمينًا عليها وعلى سيفك المقاوم البتّار، أبا مازن كُلّنا معك أيها الرئيس سر على بركة الله لإحقاق الحق لشعبنا الذي كفلته القوانين والشرائع الدولية في إقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس وعودتنا إلى أرضنا".
ونقلَ السفير دبور تحيّات السيّد الرئيس محمود عبّاس لأبناء الشعب الفلسطيني في لبنان.
وتخلَّلت المهرجانَ قصيدةٌ شعريّةٌ من وحي المناسبة ألقتها الطالبة عليا يوسف الخطيب.
تقرير: مسؤول إعلام حركة "فتح" - شعبة صيدا محمد الصالح
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها