في سابقة هي الأولى في تاريخ مستشفى الأطفال الحكومي بمدينة لاهور الباكستانية، أجرى وفد طبي فلسطيني عمليات ناجحة لتقويم العمود الفقري لأطفال باكستانيين.
وأشرف على إنجاح العمليات الدقيقة، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية والمغتربين، رئيس برنامج جراحة العظام لدى الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي، الدكتور علاء عزمي، الذي يرأس فريقا طبيًّا مكوّنًا من طبيب وممرض عمليات وفني جهاز فحص العصب.
وكان الوفد انطلق لإتمام واحدة من مهمات برامج التضامن من خلال التنمية، التي تنفذها الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي لنقل الخبرات الفلسطينية التخصصية إلى الدول الصديقة ذات الاحتياج.
ومن ضمن الحالات المرضية التي عالجها الوفد، حالة لطفلة باكستانية اسمها ملائكة تبلغ من العمر 14 عامًا.
وكانت عائلة ملائكة بدأت بملاحظة أعراض التشوه كعدم استقامة الوقوف وميل ابنتهم إلى أحد الجانبين عند المشي قبل عامين، ولكن لظروف تتعلق بالفقر وسوء الحياة المادية للأسرة الباكستانية تعذر على الأبوين نقل ابنتهم إلى مستشفى خاص يملك الإمكانيات الطبية لإجراء هذا النوع من عمليات العظام الدقيقة والمكلفة، وبقيت الفتاة تعاني من تداعيات مرضها التي كانت تزداد مع مرور الوقت لتقف حاجزا يمنعها من عيش طفولتها كباقي أبناء جيلها.
وحين علمت الأم عن طريق طاقم مستشفى لاهور بوجود وفد فلسطيني يتخصص بعلاج هذا النوع من التشوهات، قامت باصطحاب ابنتها وعرضها على الدكتور علاء عزمي الذي عاين حالتها وحدد موعدا لإجراء العملية بمساعدة الطاقم الفلسطيني وحضور أطباء وممرضين باكستانيين.
وبعد خروج ملائكة من العملية ووقوفها بشكل طبيعي ومستقيم توجهت الأم لشكر الطاقم، قائلة: "لم أتوقف في شهر رمضان الكريم عن الدعاء لطفلتي بأن أجد لها علاجا، وحتى أنني استكملت الصيام بعد انتهاء الشهر الكريم ولم أفقد الأمل، واليوم أنا سعيدة جدا لأن الله استجاب لدعائي".
ويعد مستشفى لاهور للأطفال أكبر مستشفى تخصصي في علاج الأطفال على مستوى الجمهورية الباكستانية، ويتسع لـ1200 سرير ويوجد به 45 تخصّصًا دقيقًا لأمراض الأطفال، ولكن لم يتم في تاريخ المستشفى منذ إنشائه في شهر أيار 1995 إجراء أية عملية لتقويم العمود الفقري، وبذلك يفتح هذا البرنامج التضامني التنموي الذي تقدمه الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي الباب أمام فرص علاج تشوهات العمود الفقري وتطوير الطاقم الطبي في باكستان، بمجال جراحة العمود الفقري للأطفال، كما تعد هذه المهمة الناجحة بداية لمجموعة من الزيارات التي سيقوم بها الدكتور علاء عزمي وطاقمه الطبي بشكل دوري، حيث تتضمن أجندة البرنامج التضامني في الباكستان أربع زيارات سنوية على الأقل.
وسيتم، كذلك، نقل هذا البرنامج الطبي وتوسيعه ليشمل إلى جانب الباكستان، باقي دول أعضاء اتحاد جنوب آسيا للتعاون الإقليمي وهي: أفغانستان، وبنجلاديش، وبوتان، والهند، ونيبال، والملديف، وسريلانكا.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها