قدمت فلسطين، ورقة عمل حول "إرهاب الاحتلال وتأثيره على التنمية"، وذلك في الاجتماع الثاني لكبار المسؤولين المعنيين بالإرهاب والتنمية الاجتماعية، في مقر الجامعة العربية بالقاهرة.
وأوضح مدير عام الجمعيات الخيرية والمجتمع المدني في وزارة التنمية الاجتماعية خالد الطميزي، الذي يمثل فلسطين في الاجتماع، أن الورقة التي قدمت تتضمن رؤية كاملة لواقع العمل الإرهابي الذي يمارسه الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني. وقال "إن ظاهرة الإرهاب وعلاقتها بالتنمية برغم الخصوصية الفلسطينية باعتبارها دولة تحت الاحتلال، إلا أنها تتشارك مع المحيط العربي بنفس الرؤية والاهتمام للتحديات التي يفرضها الإرهاب".
وأضاف الطميزي في تصريح صحفي على هامش الاجتماع اليوم الأربعاء25/10/2017، "أن هناك بند على جدول أعمال الاجتماع يؤكد على حتمية إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وكافة الأراضي العربية المحتلة، والقضاء على إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل، مؤكدا أنه لا تنمية مع الاستيطان ولا إمكانية لإقامة اقتصاد تحت الاحتلال، والذي هو ليس احتلالاً تقليديا يهدف إلى الربح واستغلال البلد المحتل فحسب، وإنما هو جزء من مشروع استعماري عنصري يهدف إلى طرد أصحاب البلاد الأصليين" .
وأشار إلى أن الورقة تضمنت أيضا مفهوم التنمية تحت الاحتلال، ومفهوم إرهاب دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، حيث خاضت إسرائيل منذ عام 1948 ولغاية الوقت الراهن سلسلة طويلة من الحروب المدمرة والتي استنزفت الموارد الاقتصادية والبشرية، بالإضافة الى الاعتداءات والاجتياحات التي تهدف إلى السيطرة على الأرض وفرض الرؤية الإسرائيلية في الصراع .
وحول الآثار الاجتماعية والتنموية للإرهاب الإسرائيلي، قال الطميزي: "إن المجتمع الفلسطيني تعرض إلى شتى أصناف الإرهاب من قبل دولة الاحتلال على مدار عشرات السنوات، ما أدى إلى تدهور اقتصادي واجتماعي بات يهدد نسيج المجتمع الفلسطيني وحاجاته الأساسية لتحقيق مستوى مقبول من التنمية البشرية، مؤكداً أن سلطات الاحتلال تعمدت تخريب كل مرافق الحياة الفلسطينية بذرائع أمنية زائفة، مشدداً على أن الاحتلال هو المعطل المباشر للتنمية، فلا تنمية دون حرية" .
وأوضح أن عدد العاطلين عن العمل، حسب تعريف منظمة العمل الدولية، يصل إلى أكثر من 360 ألف شخص تقري في فلسطين، والسبب في ذلك هو إجراءات الاحتلال، وخصوصا منع العمال من الوصول إلى أماكن عملهم وعدم إصدار تصاريح لتنقلهم ما بين المناطق وضرب الاقتصاد الفلسطيني الذي لا يستطيع المنافسة أمام قوة المنتج الإسرائيلي، ما يسبب إغلاق الكثير من المنشآت الفلسطينية وبالتالي زيادة نسبة البطالة .
وقال الطميزي: "إن 160 ألف طفل تقريبا يحتاجون إلى دعم نفسي اجتماعي مستمر بسبب الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، وما تخللها من مشاهد وأحداث مروعة بكل المعايير" .
واعتبر أن الاستيطان هو ذروة الإرهاب، حيث إن عدد المواقع الاستيطانية والقواعد العسكرية الإسرائيلية بلغ 413 في الضفة الغربية، منها 150 مستوطنة و119 بؤرة استيطانية، في وقت تشجع وتدعم فيه إسرائيل البناء الاستيطاني بشكل مكثف وغير مسبوق، مشيرا إلى أنها لا تسمح للفلسطينيين بالبناء وتضع العراقيل أمامهم.
وقال: "إن عدد المستوطنين في الضفة الغربية بلغ 600 ألف تقريبا نهاية العام 2014، وإن 48% منهم في محافظة القدس، حيث تشكل نسبة المستوطنين إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية حوالي 21 مستوطنا مقابل كل 100 فلسطيني، ولكن في القدس الوضع مختلف وأخطر، حيث تشير الإحصائيات إلى 69 مستوطنا مقابل كل 100 فلسطيني" .
واستعرض ممثل دولة فلسطين أمام الاجتماع، الأوضاع في فلسطين في ظل مظاهر الإرهاب الإسرائيلي المنظم الذي يمارس ضد الشعب الفلسطيني وما ينتج عنه من آثار اجتماعية واقتصادية، مطالباً بضرورة وضع خطة تنموية عربية شاملة لمكافحة الإرهاب، وضرورة تقديم المساعدة والدعم للشعوب العربية الخاضعة للاحتلال على طريق إنهاء جميع أشكاله كمتطلب أساسي لتحقيق التنمية.
وحضر الاجتماع إلى جانب الطميزي المستشار رزق الزعانين، والمستشار جمانة الغول، من مندوبية فلسطين بالجامعة العربية
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها