قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله: "إن فلسطين تعاني من ظروف استثنائية بسبب استمرار الاحتلال العسكري الإسرائيلي لأرضنا. وإذ نواجه هذا التحدي، فإننا عازمون على تحقيق التنمية المستدامة ونحن نستثمر في مواهب وقدرات شعبنا، خاصة شبابنا الذي يشكل حوالي نصف المجتمع الفلسطيني".
جاء ذلك خلال كلمته في الاجتماع التاسع لفريق الأمم المتحدة المعني بالشراكة والتنسيق وبناء القدرات في مجال الإحصاءات لبرنامج 2030 للتنمية المستدامة في فلسطين، الذي عقد اليوم الثلاثاء في مكتب رئيس الوزراء برام الله، بحضور رئيس الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني علا عوض، ورئيس جهاز الإحصاء الهنغاري غابريلا فيكوفيش، ورئيس شعبة الإحصاء في الأمم المتحدة ستيفان كويتفيست، ورؤساء الأجهزة الإحصائية لـ 22 دولة، وعدد من ممثلي المنظمات الدولية والإقليمية بصفة مراقب.
وأضاف الحمد الله: "يعكس هذا الاجتماع تصميمنا على تحقيق أهداف جدول أعمال خطة الـ2030 وتنفيذها بالكامل. وإنني أشيد حقا بجهودكم الكبيرة من أجل تحقيق التنمية المستدامة، وقد بادرت فلسطين باستضافة هذا الاجتماع للتأكيد مجددا على التزامنا بتحقيق أهداف التنمية المستدامة".
وتابع رئيس الوزراء: "لتحقيق أهداف خطة الـ 2030 للتنمية المستدامة، تركز استراتيجيتنا علي المشاركة الكاملة للقطاعين الخاص والعام في تحديد الأولويات الوطنية، مع إيلاء اهتمام خاص للتخطيط، وتنفيذ المشاريع، وتصميم التدخلات".
وأردف الحمد الله: "أود أن أذكر أن أولوية حكومتنا هي "المواطن أولا"، وقد تم التعبير عن ذلك بوضوح في جدول أعمال السياسات الوطنية 2017-2022، الذي يتماشى بقوة مع الهدف الاسمى لجدول أعمال الـ2030، ونحن نقدر عميقا العمل الذي تقوم به مختلف المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة لدعم تنفيذ الخطط الانمائية، التي تنفذ بالتنسيق الكامل مع الحكومة والأطراف المعنية".
واستطرد الحمد الله: "انطلاقا من روح هذا التعاون، تعمل حكومتنا علي تقديم تقرير طوعي إلى المنتدى السياسي الرفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة في 2018. وللوفاء بهذا الالتزام أنشأنا فريقا وطنيا يرأسه مكتب رئيس الوزراء، لرصد واستعراض التقدم، ولضمان إدماج أهداف هذه المجموعة في جدول أعمال السياسة الوطنية".
وأوضح رئيس الوزراء: "تقوم حكومتنا بوضع الأطر المناسبة لتنفيذ هذه الخدمات بمشاركة كاملة من جميع القطاعات، وعلاوة على ذلك يقوم المكتب المركزي الفلسطيني للإحصاءات، بوصفه مقدما للإحصاءات الرسمية الفلسطينية، بتطوير متطلبات البيانات بالتعاون مع جميع الشركاء المعنيين".
واختتم الحمد الله كلمته: "تضطلع فلسطين حاليا بتعداد السكان والمساكن في 2017. وهذا التعداد هو الوسيلة المناسبة لتوفير البيانات اللازمة للتخطيط الفعال وإدماج المؤشرات الديموغرافية في عملية التخطيط الإنمائي الشاملة، ويأتي هذا التعداد في الوقت المناسب لوضع خط أساس متين لإحراز تقدم في جدول أعمالنا الوطني".
يذكر أن فلسطين استقبلت وفود اثنتين وعشرين دولة ممثلة برؤساء الأجهزة الاحصائية، وفريق الامم المتحدة ممثلة برئيس وسكرتاريا شعبة الاحصاء، اضافة الى ممثلين عن عدد من المنظمات الدولية والاقليمية بصفة مراقب، وممثلين عن لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الاسكوا"، ومنظمة المؤتمر الاسلامي، وذلك للمشاركة في فعاليات الاجتماع التاسع لفريق الامم المتحدة عالي لأجندة التنمية المستدامة 2030 برئاسة السيدة غابريلا فيكوفيش، رئيس الإحصاء الهنغاري.
ويشارك في هذا الاجتماع ممثلين عن قارات العالم على النحو الآتي: انغولا عن شرق افريقيا، جنوب افريقيا عن وسط وجنوب افريقيا، والسنغال عن غرب افريقيا، والمغرب عن شمال افريقيا، وفلسطين والعراق غرب غرب اسيا، ومنغوليا وكازاخستان عن غرب شرق اسيا، وسيرنام عن الكريبي، والارجنتين والاكوادور وكوستاريكا عن وسط جنوب امريكيا، وهنغاريا عن شرق أوروبا، وايطاليا عن جنوب أوروبا، والدنمارك وسويسرا عن شمال وغرب اوروبا.
ويأتي انعقاد هذا الاجتماع ضمن مشاركة فلسطين الفاعلة احصائيا على المستوى العالمي، والتزامها التام في تلبية متطلبات أجندة التنمية المستدامة 2030، لتمكّن من صنع السياسات والتغيير على الأرض لتشمل كافة فئات وأطياف المجتمع الفلسطيني استناداً إلى المباديء الاساسية للاحصاءات الرسمية، وانطلاقا من شعار أجندة التنمية المستدامة ومن الشعار "لن يتخلف أحد عن الركب". وهذه التوجهات تأتي انسجاما مع اجندة السياسات الوطنية الفلسطينية 2017-2022 التي اتخذت من "المواطن اولا" شعارا لها.
بدورها أعربت عوض، عن سعادتها باستضافة هذا الاجتماع على أرض الوطن، الذي يمثل حدثا احصائيا استثنائيا وخطوة أخرى نحو تجسيد سيادة دولة فلسطين وبناء مؤسساتها، رغم جثوم الاحتلال الاسرائيلي على أرض فلسطين، ويتزامن هذا اللقاء مع تنفيذ أكبر فعالية احصائية وطنية والمتمثلة بتنفيذ التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت 2017 الذي سيبدأ العد الفعلي له في الأول من كانون الثاني 2017، تحت شعار معاً وسوياً لنبني الوطن.
وقدمت شكرها وتقديرها للحضور وعلى جهودهم المميزة وحضورهم لدولة فلسطين، واعتبرت أن استضافة دولة فلسطين هذا الاجتماع هو بمثابة انجاز مميز.
وأكدت عوض، أن دولة فلسطين ملتزمة بأجندة التنمية المستدامة بالرغم من الظروف الخاصة بسبب الإجراءات الإسرائيلية والموارد المحدودة. مؤكدة أن فلسطين جزء من هذا الإعلان الدولي الذي تم اعتماده من قبل 200 شخصية قيادية دولية، مشيرة أننا متأكدين أن الأهداف العالمية لهذه الأجندة ستكون مفيدة لدولة فلسطين.
واعتبرت أن الانضمام لأجندة التنمية المستدامة سيؤدي إلى تحقيق السلام والعدالة للجميع على الأرض.
إلى ذلك، ناقش الاجتماع عدة قضايا تتعلق بالشراكة والتنسيق الاحصائي وبناء القدرات لرصد مؤشرات التنمية المستدامة واهدافها للفترة 2030. وجميع قراراتها يتم الالتزام بها على المستوى الدولي، حيث يتم اعتمادها في اللجنة الإحصائية التابعة للأمم المتحدة ومن ثم المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة والجمعية العمومية للأمم المتحدة.
وقام على هامش الاجتماع، الفريق الوطني للتنمية المستدامة بقيادة مكتب رئيس الوزراء بتقديم عرض عن الجهود التي تم بذلها في إطار تنفيذ التنمية المستدامة المستندة إلى أجندة السياسات الوطنية واستراتيجيات القطاعية للأولويات الفلسطينية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها