في مثل هذا اليوم قبل 15 عاما وتحديدا بتاريخ 19 سبتمبر عام 2002 بدأ جيش الاحتلال الاسرائيلي بفرض حصار مطبق على الرئيس الراحل ياسر عرفات، بقيادة رئيس الوزراء الاسرائيلي حينذاك ارئيل شارون.
حينها أعلنت اسرائيل على الملأ انها المتحكم في حركة ابو عمار خارج الوطن وداخله، ونشرت دباباتها حول مقره في المقاطعة بمدينة رام الله.
كانت فترتها تقترب من اكمال السنة الاولى على انتفاضة الأقصى التي انطلقت في 28 ايلول 2001.
وتجلى الحصار المطبق على عرفات بمنعه من التوجه إلى بيت لحم لحضور قداس بمناسبة عيد الميلاد المجيد. وتدمير مقر هيئة الاذاعة والتلفزيون الرسمي القريب من المقر الرئاسي لعرفات.
كانت معالم الحصار قد بدأت في عام 2001 وتحديدا في أعقاب اغتيال عناصر من الجبهة الشعبية وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي في 17-10 من ذلك العام، إلا أن تطويق مقر عرفات صادف مثل هذه الايام.
وأعلنت اسرائيل استمرار الحصار على عرفات إلى أن يقبض على مغتالي زئيفي.
وانطلقت شرارة تضامن واسع في فلسطين مع رئيسها المحاصر، واستطاع بعض قادة الداخل الفلسطيني زيارته برفقة متضامنين اجانب، ليرووا فيما بعد الصور التي بينت كيف كان يمضي عرفات حصاره.
بلا كهرباء او ماء وبطعام معلب داخل غرفة متواضعة امضى عرفات اخر عامين في حياته إذا استمر الحصار حتى عام 2004.
وخلال الحصار تعالى صوت عرفات طالبا الاستغاثة من المجتمع الدولي لوقف العدوان على الضفة وغزة ولكن بلا مجيب.
ومنعت إسرائيل عرفات من التوجه إلى بيروت للمشاركة في القمة العربية عام 2002 كما منع خطابه من البث خلال القمة عبر الاقمار الاصطناعية.
واستمر الحصار المطبق 35 يوما في غرفة تفتقر للظروف الانسانية بقي يقطن عرفات فيها.
وعرضت السلطات الاسرائيلية على الراحل ابو عمار السفر والابعاد ولكنه رفض واشتهرت مقولته: "يريدوني اما اسيرا او طريدا او قتيلا وانا بقلهم شهيدا شهيدا شهيدا".
استمر الحصار لعامين وإن خفت حدته وبدأت حالة عرفات بالتدهور واعلن الاطباء الذين زاروه من مصر والاردن ان حالته لا تحتمل البقاء في فلسطين.
عام 2004 بَدا المرض على عرفات بشكل كبير وشدد الاطباء على ضرورة سفره.
وسمحت اسرائيل له بالسفر الى فرنسا للعلاج، وعند خروجه احتشد الالاف في ساحة المقاطعة برام الله ولوحوا بأيديهم ورفعوا شارات النصر مودعين رئيسهم الذي خرج وعاد شهيدا في 11-11-2004، تاركا سر شهادته غامضا، الا ان اطباء رجحوا اغتياله بالسم.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها