قالت الأم لولدها :"كن جاداً ..مخلصاً، أميناً، باراً، تقياً، مُحسناً."
كيف يا أمي؟
الجدية... في السعي يا بني تعني أن لا تنظر خلفك مهما كثر الضجيج ومهما ارتفعت أصوات الماضي تناديك وترجوك أن تلتفت ..لا تلتف وإلا فسد سيرك.
أما الإخلاص... فهو ضالة المؤمن ترى المؤمن يرى نفسه مجرماً عاصياً يخاف أن يفضح بعمله أمام الله مع أنه عند الله من المخلصين، صادق يا بني من يتهمون أنفسهم بالخيانة فهؤلاء أهل الوصول ولا تصادق من رضوا عن أنفسهم فهم أهل الضلال!
كن أميناً... والأمين يحتاج إلى أمانة ليؤتمن عليها ..فعمرك أمانتك ..لا تضيعن عمرك في الاشتهار والإسراف، وأحفظ الله في كل شيء وسع طاقتك تكون حفظت الأمانة وإن ضعفت أمام إحدى الشهوات فكن متهماً لنفسك ولا تُفلِت زمام نفسك وتب سريعاً وعُد سابق العناية لا يضره وقوع الجناية، أي أن الله إذا اعتنى بك فلن يضيعك وإن انفلت زمامك رغماً عنك وضعفت.
باراً يا بني بكل الخلق .. لا تتركن إنساناً ولا حيوانً إلا وتفقدته انثر الرحمة على بقاع الأرض تَرثُ الجنة يا بني، كن باراً حتى بظهر الأرض التي تمشي عليها لا تتكبر وأنت عليها واعلم أنها أمك الحقيقية التي أنجبتك والتي ستستقبلك وتؤويك بعد موتك، هوناً بظهر أمك وأنت تمشي عليها، البار بالأرض لا يكون من المتكبرين أبداً، فمن يحنو على حبات الثرى يتواضع الكون بمحبته يا بني.
تقياً.. إياك أن تكون متنسكاً بلا قلبك خذ قلبك معك كلما هممت أن تصلي أو تزكي أو تصوم أو تتصدق خذ قلبك معك فهو خير صديق، أوصانا النبي أن نستفتي قلوبنا واعتبر النبي القلب هو الصديق الوفي ل روحك.. فإن أضاء القلب فكيف تضل في ظلمات هوى نفسك !!
محسناً.. بني، كن أحسنهم أخلاقاً في وداعك، وألينهم في الترك والبقاء، أحسِن إلى الناس وكأنك ترى الله خلف صورهم فتحسن إليه هو لا إليهم بني، لن يفهمك الناس دائماً وسيسارعون بالأحكام عليك فلا تلتفت أيلتفت الفتى لمطارق الألسن! ويسعى للظن في كل قول؟ كن مُحسناً وإن هانوك وإن مكروا بك وإن قتلوك، وخذ من هابيل في الموت واعتبر! قال وإن بسطت الأيادي لقتلي فلن أبسط يدي إليك إني أخاف الله ربي، إني أخاف الله ربي التفت إلى باب ربك في مواكب الخائفين، تنجو وترحل حيث الرحمة الكبيرة وتمضي في ساحات الله الرحيم.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها