اللواء/المستقبل:

-  «اللـواء» تجمع «موزاييك» الطيف السياسي الفلسطيني في لبنان بدعوة من الزميل هيثم زعيتر

- ميثاق شرف فلسطيني يؤكد: اعتماد الحوار في حل أي خلافات داخلية وعدم اللجوء إلى استخدام السلاح وضرورة حل الأحكام الجائرة

- فاعليات وممثلو القوى الفلسطينية في لبنان يحيطون بوفد محافظة الخليل

- لن تكون هناك فتنة فلسطينية فلسطينية أو فلسطينية لبنانية أو سنّية شيعية

خارطة فلسطين السياسية والجغرافية، تجلّت بأبهى صورها باللقاء الذي أقامه سكرتير عام التحرير في جريدة «اللـواء» الزميل هيثم سليم زعيتر وعقيلته الزميلة ثريا حسن في دارتهما في حارة صيدا، بمشاركة مختلف «موزاييك» الطيف السياسي الفلسطيني، يتقدّمه سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، وفصائل «منظمة التحرير الفلسطينية»، «تحالف القوى الفلسطينية» و«القوى الإسلامية» – التي تُشارك للمرة الأولى في نشاط علني خارج مخيم عين الحلوة - وأعضاء المجلس الوطني الفلسطيني الموجودين في لبنان ورجال دين وفاعليات يمثلون القطاعات الاجتماعية والزميلة والنقابية، وأضفت مشاركة وفد من محافظة الخليل في الضفة الغربية في فلسطين المحتلة، رونقاً على اللقاء.

وخلصت الكلمات والنقاشات على مدى الأربع ساعات، إلى التأكيد على الوحدة الداخلية الفلسطينية، وأن يكون النموذج الفلسطيني في لبنان قدوة يحتذى بها بتعاطي مختلف الفصائل الفلسطينية أينما وجدت، وأهمية اعتماد الحوار في حل أي خلافات داخلية، وعدم اللجوء إلى استخدام السلاح، وأنه لن تكون هناك فتنة فلسطينية – فلسطينية، أو فلسطينية – لبنانية، أو سنية – شيعية، بل أن يكون الجهد منصب على تأمين الأمن في المخيمات والاستقرار مع الجوار، بالتنسيق والتعاون مع الجهات الرسمية والسياسية والأمنية اللبنانية. وهو ما يفتخر به الرئيس محمود عباس لما سمعه في زيارته الأخيرة إلى لبنان عن الموقف الفلسطيني، الذي اعتمد سياسة النأي بالنفس عن أتون ما يجري في لبنان.

وتم التشديد على مكانة «منظمة التحرير الفلسطينية»، كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، وأن تعمل الفصائل التي وجدت بعد إنشائها على الدخول إليها، والعمل على تفعيل دورها من الداخل.

في المقابل تم التأكيد على أهمية استمرار التواصل مع الجهات اللبنانية برفع مستوى التعاطي مع الملف الفلسطيني من «لجنة حوار» إلى وزارة، وإقرار الحقوق المعيشية والإنسانية والاجتماعية والمدنية وحق العمل والتملك، وإنهاء أزمة أهالي نهر البارد، مع التأكيد على التمسّك بحق العودة إلى فلسطين.

وأيضاً ضرورة أن يكون التعاطي مع القوى الفلسطينية كجسر تلاقي وليس جسر عبور، فكما يساهمون في حل العديد من الأزمات الداخلية اللبنانية، بات ملحّاً حل الملفات لدى الكثيرين منهم لجهة الأحكام الجائرة، المستندة إلى بلاغات وتقارير «مفبركة»، لأن المخططات التي تستهدف اللبنانيين والفلسطينيين واحدة، وهي: شبكات التجسس الإسرائيلية، الخلايا الإرهابية والآفات الاجتماعية، وهناك عدو واحد، هو الاحتلال الإسرائيلي.

تقدّم الحضور: سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، اللواء أبو طعان والقنصل العام في السفارة رمزي منصور.

{ عن «منظمة التحرير الفلسطينية»: حركة «فتح»: أمين السر في لبنان فتحي أبو العردات، وأعضاء قيادة الساحة اللواء صبحي أبو عرب، منذر حمزة وجمال قشمر. اللواء منير المقدح، الدكتور رياض أبو العينين والرائد سعيد علاء الدين «العسوس، «الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين»: علي فيصل وعدنان أبو النايف، «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»: عبد الله الدنان، والدكتور عامر السماك، «جبهة التحرير الفلسطينية»: صلاح اليوسف، «جبهة النضال الشعبي الفلسطيني»: أبو العبد تامر، «الجبهة العربية الفلسطينية»: محيي الدين كعوش و»جبهة التحرير العربية»: أبو يوسف الشواف.

{ «تحالف القوى الفلسطينية»: حركة «حماس»: علي بركة، أبو أحمد فضل وأيمن شناعة، «حركة الجهاد الإسلامي»: عمار حوران، «الجبهة الشعبية - القيادة العامة» أبو عماد رامز ورفعت جبر، «فتح – الانتفاضة» حسن زيدان وأبو خالد شريدي، منظمة «الصاعقة»: عبد المقدح، «جبهة التحرير الفلسطينية» وليد جمعة و«جبهة النضال الشعبي الفلسطيني» المهندس شهدي وأبو نضال كريدية.

{ «القوى الإسلامية»: «عصبة الأنصار الإسلامية»: الشيخ أبو طارق السعدي، الشيخ أبو شريف عقل وأبو سليمان السعدي، «الحركة الإسلامية المجاهدة»: الشيخ الدكتور عبد الله حلاق، أبو اسحق المقدح ونصر المقدح.

{  «أنصار الله»: محمود حمد

{ كما شارك: أعضاء «المجلس الوطني الفلسطيني» في لبنان: صلاح صلاح، فؤاد عبدالله وسميرة صلاح، رئيس «رابطة علماء فلسطين» في لبنان الشيخ بسام كايد، مسؤول العلاقات العامة والإعلام في «مجلس علماء فلسطين» الشيخ محمد موعد، أعضاء «لجنة المتابعة الفلسطينية» في مخيم عين الحلوة: أبو وائل زعيتر، فؤاد عثمان وأبو السعيد اليوسف، جمال خليل «أبو أحمد»، باسل خليل، سامي بقاعي، أدهم عبد القادر، وفد رئيس «منتدى رجال الأعمال الفلسطيني – اللبناني» وضم: طارق عكاوي، زهير مرعي، محمد بقاعي، أمجد زعيتر وفادي كيلاني، ورئيس نقابة موظفي «الأونروا» موسى النمر.

زعيتر

{ وتحدث صاحب الدعوة الزميل هيثم زعيتر، مرحّباً بالمشاركين في اللقاء الذي يمثل خارطة فلسطين الحقيقية.

وقال: «إن اللقاء في هذا العام، الذي يضم مختلف ألوان الطيف السياسي والنقابي والاجتماعي الفلسطيني، يزيدنا سعادة بأن نلتقي بإخوة في «القوى الإسلامية الفلسطينية»، حُرمنا منهم سابقاً لأسباب أمنية، وتقارير واهية، وأحكامٍ جائرة. ونتمنى أن تزول هذه الغيمة».

وأضاف: «نلتقي تحت الخيمة الفلسطينية، لنؤكد أننا مهما اختلفنا في وجهات النظر يجب أن يبقى الاختلاف ضمن الحوار وعدم اللجوء إلى السلاح، حيث يُنظر دائماً إلى الفلسطيني من الزاوية الأمنية، ومهما اختلفنا تبقى فلسطين هي بوصلتنا، و«منظمة التحرير الفلسطينية» هي الممثل الشرعي والوحيد، حيث قدّمت التضحيات الجسام لتبقى ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني، وإن وجدت فصائل بعد إنشاء المنظمة، فإنها يُمكن أن تُدخل إلى المنظمة وتفعّل دورها من الداخل، نلتقي وكل له توجهاته السياسية، لكن ما أجمع عليه الجميع، أن الوضع الفلسطيني الآن في علاقاته مع الأطراف الفلسطينية الداخلية، ومع الأطراف اللبنانية في أفضل حالاته، وهذا الكلام سمعه الرئيس محمود عباس في زيارته الأخيرة إلى لبنان، بأن الفلسطيني الذي استخدم سياسة النأي بالنفس عما يجري، هو نموذج يجب تمتين العلاقة معه».

وتابع: «هذا النموذج، افتخر به رئيس دولة فلسطين محمود عباس خلال الحوارات واللقاءات التي أجريناها معه، والتي صرح فيها، أن المفوض العام لحركة «فتح» على الساحة اللبنانية عزام الأحمد لديه كامل التفويض بشأن واقع الحركة، وأيضاً واقع الساحة الفلسطينية والعلاقات اللبنانية، وهذا النموذج افتخر به الرئيس «أبو مازن» في اجتماع المجلس الثوري لحركة «فتح»، عندما تحدث بفخرٍ عن الوضع الذي وصلت إليه الجهود، بتكاثف القوى كافة في «منظمة التحرير الفلسطينية» و«تحالف القوى الفلسطينية» و«القوى الإسلامية»، وعلى رأس الهرم سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور».

وأضاف: «البعض مسرور جداً مما يجري على الساحة الفلسطينية من تآخٍ، لذلك يجب أن لا يتم اللجوء إلى استخدام السلاح في حال الخلافات، فكل له وجهة نظر خاص به، ويجب أن تبقى التحركات ضمن الضوابط وتحت سقف القانون - القانون الشرعي والقانون الإلهي، وإلا الالتزام بالقانون العقائدي والعشائري أحياناً»...

وتابع: «إن انصياع البعض إلى الأوامر التي تُطلب منهم، دون التفكر في خطورة الوضع، وفيما يُخبئ ويعد من خطط لتوتير الأجواء، سيساهم في تحقيق مآرب المستفيد الأول والأخير من كل ذلك، وهو عدونا الوحيد الكيان الإسرائيلي».

وقال: «إن ما يجري على الساحة الفلسطينية في لبنان، يستوجب منا جميعاً أن يكون هناك ميثاق شرف فلسطيني، ينطلق من وحدة الموقف الفلسطيني، بتأكيد وتجسيد التعاون الفلسطيني من المصارحة مع الجانب اللبناني، وأن لا نكون فقط جسر عبور لتحقيق بعض المصالحات الداخلية اللبنانية. بل ما نطمح إليه، هو أن نكون جسر تلاقٍ، فمن جانب نحقق ما يريده المجتمع اللبناني، ومن الجانب المحاذي هناك حقوق ومطالب للفلسطيني، منها: حق العمل والتملك، الحق في أن يعيش المواطن الفلسطيني بكرامة إلى حين العودة إلى أرض الوطن بما يضمن حقوقه الاجتماعية والمعيشية».

وشدد على أهمية «أن لا نغفل عن أهمية البت في ملف شائك ما زال البعض يُعالج قضاياه ببطء شديد - وهو ملف بعض المحكومين أو من صدرت بحقهم أحكام أو بلاغات أو تقارير «مُفبركة» اعتاد من يستخدم «الدكتيلو» على تعميمها، وتضرر كثيرون منها، بعضهم من أبناء شعبنا الفلسطيني، حيث نرى أن الفرصة مؤاتية لنتعاون جميعاً، وننطلق في موقف موحّد نحو الدولة اللبنانية، لنطالب برفع مستوى التمثيل مع الفلسطيني من «لجنة حوار» أو مجموعة لقاءات، إلى أن تكون هناك وزارة تعنى بالموضوع الفلسطيني، على غرار الوزارات الأخرى الموجودة، وبوحدتنا لن نمانع ولن نقف عند الطائفة التي سيعيّن منها الوزير، لأن همّنا الوحيد هو ما أثبته الفلسطيني في مواقفه الحيادية، أن لا وجود لمشاريع أمنية أو سياسية ولا حتى عسكرية له في لبنان، بل هو تواق للعودة إلى فلسطين مهما حمل من جنسيات أو تحدث لغات».

وأشار إلى أننا «نلتقي من أجل فلسطين، ولعل هذه المناسبة تكون مُنطلقاً جديداً لتعزيز الوحدة الداخلية الفلسطينية، وأن لا نترك للثالوث المتربص بشعبنا وهو: شبكات الجواسيس، الإرهاب والآفات الاجتماعية، التي تفتك بأبناء شعبنا، من الاقتصاص منا، فشعبنا وحده من يدفع الضريبة في نهاية المطاف، لأن المطلوب دائماً أن يبقى الفلسطيني هو «الشماعة» التي تُعلق عليها كل الأمور، في الوقت الذي أثبت فيه الفلسطيني أنه في لبنان منحازٌ إلى جانب الدولة اللبنانية وإلى جيشها الوطني وعلى رأسه العماد جان قهوجي».

 وختم زعيتر: وفي هذه المناسبة، ضروري التذكير بالخطوة الأولى في فتح كوة في العلاقات اللبنانية - الفلسطينية في العام 2006، وتحديداً في شهر تشرين الثاني منه، حيث كان اللواء عباس إبراهيم، حين كان يتولى مهام رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب، يدخل إلى مخيم عين الحلوة، ويلتقي «القوى الإسلامية»، وينسج بدبلوماسيته علاقات جيدة وإيجابية مع قيادات الشعب الفلسطيني، لتكون البداية لعلاقات لبنانية – فلسطينية متينة، ناضل أهلنا كثيراً من أجل تحقيقها. على أمل أن نلتقي في فلسطين، فلسطين التي نناضل من أجل العودة إليها كل بطريقته، لأنه لا مكان لنا إلا وطننا فلسطين.

أبو العردات

{ كلمة «منظمة التحرير الفلسطينية» في لبنان ألقاها أمين سرها فتحي أبو العردات، فتوجّه بالتحية إلى صاحب الدعوة الزميل هيثم زعيتر على هذا اللقاء المبارك بأن نلتقي دائماً في هذا البيت الكريم، جمعة مباركة تمثل وحدة وطنية فلسطينية بأبهى تجليّاتها، هذه الوحدة الوطنية الفلسطينية هي عنوان أساسي من عناوين نضالنا الذي نتمسك، به فنحن مدينين لها، لأنها السبب في كل ما وصلنا إليه، والخلاف لا يعني اختلاف، نتباين في الموقف نعم، نختلف معاً نعم، لكن نعمل سوياً في المساحة الوطنية من أجل فلسطين، لأن فلسطين هي التي تجمعنا، لأن الوطن والأرض والقدس هي عاصمة دولتنا الفلسطينية المستقلة».

وقال: هناك عناوين ثلاثة يجب العمل عليها، وهي:

- الأول: الحرب مستمرة ومتواصلة من قبل الكيان الصهيوني، مصادرة للأرض، اعتداء على الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية، لذلك الحركة المباركة في إطار العمل المشترك، ستستمر وتتصاعد في لبنان، لدعم أهلنا بالكلمة والموقف وبكل ما أمكن، حتى نرسل رسالة واضحة لأهلنا أن أهل القدس والمقدسيين ليسوا وحدهم في هذه المعركة.

- الثاني: هو الوحدة الفلسطينية، التي يجب أن نعمل على تعزيزها، المصالحة تم التوقيع عليها، لكن الانقسام لم ينتهِ بعد، وهو ما يجب أن نعمل عليه، وهذه مهمة أساسية وعنوان آخر يجب أن نناضل من أجل تحقيقه.

- الثالث: الموقف الواضح والسياسة الفلسطينية الواضحة والمعلنة، القوية والراسخة، فهناك سياسة فلسطينية قوية وراسخة بالبلد، وهي مصدر هذا الاستقرار والاحترام للعامل الفلسطيني والمجتمع الفلسطيني، لأن الفلسطينيين في هذا البلد لم يكونوا في يوم من الأيام قوة مهمشة في المجتمع الفلسطيني، وكم مهمل في خارطة الشتات. الفلسطينيون شعب مناضل حمل السلاح من أجل قضية عادلة.

وأضاف: لذلك سنستمر في هذا الخط، ولكل مرحلة نضالها وما يميّزها، لذلك ليست السياسة الفلسطينية اليوم كلمة، بل إنها موقف وإرادة وفعل. الإخوة اللبنانيون، الذين نحن على أرضهم اليوم يعلمون ذلك، حيث كان لنا موقفاً واضحاً وحازماً، تمثل هذا في كل محطة كان فيها أزمة في هذا البلد، سواء في بيروت أو الشمال أو في صيدا، صيدا بوابة المقاومة وعين الحلوة، لأننا لا نستطيع الفصل بين المخيم والمدينة، كما لا نستطيع أن نفصل بين الرشيدية والجنوب وبيروت البرج والضاحية وكذلك الشمال. لذلك هناك وحدة واحدة - الأمن والاستقرار - فالفلسطيني أصبح عاملا أساسيا من عوامل الأمن والاستقرار، لأن هناك سياسة فلسطينية موحّدة، لأن هناك قيادة فلسطينية وإسلامية موحّدة، لأن هناك توجّه فلسطيني موحّد، لأن هناك وفد فلسطيني موحّد، لان هناك تنسيق ما بين مكونات العمل الوطني الفلسطيني، السفارة لها مهامها، الفصائل لها مهامها، وهنا نفصل في إطار التكامل والتعاون، لأننا في نهاية المطاف شعب واحد وقضية واحدة.

وتابع: إن الأيام الصعبة ذهبت وستأتي أيام أصعب، فلنكن واقعيين، نحتاج مزيداً من العمل والجهد، ومزيداً من التكاتف والحرص على المخيمات، لأنه منذ ثلاث سنوات كان هناك محاولات ليست سهلة لاستهدافنا واستدراجنا، وقد نجحنا في التصدي لذلك على المستوى السياسي، في خطاب سياسي واضح ومتين لا يكون خطاباً متقلباً، خطاب واضح يوجد فيه مصلحة فلسطينية ولبنانية، والمصلحة الفلسطينية لا تختلف مع المصلحة اللبنانية.

وأضاف: اعتمدنا سياسة المصلحة الفلسطينية، مصلحة الحزب أو الحركة لا تتناقض مع المصلحة الوطنية، لذلك ضروري تغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية لأي حركة، هذه إستراتيجية لنسير عليها، وسوف يكون لدينا وضوح في الرؤية لأن القيادة يميّزها القدرة على الحوار والقدرة على الإقناع والقدرة على أن تضع لنفسها سياسة واضحة تخدم الشعب الفلسطيني ولا تخدم فرداً بعينه.

وتابع: في هذا اللقاء المبارك، أقول أن الوحدة أساس العلاقة الفلسطينية – اللبنانية، علاقة أساسية نريد أن نطوّرها ونعززها على قاعدة أننا ضيوف، لكن لنا حقوق وعلينا واجبات العدالة والعيش الكريم للفلسطينيين في هذا البلد، وهذا ليس منّة من أحد، هذا حق على أشقائنا اللبنانيين أن يقدّموه للفلسطينيين، ولن نقول نريد الحقوق على واجبات الدولة، نلتزم بالقانون ونحترم ثقافة القانون، لكن الفلسطيني له حقوق في هذا البلد حتى يعود إلى أرضه، ورفضنا للتوطين، كذلك رفضنا للتهجير الفلسطيني، وشاهدنا مشروع تهجير إخواننا في سوريا، بالرغم من السياسة المعلنة لنا بعدم التدخل في الشأن الداخلي لأي بلد عربي، إلا أن سياستنا واضحة في هذا الموضوع ولم نكون بلا موقف بل نحن أصحاب موقف وفي وجدان الأمة وقلب الحدث، نرفض التدخّل الخارجي في الشأن الداخلي لأي بلد، ونحن ضد أي عدوان خارجي تتعرّض له أي دولة عربية، وقلنا أننا على الحياد في بلد مليء بالصراعات والتنوعات، ولكننا نحن منحازين إلى لبنان والمقاومة في مواجهة أي عدوان إسرائيلي على لبنان.

هذا هو موقفنا الثابت، والذي نؤكد عليه في أي معركة مع «إسرائيل»، ونحن ضد أي عدوان خارجي على أي بلد عربي، لأننا نحن الشعب الفلسطيني جزءٌ من هذه الأمة العربية والإسلامية، ونضالنا جزء من نضالها، وهذه من المسلمات التي أكدت عليها باسم «منظمة التحرير الفلسطينية» والفصائل، نحن وحدة واحدة، ونريد أن نستمر ونتواصل لنستطيع أن نحمي المخيمات ونحمي البلد المستضيف، ونعزز أن المجتمع الفلسطيني هو مجتمع حر ويريد أن يعيش في كرامة حتى يصل إلى حقه في العودة ونضالنا من أجل العودة، سيستمر لكون لدينا وطن ودولة، ونضالنا معاً وسوياً مع أشقائنا سيستمر... وثورة حتى النصر.

بركة

{ ثم تحدث ممثل حركة «حماس» في لبنان علي بركة فأشاد بهذا اللقاء، «حيث نلتقي بدعوة من هيثم زعيتر وزوجته».

وقال: «أود أن أؤكد على الثوابت الفلسطينية في لبنان، وكما أن هناك ثوابت فلسطينية بالنسبة للقضية الفلسطينية، أقول أصبح لنا ثوابت فلسطينية، وموقف فلسطيني موحّد في لبنان، الذي استطعنا بتعاون جميع فصائل «منظمة التحرير الفلسطينية» و«تحالف القوى الإسلامية»، وكل الفاعليات الإسلامية أن نوحّده، كما استطعنا أن نلتقي في قيادة سياسية موحّدة منذ شهر رمضان الماضي، واستطعنا أن نشكل قوة أمنية مشتركة في أكبر مخيمات في لبنان - مخيم عين الحلوة، ونجحنا في أن نُحافظ على الأمن والاستقرار، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق العاملين على ذلك من كافة الفصائل، حتى نعمم هذه التجربة على سائر المخيمات الفلسطينية في لبنان».

وأضاف: «إننا في لبنان، نؤكد حرصنا على السلم الأهلي في هذا البلد، وندعم وحدته وأمنه واستقراره، ونعتبر أن استقرار لبنان قوة للقضية الفلسطينية، لذلك سنبذل كل ما نستطيع مع أشقائنا اللبنانيين، سواء في الدولة اللبنانية أو في الأحزاب اللبنانية من أجل أن يبقى لبنان بلد مستقر ومعافى، وأن تبقى المخيمات الفلسطينية مستقرة ومعافاة، كما نؤكد أننا لن نكون إلا عامل استقرار في هذا البلد، ولن نسمح بأن تتحوّل المخيمات إلى ساحات لتصفية الحسابات أو إلى صندوق بريد لأي جهة كان. نحن نريد أن نعيش مع أشقائنا اللبنانيين على أتم العلاقة الأخوية بين الشعبين. ومستعدون أن نبذل كل ما نستطيع من أجل أن نساعد الأشقاء في لبنان من أجل المحافظة على وحدتهم ومنع أي فتنة، سواء كانت مذهبية أو طائفية أو سياسية، نحن شعب يريد العودة إلى فلسطين، شعب يريد أن يحيا بكرامة...

وتوجّه إلى القيادات الفلسطينية العليا خارج لبنان «إلى قيادتي «فتح» و«حماس» وقادة الفصائل جميعاً، أن يستفيدوا من تجربتنا في لبنان، فبالرغم من الخلاف السياسي المركزي، استطعنا أن نلتقي ونتوحّد، وأن نحمي مخيماتنا، ونمنع جر الوجود الفلسطيني في لبنان إلى أي فتنة داخلية. من هذا المنطلق نطلب إليهم الاستفادة مما حققناه، واستكمال برنامج المصالحة الفلسطينية، بحيث يكون لنا حكومة واحدة، وسلطة واحدة، و«منظمة تحرير» واحدة، تضم جميع الأطياف الفلسطينية الوطنية والإسلامية، بأن نضع إستراتيجية فلسطينية واحدة لإدارة الصراع مع الكيان الصهيوني، من أجل تحقيق أهداف شعبنا بالتحرير والعودة والاستقرار».

وختم بركة: «نوجّه التحية إلى الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال الصهيوني، وإلى أهلنا الصامدين في بيت المقدس وقطاع غزة والضفة الغربية، وأهلنا الصامدين في فلسطين المحتلة عام 48، وكل شعبنا الفلسطيني في بلاد المنافي والشتات، كما نتوجه بالتحية إلى أهلنا في مخيم نهر البارد المنكوب المعتصمين أمام مكتب «الأونروا» في بيروت وندعم مطالبهم، ونؤكد مجدداً أننا بالرغم من تمسكنا بوكالة «الأونروا» كشاهد حي على قضية اللاجئين، وكشاهد دولي ومسؤول عن إغاثة اللاجئين الفلسطينيين، فإننا نطالب الوكالة بأن تفي بالتزاماتها تجاه شعبنا وتستجيب لمطالب أهلنا في مخيم نهر البارد، بحيث تبقي برنامج الطوارئ في الشمال، وتؤمّن المال الكافي لأعمال المخيم، حتى يبقى مخيم نهر البارد رمزاً للصمود، ومحطة على طريق العودة إلى فلسطين».

عقل

{ وتحدث الناطق الرسمي باسم «عصبة الأنصار الإسلامية» الشيخ أبو شريف عقل، باسم «القوى الإسلامية»، فقال: إنّ الناظر في هذه الوجوه الطيبة الكريمة، يرى خريطة فلسطين، ليس فقط الخريطة السياسية، بل الخريطة الجغرافية، واستشعرنا أن رائحة فلسطين بيننا عندما علمنا أن وفداً من أهلنا من الداخل قد قدم إلينا ليشاركنا هذا اللقاء المبارك.

وقال: نحن جميعاً بكل أطيافنا وبكل ألواننا مطالبون بواجبات أربعة، هي:

- الواجب الأول: أن نحافظ على هذه الوحدة، فهي أمانة، وكل من يُساهم في جمعنا له نصيبٌ من العظمة، فنتوجه بالشكر الجزيل ليس فقط باسم «القوى الإسلامية»، وإنما باسم كل الشعب الفلسطيني إلى هيثم زعيتر وعائلته الكريمة.

- الواجب الثاني: هو أن نحافظ على أمن واستقرار مخيماتنا، أمن النساء والأطفال أمانة في أعناق الجميع، هذه المخيمات هي رمز عزتنا ورمز كرامتنا إلى حين العودة، لأننا نعتبر أنفسنا بحق وبصدق - ويحق لنا أن نسمي أنفسنا «شعب الله المختار»، نحن شعب فلسطين لأسباب شرعية، أولاً: كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم) «إن الله إذا أحب عبداً ابتلاه»، فكيف إذا كان المبتلى هو الشعب الفلسطيني بأكمله، فلا شك أنه شعبٌ له عند الله مكانه عظيمة، وأيضاً لأن الله سبحانه وتعالى يقول: «لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود»، والله سبحانه وتعالى اختارنا نحن أهل فلسطين وأهل بيت المقدس، أن نكون فعلاً رأس حرب في مواجهة اليهود الذين هم أشد الناس عداوة للذين آمنوا، فإلى حين أن يقدر الله سبحانه وتعالى لنا المواجهة الكبرى مع هذا العدو، يجب علينا أن نُحافظ على مخيماتنا وعلى أمنها واستقرارها، وهذا وعدنا في «القوى الإسلامية» دين نتقرّب به إلى الله سبحانه وتعالى.

- الواجب الثالث: هو العلاقة مع الشعب اللبناني الشقيق، الذي قدّم الكثير لفلسطين ولقضية فلسطين، الشعب اللبناني الذي احتضن اللاجئين الفلسطينيين منذ اليوم الأول، بالرغم من أنه وخلال الحرب الأهلية كان العامل الفلسطيني له أداء سلبي، لكننا على الأقل منذ عقدين من الزمن، استطعنا جميعاً أن نثبت لكل الأطياف السياسية اللبنانية، أننا إذا قلنا نريد أن ننأى بأنفسنا نستطيع أن ننأى بأنفسنا، يجب علينا أن نمحو من ذاكرة اللبنانيين تلك الحقبة السوداء، وأن نفتح صفحة جديدة، صفحة من العلاقات الأخوية القائمة على مبدأ التعاون من أجل أمن واستقرار لبنان، ومن أجل أن نخوض معاً وسوياً معركة تحرير فلسطين.

- الواجب الرابع: فلسطين، هي قرآن، وفلسطين من بين كل قضايا الأمة الإسلامية وقضايا الأمة الإسلامية كثيرة، العراق اليوم جريح وهو من القضايا الإسلامية، مصر اليوم جريحة، سوريا اليوم جريحة، لكن فلسطين هي أقدس من كل هذه القضايا، ليس فقط عند الشعب الفلسطيني، إنما عند الله تبارك وتعالى، الله سبحانه وتعالى بيّن لنا كيف تبدأ قضية فلسطين وكيف تنتهي... وكان الإفساد هو اقتلاع شعب بأكمله من أرضه، والعلو كما نرى اليوم أن هذه الدولة المسخ أحفاد القردة والخنازير يتحكمون بالعالم، لكن نهاية هذا التحكم أيضاً ذكرها الله سبحانه وتعالى: «فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرا».

وختم الشيخ عقل: «سنعود إلى فلسطين، وإلى أن يحين ذلك، «القوى الإسلامية» تعدكم أنها ستحافظ على وحدة الشعب الفلسطيني، تعدكم أنها ستحافظ على استقرار المخيمات الفلسطينية، وتعدكم أنها ستحافظ على أفضل العلاقات مع الشعب اللبناني الشقيق».

مداخلات

{ بعد ذلك، جرت مداخلات لعدد من المشاركين، الذين أبدوا وجهات نظرهم بما يتعلق بالقضية الفلسطينية والواقع الفلسطيني على الساحة اللبنانية، والعلاقات الفلسطينية – اللبنانية، وما تتعرّض له القدس من محاولات تهويد، والقضية الفلسطينية من محاولة إنهاء الركائز الرئيسية المتعلقة بها.

وتخلل اللقاء مأدبة عشاء.

اللواء/البلد:

- الفصائل الفلسطينية تناقش سُبُل الحصول على الحقوق الإنسانية والاجتماعية

عقدت الفصائل الفلسطينية في لبنان يوم أمس، اجتماعاً تشاورياً في سفارة دولة فلسطين في بيروت، بحثت خلاله أوضاع أبناء الشعب الفلسطيني في المخيّمات، وآخر المستجدات المتعلقة بعملية إعادة إعمار مخيم نهر البارد و«برنامج الطوارئ».

حضر الاجتماع سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، أمين سر فصائل «منظمة التحرير الفلسطينية» وحركة «فتح» في لبنان فتحي أبو العردات، ممثل «حركة الجهاد الإسلامي» أبو عماد الرفاعي، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية مروان عبد العال، ممثل حركة «حماس» في لبنان علي بركة، عضو المكتب السياسي لـ«الجبهة الديمقراطية» علي فيصل، مسؤول «جبهة التحرير الفلسطينية» في لبنان صلاح اليوسف ومسؤول «الجبهة الشعبية - القيادة العامة» في لبنان أبو عماد رامز.

وأكد المجتمعون «ضرورة ايجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي يعاني منها أبناء شعبنا، وتضافر الجهود لرفع المعاناة عنهم، وصولا للحصول على الحقوق الانسانية والاجتماعية لهم».

وشدّد المجتمعون على «المضي في الاعتصام المفتوح امام مكتب «الاونروا» في بيروت دعما لانباء مخيم نهر البارد»، معلنين عن «دعمهم للمطالب المشروعة والمحقة لابناء المخيم والإبقاء على برنامج الطوارئ».

كما أشاد المجتمعون بـ«روح المسؤولية العالية التي يتحلّى بها أبناء شعبنا في المخيمات من خلال التزامهم بأمن واستقرار لبنان الشقيق وعدم تدخلهم بشؤونه الداخلية». 

الحياة/ المستقبل/النهار/السفير:

- ميقاتي: أصول الضيافة تقتضي من الفلسطينيين عدم تحويل المخيمات بؤراً للإخلال بأمن لبنان

أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي أن «المصلحة الوطنية تقتضي منا جميعاً العودة إلى الحوار والتلاقي سبيلاً وحيداً للخروج من المأزق الراهن، وأي رهان على متغيرات من هنا أو هناك سيؤدي إلى إغراق لبنان في صراعات لا تخدمه»، داعياً الفلسطينيين إلى «عدم تحويل المخيمات إلى بؤر مخلة بالأمن».

وشدد على أن «تشكيل حكومة جديدة في لبنان بات أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى»، معتبراً أن «عودة الثقة بين الأطراف اللبنانيين باتت أولوية ملحة لأن استمرار التباعد الحاصل والتمترس خلف شروط وشروط مضادة سيؤدي بنا إلى الهلاك».

ورأى خلال رعايته حفلة إطلاق خطة تطوير لجنة «الحوار اللبناني - الفلسطيني»، في السراي الكبيرة أمس، أن «أصول الضيافة والرعاية تقتضي من الأخوة الفلسطينيين الاحترام الكامل للسيادة اللبنانية وسلطة القانون وعدم السماح لأي كان بتحويل المخيمات الفلسطينية في لبنان إلى بؤر تنطلق منها الأعمال المخلة بالأمن أو مأوى للفارين من وجه العدالة، ما يخلق عوامل نفور لا نريدها أبداً في العلاقات بين الشعب اللبناني والأخوة الفلسطينيين على أرضه».

واعتبر أن «لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني، لعبت دوراً أساسياً في سد فراغ في الإدارة اللبنانية في التعاطي مع الوجود الفلسطيني في لبنان».

وقال: «اتسمت العلاقات اللبنانية - الفلسطينية بالكثير من التأرجح والتوتر، وآن الأوان لأن نبني مع إخواننا الفلسطينين علاقات مستقرة، راسخة وقوية عمادها رفض التوطين والتمسك بحق العودة».

وتابع: «إن إعداد مشروع قانون بإنشاء الهيئة العليا لشؤون اللاجئين إنما يؤشر إلى نيتنا مأسسة العلاقات اللبنانية - الفلسطينية وتحديد المهمات الموكلة إلى هذه الهيئة بما يناسب تطلعاتنا إلى فرض سيادة القانون على الجميع في لبنان ويلاقي تطلعات الفلسطينيين في التعامل معهم في شكل لائق».

واعتبر أن «لبنان يمر في مرحلة من الصعوبات فرضتها موجات النزوح الكبيرة من سورية لإخواننا السوريين والفلسطينيين ما فرض واقعاً جديداً في لبنان أثر على كل شيء فيه، من بنيته التحتية، إلى الوضع الأمني والوضع المعيشي».

وتمنى أن يصار الى «سلسلة خطوات عملية لترجمة دعم المجتمع الدولي للبنان عبر مساعدتنا على تحمل أعباء التحديات الاقتــــصادية والانسانية الخطيرة الناتجة من أزمــة النازحــــين السوريين في لبنان والتي أشار إليها بوضوح التقرير الأخير للبنك الدولي»،

وقال: «ملتزمون بقواعد الأخوة والانسانية تجاه اخواننا السوريين ونتعاطف مع مأساتهم، ولكن الأولوية لدينا هي حماية وطننا وشعبنا ودرء الأخطار الداهمة نتيجة أزمة النزوح من سورية. وعلى هذا الأساس باشرنا بتطبيق سلسلة من الإجراءات لمنع تزايد أعداد السوريين في لبنان إلا ضمن شروط محددة، وكل شخص سوري موجود في لبنان ولا تنطبق عليه صفة اللاجئ ولا يستوفي الشروط القانونية لاقامته سنعيد النظر في وضعه».

وقال رئيس لجنة «الحوار اللبناني-الفلسطيني» خلدون الشريف إن «العلاقات اللبنانية - الفلسطينية مرت بمراحل شديدة الصعوبة وترميمها يتطلب جهوداً استثنائية من الجميع لأن التاريخ يشهد على تداخل الموضوع الفلسطيني تقريباً في كل أزمة عشناها في لبنان منذ احتلال فلسطين».

وأضاف: «نتفق لبنانيين وفلسطينيين على رفضنا توطين الفلسطينيين على أرض لبنان وتمسكنا بحق العودة لكل اللاجئين إلى أرضهم»، رافضاً «الصعوبات التي يعيشها أبناء المخيمات في لبنان حتى لا تتحول المخيمات إلى مناطق توتر دائم».

ودعا المجتمع الدولي الى «الإيفاء بالتزاماته تجاه الشعب الفلسطيني داخل فلسطين وفي الشتات من خلال دعم المنظمة الدولية المسؤولة عن غوث اللاجئين الاونروا».

وبعد كلمة لرئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني خلدون الشريف، رأى الممثل المقيم لبرنامج الامم المتحدة الإنمائي روبرت واتكنز، أن "لجنة الحوار لا تزال تواجه عدداً كبيراً من التحديات في تأدية مهامها، التي تقضي بدعم المجتمعين اللبناني والفلسطيني، وأن ثمة مسائل ملحة، تتعلق بالتنمية، والظروف المعيشية، والفرص، والكرامة، وإعادة إعمار مخيم نهر البارد، ومساعدة الفلسطينيين النازحين من سوريا، وهي من ضمن المسائل الأكثر إلحاحاً في الوقت الحالي، لذلك لا بد من تضافر جهود الحكومة اللبنانية والقيادة الفلسطينية والمجتمع الدولي، لجمع الموارد المشتركة لتنفيذ هذه المهام، كما أن ثمة تعقيدات تتطلب مزيداً من الصبر، وإصراراً، من أجل التوصل الى إنشاء الهيئة العليا لشؤون اللاجئين الفلسطينيين".

ولفت الى أن "برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، يبقى ملتزماً دعم حكومة لبنان، في تعزيز تفويض ومهام لجنة الحوار اليوم، وفي رؤيتها المستقبلية، وسنستمر في تأدية هذا العمل، من خلال التعاون الوثيق مع الشركاء البارزين، وفي مقدمهم "الأونروا"، التي ورغم الصعوبات المالية التي تواجهها، والأعباء الجديدة المترتبة عليها جراء الأزمة السورية، تستمر في إظهار قيادة قوية وفاعلية، في دعم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، باسم الأمم المتحدة".

وتسلم ميقاتـــي مذكرة من الفصائل الفلسطينية فـــي مخيم نهر البارد واللجنة الشعبية للمخيم تطلب منه «السعي لدى الدول المانحة ولدى وكالة الغوث من أجل إلغاء إجراءات الأونروا الأخيرة واستمرار العمل بخطة الطوارئ حتى الإنتهاء من إعمار المخيم وعودة أبنائه إليه».

إلى ذلك، عقدت الفصائل الفلسطينية في لبنان اجتماعاً تشاورياً في السفارة الفلسطينية لدى بيروت بحثت خلاله وفق بيان «أوضاع أبناء شعبنا الفلسطيني في المخيمات».

وشدد المجتمعون على «المضي في الاعتصام المفتوح أمام مكتب الاونروا في بيروت دعماً لابناء مخيم نهر البارد». وأشاد المجتمعون «بروح المسؤولية العالية التي يتحلى بها ابناء شعبنا في المخيمات من خلال التزامهم بأمن واستقرار لبنان الشقيق وعدم تدخلهم بشؤونه الداخلية».

البلد:

- ازمة "فتح" تراوح مكانها واللينو يتريّث ويتهم الأحمد

محمد دهشة

بقيت الازمة الداخلية في حركة "فتح" في لبنان تراوح مكانها بعدما اتخذت "اللجنة المركزية" برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس "ابو مازن"، قرارا بالإجماع بتجريد العميد محمود عبد الحميد عيسى "اللينو" من رتبه العسكرية كافة وفصله من حركة فتح نهائيا وهو الذي يشغل حاليا قائد قوات "القسطل" العسكرية وسابقا قائد "الكفاح المسلح الفلسطيني" في لبنان، وبدت المساعي "الفتحاوية" للتريث في تبليغه القرار رسميا متوقفة امام حائط مسدود، بعدما وصل الامر الى عضو اللجنة المركزية المشرف على الساحة اللبنانية عزام الاحمد.

وسط مخاوف جدية من تداعيات سلبية لقرار الفصل، أكد العميد "اللينو" أنه "يتريث في التعليق على قرار اللجنة المركزية في "حركة فتح" الأخير مرجعا تريثه إلى أنه لم يتسلم القرار رسميا وانتظار مساعي قيادة "فتح" في لبنان برئاسة فتحي أبو العردات. وأكد أنه "استجاب لطلب أبو العردات التريث رغم أنه ليس في وارد القيام بأي تحرك سلبي في وجه القرار الظالم الذي اتخذته قيادة "فتح" في مدينة رام الله تجاهه"، متهما عضو اللجنة المركزية في حركة "فتح" عزام الأحمد بأنه "وراء القرار الجائر"، نافياً بشدة أن "يكون التقاه خلال زيارته الأخيرة للبنان أو شارك في الاجتماع الفتحاوي الذي عقد في حضوره في السفارة الفلسطينية في بيروت". ونفى اللينو "ما أشيع أخيراً في عين الحلوة عن أنه كتب رسالة بخط يده إلى الرئيس عباس وتتعلق بالتحرك الذي قام به، وكانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير وتسببت بقرار تجريده من مهماته السياسية ورتبه العسكرية وتحويله بين ليلة وضحاها من مسؤول بارز في "فتح" إلى عنصر عادي".

اللينو في المخيم

وقال: "عندما أتبلغ القرار لكل حادث حديث، ولكن أؤكد منذ الآن أنني من الذين يحرصون على الاستقرار في المخيمات الفلسطينية، لا سيما في عين الحلوة مع أن القرار كان ظالماً وتعسفياً وينطوي على مزاجية بدلاً من اللجوء إلى الأطر التنظيمية للنظر في الدوافع التي أملت علي التحرك لأن "فتح" منذ تأسيسها لم تكن مزرعة أو شركة لهذا أو ذاك، وكان الأجدر باللجنة المركزية أن توفد لجنة تقصي حقائق بدلاً من إيفاد عزام إلى بيروت". وسأل اللينو: "لماذا لم تقرر اللجنة المركزية إحالتي على المحكمة وإيفاد لجنة تحقيق محايدة؟ أنا أترك الأمر للرئيس الفلسطيني ليفصل في الاختلاف بيني وبين الأحمد الذي نيته النيل مني بدلاً من أن يصحح الوضع في فتح"، مؤكدا أنه "باقٍ في المخيم، وآن الأوان لتدارك الوضع غير المستقيم في "فتح"، لأنه سيؤدي إلى انهيار التنظيم، ولا أفهم رد فعل البعض على أي صوت احتجاجي". وأضاف: "أين الخطأ في استقبالي جليلة دحلان، زوجة القيادي المفصول في فتح محمد دحلان"، لافتا إلى أنها "لا تتعاطى الشأن السياسي بل تقدم خدمات إنمائية للفلسطينيين في لبنان وأيضاً للنازحين من سورية إضافة إلى المساعدة للمعوقين من أبناء الشعب الفلسطيني وبالتالي لماذا التذرع بها لشن الهجوم عليّ شخصياً؟".

تداعيات النازحين

على صعيد آخر، عقد إتحاد المؤسسات الإغاثية للنازحين السوريين في الجنوب إجتماعا إستثنائيا له في قاعة الإجتماعات في بلدية صيدا ترأسه مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان بمشاركة رئيس البلدية المهندس محمد السعودي، وبحضور ممثلين عن الهيئات والجمعيات المشاركة في الإتحاد حيث خصص لبحث تداعيات أزمة النازحين السوريين إلى صيدا ومنطقتها والمخيمات الفلسطينية.

تحذيرات سوسان

وحذر المفتي سوسان من التداعيات الإنسانية والصحية والإجتماعية والأخلاقية والأمنية لأزمة النازحين السوريين إلى صيدا، داعيا المسؤولين لوضع هذا الملف في رأس الأولويات لأن عدم التصدي له يحمل في طياته مخاطر كارثية كبيرة لا تطال الإخوة النازحين من سورية إلى صيدا أو إلى كافة المناطق فحسب، وإنما تطال المجتمع اللبناني ككل. ولفت المفتي سوسان إلى محدودية الإمكانيات المقدمة للنازحين السوريين إلى صيدا وإلى المخيمات الفلسطينية، مؤكدا "أننا في صيدا لن نتخلى عن تقديم العون لإخواننا السوريين، إنطلاقا من واجب ديني وقومي وإنساني، ولكن لا بد من وضع خطة على مستوى محافظة الجنوب من أجل الوقاية من تداعيات هذا الوجود في صيدا والمخيمات الفلسطينية".

مراكز عشوائية

من جهته، اوضح السعودي ان عدد النازحين يفوق 40 الف نازح في صيدا واجتمعنا مع معظم الهيئات المدنية المعنية بإغاثة المهجرين السوريين من أجل بحث أوضاع النازحين السوريين وإحتياجاتهم، والصعوبات التي تواجهها الجمعيات والهيئات الإغاثية لمساعدتهم، مشيرا إلى أن "معظم النازحين يقيمون في مراكز عشوائية ومنها غير صالح للسكن أصلا".

وكالة الانباء  المركزية:

- قرار فصل "اللينو" نهائي لا عـودة عنـه، وآخر راتب يتقاضاه من "فتح" نهاية الشهر

رغم المسيرات المؤيدة لـ"اللينو" في عين الحلوة، والمطالبة باعادته الى "فتح"، ومناشدة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالرجوع عن قرار فصله، اكدت مصادر فلسطينية في عين الحلوة لـ"المركزية"، ان "قرار فصل اللينو من فتح نهائي ولا عودة عنه، لان الرجل كبر حجمه ونريد اعادته الى حجمه الطبيعي وهو فوت الكثير من الفرص للتسوية والمصالحة واصر على عناده".

وقالت ان "كانت هناك فرصة اخيرة للحل مع "اللينو" خلال زيارة المشرف على حركة فتح عزام الاحمد الى لبنان بناء لطلب قيادات لبنانية وفلسطينية، لكن اصرار "اللينو" على قيادة ما اسماه حركة اصلاحية، واطلاقه الكلام جزافا افشل كل محاولات المصالحة معه، وهو يتحمل كامل المسؤولية عما وصلت اليه الامور وان التهديدات التي يطلقها عليه تحمل مسؤوليتها".

واشارت المصادر الى ان "اللينو" لم يقطع علاقته مع محمد دحلان من خلال تلقيه اموالا وزعها في عين الحلوة وغيرها من المخيمات تحت عنوان دعم النازحين الفلسطينيين، ومن خلال زوجة دحلان جليلة، مشيرا الى ان "اللينو" اولم على شرفها مساء امس الاول في صيدا، وهي الان في مخيم المية ومية وتجول على ما تسميه مشاريع تنفذها في البداوي والمخيمات"، مؤكدا ان "اللينو" يعرف ان دحلان مفصول من "فتح" بقرار من الرئيس عباس، وان التعاطي معه خروج عن اوامر القيادة، لان دحلان يريد التحرك في الاماكن التي تزعج الرئيس عباس وفتح".

وشددت على ان "اللينو" ليس برتبة عميد في "فتح"، انما برتبة عقيد وسيصبح فلسطينيا مجردا من كل الرتب والاوسمة، وان راتبه في تشرين الاول سيقبضه وهو الراتب الاخير له من "فتح"، كما ان كل مخصصاته ستتوقف اعتبارا من اول تشرين الثاني وعليه ان يعيد كل الممتلكات التي بحوزته الى "فتح" وان اي اجراء يتخذه، سينعكس عليه من كل النواحي، وبعد تجريده من رتبه الفتحاوية يصبح حرا بالتحرك والولاء الذي يختاره، إما السفر للخارج والالتحاق بدحلان، او مرافقة زوجته جليلة، وهو حر في الاختيار والولاء بعد "فتح"، وان بقي في المخيم سيكون محميا من "فتح" التي هي ام الصبي للشعب الفلسطيني وصاحبة الطلقة الاولى ضد العدو الصهيوني.

السفير:

- «القدس تجمعنا» تُعيد مشعل إلى بيروت

مع تفاقم الأوضاع التي يشهدها قطاع غزة والمخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية، خصوصا ما تواجهه مدينة القدس من حملة تهويد واسعة، لا سيما بعد التطورات الأخيرة على الساحة المصرية، تنظم «مؤسسة القدس» مؤتمرا خاصا اليوم في بيروت يتحدث فيه رئيس المكتب السياسي لـ«حركة حماس» خالد مشعل وعضو المجلس السياسي لـ«حزب الله» الحاج حسن حب الله والوزير السابق بشارة مرهج ، ويشارك فيه ايضا عدد كبير من الشخصيات الاسلامية والقومية. وستتركز المداخلات والكلمات على المخاطر التي تواجهها القضية الفلسطينية ومدينة القدس في هذه المرحلة وكيفية تعزيز الاهتمام بهذه القضية حكوميا واعلاميا وسياسيا.

وأشارت مصادر فلسطينية مطلعة الى انه «بعد التطورات المصرية الاخيرة وسقوط حكم الاخوان المسلمين وما تشهده منطقة سيناء من تطورات والاتهامات التي توجه لحركة حماس بدعم تنظيم الاخوان المسلمين في الصراع الدائر في مصر، كل ذلك ترك انعكاسات ومخاطر سلبية على قطاع غزة والقضية الفلسطينية في ظل الحديث عن انطلاق حركة تمرد ضد حكم حماس للقطاع في الحادي عشر من الشهر المقبل، وما يتعرض له القطاع من حصار سياسي واقتصادي وعسكري، لان مخاطر هذا الحصار لن تكون محصورة بحماس، بل سيطال كل قوى المقاومة في فلسطين، اضافة الى ان هذه التطورات ستخدم الخيار التفاوضي مع العدو الصهيوني والذي ستكون له نتائج سلبية على القضية الفلسطينية، في ظل استمرار الاستيطان وتهويد القدس وإغفال حق العودة».

وأضافت المصادر: «ان هذه التطورات الخطيرة تتطلب اليوم اعادة تفعيل التواصل واللقاء بين مختلف القوى والحركات الاسلامية، وبين هذه القوى وبقية التيارات القومية والناصرية والليبرالية»، مشيرة الى ان «قضية القدس وفلسطين هي القضية الجامعة التي يمكن ان يلتقي عليها الجميع». وتابعت: «من هنا اهمية اللقاء الجامع الذي دعت اليه المؤسسة، والذي يمكن ان يشكل بداية جديدة لاعادة تفعيل التواصل بين مختلف القوى والتيارات الاسلامية والقومية. كما سيتيح هذا اللقاء لمشعل الاطلالة الاعلامية والسياسية مجددا عبر بيروت لاعادة التذكير بمواقف وثوابت حماس من مختلف التطورات، لا سيما القضية الفلسطينية وما يجري من تطورات في عدد من الدول العربية، وعلى الأخص مصر وسوريا».

اللواء:

- هربت من الموت في سوريا لتلقى القدر القاسي

حادث أقعد ماهر عمر بين الحياة والموت

العائلة تناشد الرئيس «أبو مازن» إنقاذها

من وجوههم تبدأ الحكاية... حكاية نكبة إلى نكسة إلى نزوح... تستمر فصولاً وفصولاً، تروي مأساة كتبت على اللاجئين من جيل إلى جيل، بين جدران المنازل المؤقته التي لجأوا إليها في مخيمات البؤس والفقر والحرمان هرباً من الموت من مخيمات سوريا، حيث ترتفع أصوات الأنين وجعاً، تختلف بين نازح وآخر، ولكنها دوماً عنواناً لنكبة لم تنتهِ بعد...

فبين ليلة وضحاها، تبدّلت حياة عائلة رمضان عمر، إحدى العائلات الفلسطينية النازحة من مخيم اليرموك في سوريا إلى لبنان قسراً، رأساً على عقب، إذ هربت من الموت لتلقى القدر القاسي، بعدما تعرّض ولدها ماهر إلى حادث سير مؤسف، فرَّ الجاني، ولم تستطع العائلة تسديد تكاليف علاجه الطويلة، بينما الأمل المعقود على أصحاب الضمائر الحية لإنقاذ العائلة من الدمار الكامل...

في أحد أحياء مخيم عين الحلوة تقطن عائلة عمر مؤقتاً، تنتظر العودة إلى منزلها في سوريا أو منزل أجدادها في فلسطين، الوطن الأم. تتحسر على أيامها في لبنان، بعدما كبر همّها بفلذة كبدها ما يفوق طاقتها على التحمّل... تردد بآهات من يسمع نداءها كي يوقف جرحها النازف إلى الآن...

«لـواء صيدا والجنوب» قصد العائلة في مخيم عين الحلوة، ليسمع حكايتها ويرفع صوتها عسى من أحد أن يمد لها يد العون...

مأساة ماهر

تروي هدى أبو شقرا «أم ماهر» مأساة ابنها ماهر رمضان عمر (27 عاماً) وهو رب أسرة متزوج ولديه طفل وحيد، وعينيها مغرورتين بالدموع، والغصّة في صوتها الخافت، تقول: «لقد تعرّض ماهر لحادث سير بتاريخ  25 حزيران الماضي على طريق الرميلة - الأولي عند مدخل مدينة صيدا فأصيب فيه، بنزيف دماغي، وكسرت رجله، بعدما كان قد خرج من منزله عند الساعة السابعة صباحاً، إذ أوصل زوجته ومعه صنارة صيد السمك ليمارس هوايته في البحر».

وتضيف، وهي تتنهد بحسرة: «لقد تأخّر عن موعد عودته الى المنزل، فاشتعل قلبي قلقاً وناراً عليه، فسارعت للبحث عنه في كافة مراكز قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني، فتبيّن انه لا يعلم أحد عنه شيئاً، فازداد خوفي وقلقي عليه، وفي اليوم التالي تابعت رحلة البحث عنه، في المراكز الطبية والمستشفيات إلى أن وجدته في «مستشفى صيدا الحكومي» بعدما نقله «الصليب الأحمر اللبناني»، بداية لم نعرف كيف أصيب، وكنا نسمع حكايات وحكايات عن الحادث، وقد سرقت منه بطاقته الشخصية وكل ما يملك من مال».

وتابعت بحسرة: «لقد بقي ماهر في غيبوبة شبه كليّة لمدة شهرين تقريباً، ولم يكن في وعيه إلا ما يعادل نسبة 10%، وأجريت له عملية جراحية في قصبته الهوائية بعدما فشل في القدرة على التنفس بشكل طبيعي، لكن المأساة الحقيقية كانت في خروج ماهر من المستشفى، إذ لم نستلم  أي تقرير طبي تشرح حالته الصحية، بينما الأطباء أعطونا احتمالين:

الأول: انه من الممكن أن تتحسّن حالته الصحية.

والثاني: أن لا يحصل أي ردة فعل إيجابية تعيده إلى حياته الطبيعية».

وبغضب على الظروف الصعبة التي وصلت إليها، إذ أنها هربت بأولادها من الموت في سوريا إلى لبنان لتلقي مصيراً صعباً، بحياة ابنها وكأن القدر لها بالمرصاد، أردفت «أم ماهر» «ومما زاد الطين بلّة، التكلفة الباهظة لثمن العلاج في المستشفى، وهو مبلغ لا يُمكن توفيره لعائلة نزحت من تحت القصف والموت، فبلغت الفاتورة 41 مليون ليرة لبنانية، مما أوقعنا في صدمة كبيرة، إذ اننا لا نملك قوت يومنا، وقد حسمت وزارة الصحة اللبنانية والمستشفى مبلغ 24 مليون ليرة من تكلفة الفاتورة، فبقي من المبلغ المتوجب علينا 17 مليون ليرة لبنانية».

إهانة.. وذل

وتشرح «أم ماهر» رحلة ذل السؤال في طلب المساعدة من المؤسسات الخيرية والمنظمات الفلسطينية، وتقول: «لقد طرقت أبواباً كثيرة، وتحملت الإهانة والذل كي أسدد فاتورة المستشفى المتبقية علينا، فتوجهت الى الجمعيات والمؤسسات الخيرية و»منظمة التحرير الفلسطينية» ووكالة «الأونروا» ولم ألقَ الجواب الشافي، والحجة أن الحادث هو قضاء وقدر وحادث سير، مثله مثل غيره، لكن غاب عن بالهم أن المجرم مسبب الحادث قد فرّ إلى جهة مجهولة ولم ينقله إلى المستشفى أقلها، أو يتكفّل بنفقات علاجه وتركه على الأرض مرمياً بين الحياة والموت... المجرمون يفرون والأبرياء يدفعون الثمن، إنني أناشد جميع الخيّرين من الدول العربية والرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبو مازن» وسفير فلسطين في لبنان أشرف دبور أن يلتفتوا إلينا، بعدما سدَّت كل الأبواب في وجهنا».

وتشكو «أم ماهر» حال ابنها الذي يحتاج إلى جهاز شفط البلغم والأوكسجين، وإلى عملية أخرى، لتطلق نداء بمساعدة عاجلة، عسى تجد من يُساعدها في تأمين تكاليفهما وتغطية نفقة المستشفى، وانقاذ العائلة التي دمرت كلياً بفعل غياب الإنسانية في حياة البشرية.

وتطالب المسؤولين في الدولة اللبنانية «أن يلقوا القبض على المجرم الذي ألحق الضرر بإبني، فهو انسان يحق له العيش بكرامة مثله مثل غيره من الأشخاص الأخرين».

اقتصاص.. ومناشدة

{ أما أبو ماهر عمر (50 عاماً) فيقول، بصوت خافت تكاد لا تسمعه والدمعة في عينيه: «حكاية ابني ماهر تحوّلت إلى كابوس يقض مضجعي، لقد تحوّل بين ليلة وضحاها  من شاب ملؤه الحركة والحيوية كزهرة، إلى آخر لا يقوى على الحراك، فيما الهم الأكبر تأمين مصاريف باقي علاجه، وتسديد ما تبقى علينا من مستحقات مالية إلى «مستشفى صيدا الحكومي»، وقد طلبت مني الإدارة أن أوقّع على تعهد خطي بدفع المبلغ، ولانني لا أملكه عرضت عليَّ العمل لديها، وتسليم هويتي الشخصية كي لا أفكر بالهرب، فوافقت لأنه لا خيار أمامي، وتقوم الإدارة بحسم باقي المبلغ وهو 17 مليون ليرة لبنانية، فوجدت انني سأعمل لا يقل عن 9 سنوات براتب 600 ألف ليرة لبنانية، وتحسم منه 200 ألف ليرة لبنانية كل شهر  ليبقى لي 400 ألف ليرة لبنانية فقط، وهي لا تعيل عائلتي المؤلفة من 6 أشخاص، بينهم ماهر المريض الذي يحتاج دوماً إلى علاج ودواء».

ويطالب «أبو ماهر» «بالاقتصاص من الجاني، لأنه دمّر عائلة بكاملها، أقعد الشباب ماهر، وفرّ دون تقديم أي مساعدة له، ما يستحق العقاب الشديد بلا رحمة، إحقاقاً للحق والعدالة الإنسانية، فماهر لن يعود كما كان عليه قبل الحادث، كما أطالب أصحاب الضمائر الحية والأيادي البيضاء النظر إلى عائلتي ومد يد العون لنا، وأدعو وكالة «الأونروا» باعتبارها الجهة الرسمية والمسؤولة عن رعاية اللاجئين الفلسطينيين بشكل مباشر، إلى متابعة ملف ماهر، وتقديم الدعم الطبي والمالي اللازم للاستشفاء، والقيام بما يلزم من اجل الحفاظ على حياته».

الاخبار/الديار/السفير/الجمهورية/النهار/البلد:

- ضبط شبكة لتهريب البشر في بحر صيدا

تمكنت استخبارات الجيش وشعبة المعلومات في الأمن العام، عند الخامسة من فجر الثلاثاء، من ضبط زورق في عرض البحر قبالة صيدا، على متنه ثلاثة عشر شخصاً كانوا في طريقهم إلى إيطاليا بطريقة غير شرعية.

 وكادت الأضواء أن تتحول من قبعيت وجاراتها في عكار إلى أزقة صيدا القديمة ومخيم عين الحلوة، ويلقى هؤلاء ربما المصير ذاته. لكن تسريبات خرجت من بين الهاربين إلى القوى الامنية أدت إلى كشف عملية التهريب وتوقيفهم. وفي التفاصيل، بحسب مصدر أمني، أن معلومات توافرت منذ 20 يوماً عن الإعداد لعملية تهريب شبان إلى السواحل الإيطالية بطريقة غير شرعية عبر زورق في البحر.

 التخطيط للعملية بدأ من مدينة صور لينتقل إلى الصرفند حيث قام السوري المجنس لبنانياً محمد بربور، المقيم في البلدة، بشراء الزورق. في الوقت ذاته، كان الفلسطيني المدعو نمر السعدي (الملقب بأبو النور) يتابع مع حسن الحكيم المقيم في عين الحلوة والمطلوب بقضايا تزوير، التنسيق مع الزبائن وقبض ثمن الرحلة من كل منهم. وبحسب المصدر، فإن كلاً منهم دفع خمسة آلاف دولار، فيما السعدي (متعهد الرحلة) قبض عشرة آلاف دولار. ليل الاثنين، رسا الزورق في مرفأ صيدا. صعد إليه سبعة أشخاص وتوجه بهم إلى عرض البحر. وبعد وقت، عاد إلى المرفأ وأقل أربعة آخرين وحملهم إلى البحر. حينها، تبعت دورية من بحرية الجيش الزورق وتعقّبته حتى عرض البحر بالتنسيق مع الأمن العام. وبينما كان الأربعة يهمون بالانتقال من زورق إلى زورق آخر كان في انتظارهم ليقلهم إلى إيطاليا، تم ضبطهم وتوقيفهم واقتيادهم إلى المرفأ ثم إلى مقر استخبارات الجيش في صيدا للتحقيق معهم. أما السعدي فقد اعتقلته شعبة المعلومات في الأمن العام على رصيف المرفأ بينما كان يتابع سير الزورق.

هكذا، لم يتردد حمزة حبلي في تسليم سنواته السبع عشرة للبحر لكي يهرب من الفقر والبطالة في أزقة صيد القديمة حيث نشأ، برغم مشاهدته للمصير الذي لاقاه شبان آخرون في بحر إندونيسيا أو أفارقة في بحر إيطاليا قبالة جزيرة لابيدوزا التي كان يأمل الوصول إليها. على غراره، سلم كل من الشقيقين عصام (28 عاماً) وأحمد (22 عاماً) رنو، أمرهما إلى البحر. استدانا عشرة آلاف دولار دفعاها إلى متعهدي رحلة المجهول. وإذا كان البعض يلوم الشبان الصيداويين الذين بلغ بهم اليأس حدّ عرض البحر، فإن العذر مبرر لأربعة فلسطينيين نزحوا من سوريا إلى عين الحلوة ليعلقوا في جحيم آخر. عوض مطر لم تمنعه سنواته الست والستين من العبور إلى المجهول هرباً من الواقع المدقع الذي يعانيه النازحون إلى المخيمات. استدان من أقاربه خمسة آلاف دولار، واعداً إياهم بالوصول إلى إيطاليا وتقديم اللجوء إلى أوروبا ومساعدتهم على اللحاق به. لكنه والشقيقين خالد ومصطفى عبد الرزاق وأحمد إبراهيم، لم يخطر ببالهم أن الخمسة آلاف دولار ستحملهم في دورة صغيرة من عين الحلوة إلى بحر صيدا ثم إلى ثكنة الجيش، جارة المخيم.

وفي التفاصيل المتوافرة، ان القاء القبض على الموقوفين، تمت بعد عملية رصد دقيقة قام بها جهاز مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب والامن العام اللبناني، وان العملية جرت باشراف مباشر من مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، وانها نفذت خلال استعداد المركب الذين يقل الموقوفين للابحار الى عرض البحر، للتوجه الى ايطاليا بطريقة غير شرعية، وذكرت المعلومات ان قبطان المركب هو من مدينة طرابلس ويدعى ( م.ب)، وبوشرت التحقيقات معه، فيما ذكرت معلومات امنية ان عدد الموقوفين في هذه القضية تجاوز الـ 13 موقوفا من جنسيات لبنانية وسورية وفلسطينية، بعضهم كان يعمل على الترويج للهجرة غير الشرعية الى ايطاليا وبعض الدول الاوروبية.

وعلمت «الديار» أن التحقيقات تتركز مع 13 موقوفا، 9 منهم من منطقة الزهراني و4 آخرين من مدينة صيدا، واكدت التحقيقات الاولية التي اجرتها مخابرات الجيش اللبنان باشراف مدير مخابرات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور، اظهرت ان الشبكة كانت تقوم بتهريب اشخاص الى ايطاليا بطريقة غير شرعية عبر البحر، وان نجاح الاجهزة الامنية في كشف هذه الشبكة جاء بفضل التعاون القائم بين الجيش اللبناني والامن العام، وان سوريا ملقبا بـ «ابو سعيد» هو من كان ينسق عملية السفر غير الشرعية عبر البحر، وانه نجح في اسصال عدد من المهاجرين الى الخارج في عمليتين قام بهما في الاشهر القليلة الماضية، وانه كان يتقاضى ما بين 4 الى 7 آلاف دولار اميركي عن الشخص الواحد، وان عمليات التهريب عبر المركب، كانت تتم باستغلال رخصة رسمية تسمح بمزاولة صيد السمك.

} شائعة.. ام حقيقة؟ }

سرت معلومات لم تؤكدها المصادر الامنية او تنفها، تفيد ان الشيخ المتواري احمد الاسير والفنان السابق فضل شاكر كانا من المقرر ان يكونا في عداد الاشخاص الذين كانوا على متن المركب للمغادرة بحرا نحو ايطاليا.

الاخبار:

ما قل ودل

تناول العميد محمود عيسى (اللينو) طعام الغداء مع قائد جهاز الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب في أحد مطاعم صيدا أمس. ورغم أن اللينو هو نائب أبو عرب منذ دمج الوحدات العسكرية في فتح، إلا أن الغداء كان لبحث تداعيات قرار الرئيس محمود عباس فصله من الحركة وتجريده من رتبه العسكرية وصلاحياته. وتردد أن الغداء شكّل بداية المساعي لتجميد قرار الفصل. علما بأنه من المفترض أن يتولى أبو عرب تسليم اللينو ورقة القرار.

- تحت راية الاسلام

غادر أحد قياديي تنظيم «فتح الإسلام» في مخيم عين الحلوة، محمد العارفي، إلى سوريا نهائياً. وذكرت معلومات أن العارفي اصطحب معه زوجته وأولاده لـ «العيش تحت حُكم الإسلام ورايته»، علماً أن العارفي (لبناني، وهو ابن شقيق الشيخ الراحل محرم العارفي القيادي في الجماعة الاسلامية)، سبق أن «جاهد» في سوريا تحت راية تنظيم «القاعدة» منذ عدة أشهر برفقة عدد من القيادات الإسلامية قبل أن يعود الى لبنان.