بمناسبة مرور ثلاثة أيام على وفاة عضو المجلس الوطني الفلسطيني الحاج محمد مفلح نوفل "أبو خالد"، والحاج علي جبر علي" أبو أشرف"، أقامت منظمة التحرير الفلسطينية، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، و آل نوفل وآل جبر، مهرجاناً تأبينياً في قاعة المرحوم عمر رشيد القطب، جامع الموصلي - صيدا بعد صلاة عصر يوم السبت 2017/10/21.

وقد حضر التأبين قيادة فصائل العمل الوطني والإسلامي اللبناني والفلسطيني، واللجان الشعبية، وقيادة الأمن الوطني، وعدد من المشايخ، وأساتذة ومعلمين، وشخصيات وطنية واعتبارية واجتماعية، وممثلو المؤسسات والجمعيات، وعوائل الفقيدين، وعدد من قيادات الجبهة الشعبية وكوادرها، وقيادة منظمة المعلمين الفلسطينيين وأعضائها، وحشد جماهيري كبير غصت بهم القاعة.

استهل التأبين بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثمَّ كلمة موعظة لفضيلة الشيخ شوكت شبايطة، قدَّم فيها التعازي باسم جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية بالفقيدين، وتمنى لهما المغفرة وفسيح جناته.

قدَم المهرجان التـأبيني الأستاذ خليل شريدي، وباسم منظمة المعلمين الفلسطينيين، وأبناء مخيمات منطقة صيدا قدم التعازي لعوائل الفقيدين.

وأشار إلى أننا نفقد الكبار الذين رحلوا عن فلسطين قسرًا، فهم يسقطون الواحد تلو الآخر، نحزن عليهم مرتين، مرة كما يحزن كل الناس إذا فقدوا أحبة أو أهلا أو أصدقاء، ونحزن مرة ثانية لأننا ما زلنا ندفن بعيدين عن أرضنا.

كلمة "م.ت.ف" ألقاها أمين سرها في لبنان اللواء فتحي أبو العردات جاء فيها: "اليوم ذكرى ثالث عامودين كبيرين من أعمدة فلسطين، أعمدة الثورة الفلسطينية المعاصرة، المربي الأستاذ المناضل محمد مفلح نوفل، والمربي الأستاذ المناضل علي جبرعلي".

 وتابع: "باسم منظمة التحرير الفلسطينية أتقدم من عوائل الفقيدين المناضلين وأقاربهم وأنسبائهم، وأبناء شعبنا وأبناء عاصمة الشتات مخيم عين الحلوة بأحر التعازي بفقدان هذين المناضلين اللذين شكلا بأخلاقهما وبنضالهما وخدمتهما لقضيتهما أمثولة نعتز ونفخر بها، وقد أشار إلى أنَّ هذين الرجلين هما القادة والأساتذة، لأنهما هما من ساهما مساهمة أساسية في بناء الشخصية الوطنية الفلسطينية التي نعتز بها، والتي حاول الكثيرون من الأعداء أن يهمشوا هذه المسيرة الوطنية، وأن يفرضوا الوصاية والتبعية على أهلنا وشعبنا".

 وأضاف: "إلى أخوتي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أقدم التعازي باسم رئيس "م.ت.ف" وباسم اللجنة التنفيذية لـ "م.ت.ف"، كما أقدم التعازي باسم رئيس المجلس الوطني الفلسطيني أبو الأديب سليم الزعنون لرحيل عضو المجلس الوطني الفلسطيني المناضل أبو خالد نوفل".

 وأشار إلى أنَّ المصالحة الفلسطينية تسير اليوم في الاتجاه الصحيح، ولا عودة إلى الوراء، لأنَّ خيار قيادة "فتح" وحركة "حماس" وجميع الفصائل هو المصالحة الحقيقة، لأنها مصلحة وطنية فلسطينية بامتياز، وسنعمل على إنجازها حتى نحمي المشروع الوطني الفلسطيني، وحتى نبني دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وحتى نحقق حلم شعبنا في العودة إلى أرض الآباء والأجداد. ووجه الشكر إلى مصر وشعبها لدورها باحتضان المصالحة الفلسطينية، وللأخوة اللبنانيين الذين باركوا المصالحة، رئيساً وحكومة وبرلماناً، وخاصة الرئيس نبيه بري الذي احتضن جلسة اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني، وكذلك اللواء عباس إبراهيم .

كلمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ألقاها مسؤول علاقاتها السياسية الرفيق سمير لوباني جاء فيها: أصحاب السماحة، رفاقي في الأحزاب الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية، واللجان الشعبية، أخوتي المعلمين، اسمحوا لي باسمكم جميعاً أن أتقدم بأحر التعازي للعائلتين لفقدانهم لرجلين أمضيا عمرهما بالعمل الوطني وخدمة الإنسانية، ونحن أمام هذا الحشد نؤكد أنَّ هذه المسيرة العطرة لا تنسى أبداً، لأنها مكتوبة بالعرق والدموع، وليست بأقلام الرصاص فقط.

من حطين إلى الصخرة إلى جبل طابور إلى فرج موعد في نهر البارد، تلك هي فلسطين الحاضرة فينا دوماً، هذه هي فلسطين التي أنشأنا منها كلنا مدارس، وخاصة تلك المدارس التي أشرف عليها المناضل الكبير الشهيد أبو ماهر اليماني الذي حوَّل الخيام إلى مدارس، وأرسى فينا استمرارية النضال، فيا أبا خالد، ويا أبأ أشرف هذه الجماهير الفلسطينية الحاشدة التي لا تتسع لها القاعات كلها جاءت لتقول نحن مع استمرار هذه المسيرة حتى الرمق الأخير، ومن هنا فيكم جميعاً فلسطيني يتجدد كل يوم، وفيكم فلسطين تتقدم خطوات إلى الأمام.

أبو خالد الذي التحق بنادي الجهاد عام 1954 ومن ثمَّ إلى حركة القوميين العرب، الذي بذل كل جهده من أجل زرع الفكرة القومية، ومن ثمَّ خاض العراك على مستوى نقابة المعلمين الفلسطينيين، وأرسى المدماك الأول لمنظمة المعلمين الفلسطينيين، وبصحبته الفقيد أبو أشرف جبر، لذلك جئنا نقدم تحية من القلب، تحية وفاء لك أيها القائد أبو خالد، وعام 1988 انتخب أبو خالد عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني في دورة الجزائر، كما كان للرفيق أبو خالد دوره الوطني ودوراً آخر في إنشاء لجان الأحياء والقواطع في مخيم عين الحلوة، وخرج من الأونروا ليعود ويشق الطريق الاجتماعي مرة أخرى، من هنا جئنا لنقول إننا موحدون، وسنسعى دائماً من أجل الوحدة وما أنجز بالقاهرة، شكراً لجمهورية مصر العربية، ونقول إنَّ طريق المصالحة بحاجة إلى استكمال، بحاجة إلى متابعة.

 وأشار إلى أنَّ وعد بلفور مر عليه 100 عام ولا أحد استطاع أن ينسينا فلسطين، ولا أحد يفكر مجرد تفكير بأن ينسينا وطننا فلسطين.

وتابع: من قاتل من أجل الأقصى والقدس هم شباب فلسطين في مناطق ال 48 الذين هم عرب، وليس عندنا تفرقة مذهبية أو طائفية، حيث رفع الأذان من الكنائس.

يجب أن تقوم القيادة الفلسطينية بإعادة النظر بكل رؤيتها وتقوم بمراجعة سياسية، وتصيغ استراتيجية مقاومة من أجل العودة إلى فلسطين.

وعاهد الفقيدين وكل الشهداء والأسرى وأمهاتهم، باستمرار المسيرة حتى نيل العودة ورفض التوطين، ونحن لم نضيع البوصلة أبداً حيث نرسم طريقنا وفلسطين بالدم.