- ملادينوف: على إسرائيل أن تلتزم بالقوانين والقرارات الدولية والأسرى لهم حقوق مكفولة

  - قراقع: قرصنة الاحتلال لأموال الضرائب بحجة دعم الأسرى والشهداء هو اعتداء غير مسبوق على شعبنا

   أقامت دائرة شؤون المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية، مساء اليوم الخميس 15-6-2017، إفطارًا لأهالي وعائلات الأسرى في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، بحضور قناصل وسفراء وممثلين لمختلف الدول المعتمَدة لدى دولة فلسطين.

وحضر اللقاء أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د.صائب عريقات، وأعضاء من منظمة التحرير، والمنسِّق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، ووزير شؤون الأسرى والمحرَّرين عيسى قراقع، ورئيس نادي الأسير قدورة فارس، وممثّلون عن المؤسسات الحقوقية العاملة في مجال الدفاع عن حقوق الأسرى وعن مؤسسات المجتمع المدني.

وقال د.عريقات: "إنَّ الإفطار أصبح تقليدًا سنويًّا يجمع أهالي الأسرى بأعضاء السلك الدبلوماسي العرب والأجانب في فلسطين، والعام الجاري هو عام دبلوماسي. ففي هذا العام يحيي شعبنا ذكرى مرور 100 عام على وعد بلفور، و70 عامًا على النكبة، و50 عامًا على النكسة والاحتلال".

وأضاف "نسعى ونعمل من أجل إنهاء الاحتلال، وتجسيد سيادة دولة فلسطين وعاصمتها القدس، والإفراج عن جميع الأسرى بدون قيد وشرط، فهم مناضلون أجل الحرية، وما يجيب أن ينتهي هو منظومة الاحتلال الإسرائيلي القابع في الضفة الغربية والقدس المحتلة".

وأوضح عريقات أن الأسرى الذين خاضوا إضراباً لمدة 41 يومًا لم يكن هدفهم فقط إعادة الزيارات أو طلبات تتعلَّق بالصحة والتعليم مع أنَّها كلها طلبات محقة لهم، لكن الأسرى وجَّهوا رسالة أعمق تتمثل في التأكيد أن المشروع الوطني في خطر، وكانت رسالتهم لنا أن نتنبه لوضعنا، من خلال تحقيق وحدتنا الوطنية.

وأشار إلى أنَّ "حكومة نتنياهو تريد أن تحرف أنظار العالم عن استمرار الاحتلال لخمسين عامًا مضت عبر ملاحقة مؤسسات الشعب الفلسطيني والحديث عن رواتب الأسرى والشهداء، كما أنَّها أصبحت تهدد الدبلوماسيين بالطرد وهذا جزء من مخطط نتنياهو لإزاحة الأنظار عن استمرار الاحتلال.

وتابع عريقات: "وقاحة نتنياهو وصلت إلى حد التفاخر بأنه أكثر رئيس وزراء يهدم بيوت ويبني مستوطنات ويمارس جرائم حرب ويفرض الحصار والإغلاق، ويريد رغم كل ذلك من الشعب الفلسطيني أن يكون سعيدا بوجود الاحتلال".

وقال إن اتفاقيات أوسلو الموقَّعة مع دولة إسرائيل تفرض عليها إطلاق سراح الأسرى، وجرى الاتفاق على إطلاق سراح 105 أسرى اعتقلوا قبل أوسلو، لكن إسرائيل تنصَّلت من الإفراج عن الدفعة الرابعة التي تضم 30 أسيرا بقوا في المعتقل حتى اليوم.

وأضاف أنَّ نتنياهو يسعد للاستفادة من الاضطرابات الموجودة في المنطقة لتمرير ما يريد من خلق نظام فصل عنصري وقتل إنشاء الدولة الفلسطينية.

بدوره، قال ملادينوف، نيابة عن الدبلوماسيين الحضور للإفطار، إنَّه جاء اليوم لسماع معاناة أهالي، وأنه يفهم معاناة الأسرى، ويعتقد أنه للشعب الفلسطيني الحق بالحرية والدولة والعيش بإنسانية.

وأكَّد ملادينوف أنه على إسرائيل أن تلتزم بالقوانين والقرارات الدولية وأن تراعي حقوق الشعب الفلسطيني وعلى رأسها حقه بنيل حريته والعيش بسلام.

وأوضح أنَّ الأسرى القابعين في معتقلات الاحتلال لهم حقوق مكفولة وفق القوانين تتعلَّق بلقاء المحامي والعيش بكرامة داخل المعتقل.

وقال ملادينوف إنَّ الشعب الفلسطيني يعاني منذ عشرات السنين خصوصًا في قطاع غزة الذي يعاني من نقص المياه ومن الاكتظاظ السكاني، حيث يعيش 2 مليون فلسطيني في سجن من نوع آخر ولا يحصلون على الكهرباء، والمياه، والأوضاع الصحية تزداد سوء، آملاً أن يحقِّق الشعب الفلسطيني حلمه بدولته وأن يجري إحقاق السلام الحقيقي في فلسطين.

