أنهى مستشار رئيس الوزراء د.رامي الحمدلله للصناديق العربية والإسلامية د.ناصر قطامي زيارةً تفقُّديّةً للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين في مخيَّمات اللاجئين الفلسطينيين في العاصمة اللبنانية بيروت.

واستمرَّت الزيارة التي جاءت بتكليف وتوجيه من السيّد الرئيس محمود عبّاس ورئيس الوزراء د.رامي الحمد الله عدّة أيام تخلَّلتها جولاتٌ ميدانيّةٌ في المخيّمات، ولقاءاتٌ مع اللاجئين للوقوف على أوضاعهم، ولجان المخيّمات، والمرافق الاجتماعية والاقتصادية والمؤسسات الخدماتية.

وقال قطامي إنَّ الزيارة تأتي في إطار متابعة تنفيذ مشاريع التمكين الاقتصادي التي تعمل عليها مجموعة "وافا" الدولية لتنمية القدرات المموّلة من قِبَل الصناديق العربية والإسلامية، إضافةً إلى الحفاظ على هُويّة اللاجئين، وحمايتهم من الابتزاز والهجرة، وتحسين أوضاعهم المعيشية والحياتية خصوصًا في ظلِّ المعاناة التي يُواجهونها على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، مؤكِّدًا أنَّ مخيَّمات لبنان هي من نطاق عمل هيئة الصناديق العربية والإسلامية وأنَّ الزيارة لا تحمل أيّة أبعاد سياسية.

وأضاف قطامي أنَّ "المشاريع المنفَّذة والنجاحات التي تحقَّقت تعكس روح الإبداع لدى شعبنا، وأنَّه في حال توفَّرت الموارد المالية والإمكانيات فإنَّ الشعب الفلسطيني لديه المقدرة الكاملة على الإبداع والتميُّز والتغلُّب على ظروف القهر والحرمان التي يعاني منها بفعل سياسات الاحتلال".

كما أكَّد قطامي أنَّ زيارته تأتي، أيضاً، في إطار البحث عن آفاق جديدة لتمكين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا وذلك للتخفيف من معاناتهم ومساعدتهم على تحمُّل الظروف القاهرة التي يعيشونها، وهذا ينسجم مع أجندة السياسات الوطنية التي أقرَّتها الحكومة وصادق عليها الرئيس عبّاس وعنوانها "المواطن أولاً".

ووعدَ قطامي بالتعاون مع اللّجنة الإدارية لصندوقَي "الأقصى" و"القدس" والبنك الإسلامي للتنمية بالسعي لزيادة حجم المساعدات المالية للاجئين في ظلِّ النجاح الكبير الذي حقَّقته مجموعة "وافا" لتنمية القدرات بتنفيذ هذا المشروع بحيثُ يشمل العديد من التدخلات الجديدة في مجالات مختلفة ثقافيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، نظرًا لانعدام الخيارات للاجئين في مخيّمات الشتات وحاجتهم الماسّة لهذا النوع من التمكين.

وقال قطامي إنَّه استمعَ لشرح مُفصَّل من مجموعة "وافا" الدولية لتنمية القدرات في مقرّها ببيروت، عن المشاريع التي تقوم بها المؤسسة وتحديدًا في مجال التمكين الاقتصادي للاجئين، حيثُ ناقشَ مع رئيس المجموعة بهجت سعد سُبُل مساعدة اللاجئين وأبرز احتياجاتهم المعيشية.

وأكَّد د.ناصر قطامي الظروف المعيشية الصعبة والقاسية التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات لبنان والتي اتّضحت من خلال مشاهداته، مضيفاً أنَّ برنامج التمكين الاقتصادي رسم مستقبلاً أفضل للاجئين في ظل انعدام فرص العمل وارتفاع معدلات الفقر.

ووجَّه قطامي رسالة شكر وامتنان للصناديق العربية والإسلامية و"البنك الإسلامي للتنمية" –جدة على دعمهم لهذه المشاريع مطالبًا بزيادة حجم المساعدات المالية للاجئين.

وتُنفّذ مجموعة "وافا" الدولية لتنمية القدرات سلسلة برامج تنموية في المخيمات الفلسطينية في لبنان أبرزها برامج التمكين الاقتصادي وتمكين المرأة المعيلة.

واجتمع قطامي خلال الزيارة مع سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، وناقش الطرفان أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في مخيّمات لبنان، وأبرز التحديات التي تواجههم، وسُبُل تقديم مساعدات للاجئين خاصّةً على مستوى التمكين الاقتصادي للعائلات.

وأكَّد قطامي خلاله اجتماعه بالسفير دبور أهميّة مساندة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وناقش سُبُل تعزيز الهُوية الوطنية لديهم بشتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية انسجامًا مع توجّهات القيادة الفلسطينية، مُطالبًا بحشد المزيد من المساعدات للاجئين، وشاكرًا دور الصناديق العربية والإسلامية والبنك الإسلامي على الاهتمام باللاجئين وتنفيذ البرامج التي تستهدف تطوير القدرات للعائلات المحتاجة.