من جانبه، قال قراقع، إنَّ اللقاء يهدف لعرض وجهة نظر أهالي الأسرى ومعاناتهم للقناصل والسفراء ليقوموا بدورهم بنقلها إلى دولهم، مشيرًا إلى أنَّه جرى اختيار عينة من أهالي الأسرى يمثِّلون مختلف الشرائح، ويعبِّرون عن الأسرى المرضى وعن الأسيرات، وعن الأطفال والأسرى أصحاب الأحكام العالية، وغيرهم من شرائح الأسرى.

وأضاف: "الإفطار يهدف لنقل معاناة المعتقلين وما تقوم به إسرائيل بحقهم لإرسال رسالة للدول المختلفة لتقوم بدورها تجاه ما يحدث من مخالفات جسيمة بحق الأسرى القابعين في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي".

واعتبر قراقع قيام حكومة الاحتلال الإسرائيلي بوضع مشروع قانون لسرقة واحتجاز أموال وضرائب الشعب الفلسطيني، قرصنة غير قانونية واعتداء على الكيانية الفلسطينية وعلى حكومة فلسطين.

وأكَّد أنَّ شعبنا سيرفض مشروع القانون الذي طُرِحَ في الكنيست وسيستمر في إعانة وخدمة الأسرى القابعين في معتقلات الاحتلال وأُسَر الشهداء، فهذا جزء من عقيدتنا ونضالنا ضد الاحتلال الإسرائيلي، وقال: "إن وصف الأسرى والشهداء بالإرهاب غير مقبول فقد أجاز لنا القانون الدولي النضال من أجل إنهاء الاحتلال الذي يعتبر وجوده هو سبب للإرهاب في المنطقة وبإنهائه ينتهي الاحتلال".

وتابع قراقع: "إن شعبنا ومجتمعنا هو مجتمع ضحية للاحتلال لا يوجد أسرى إلا بسبب الاحتلال، ولم يسقط شهداء سوى بسبب الاحتلال والحد الأدنى من واجبنا أن نقف إلى جانب معاناة عائلات الأسرى والشهداء وهذا يحدث عند كل الشعوب التي تقع ضحية للاحتلال".

إلى ذلك، قال قدورة فارس، إنَّ الأسرى أنهوا مؤخّرًا إضرابًا بطوليًّا بمواجهة سياسيات فاشية يمارسها الاحتلال بحقهم، مشيرًت إلى أنَّ المصنع الأول والأوحد لإنتاج الإرهاب هو الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف أن شعبنا لن يقبل أي شروط تفرض على ما ينفق على عائلات الأسرى والشهداء وهذا الموضوع له علاقة بروايتنا وهو موضوع أيديولوجي غير قابل للنقاش بالنسبة للشعب الفلسطيني، ولا يمكن أن نقبل ما يريده الاحتلال ولا ننفذ ما يسعى إليه بحق عائلات الأسرى ووصفهم بالإرهاب.

من جهتها، قالت عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، زوجة الأسير مروان البرغوثي، فدوى البرغوثي، إن شعبنا حاليًا يؤسس لنضال مستمر بعد نجاح الإضراب وصولاً لتحرير كل الأسرى القابعين في معتقلات الاحتلال.

وأكَّدت أنَّ شعبنا يفتخر بهذه المرحلة المهمة من تاريخ شعبنا والمتمثلة في النضال ضد الاحتلال، وأن عائلات الأسرى ستواصل العمل لحماية أبنائها القابعين في معتقلات الاحتلال حتى ينالوا حريتهم.

وأوضحت البرغوثي، أنَّ أهالي الأسرى حريصون على اللقاء مع ممثّلي السلك الدبلوماسي في فلسطين، شاكرة دائرة شؤون المفاوضات على تنظيم هذا الإفطار الذي يسمح لهم بوضع أعضاء السلك الدبلوماسي في تفاصيل المعاناة الفلسطينية ومعاناة الأسرى.

وأشارت إلى أن المحامي زار زوجها الذي تحدث للمحامي عن معنويات الأسرى العالية بعد انتصارهم في معركتهم ضد الاحتلال الإسرائيلي، رغم الهجمة الشرسة التي مورست عليهم خلال الـ41 يوماً من إضرابهم.

وعرضت الطفلة المحررة نتالي شوخة (16 عامًا) ما تعرَّضت له أثناء ذهابها لحفلة عيد ميلاد لصديقتها، حيث أطلق عليها الاحتلال النار من مسافة قريبة واعتقلها، ونُقِلَت للعلاج ثُمَّ اعتقلت لمدة عام بعد أن قضت 10 أيام في المستشفى، مشيرة إلى أنَّها تعرضت لمعاملة سيئة جدًا، وكانت ممنوعة من الزيارة في المعتقل بعد أن حُكِمَت عامًا واحدًا.

من جانبها، تحدَّثت إيمان نافع زوجة الأسير نائل البرغوثي، عن معاناة زوجها المعتقل في معتقلات الاحتلال، حيثُ أنَّ الأسير قد أمضى أكثر من ثلاثة عقود في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، واعتقل مجدّدًا، وأُعيدَ حكمه السابق بعد أن أُطلِق سراحه.