دعت حركة "فتح"، اليوم الأربعاء 14-6-2017، حركة "حماس" للوقوف عند مسؤولياتها الوطنية، ووضعِ حدٍ يُنهي المأساة الوطنية الدامية التي وقعت في حزيران 2007 وطال أمدها، والتي راح ضحيتها المئات من أبناء شعبنا الفلسطيني المناضلين، وألحقت الدمار والضرر السياسيين على قضيتنا الوطنية التي استشهد من أجلها عشرات الآلاف من خيرة قياداتنا وشبابنا ونسائنا.

وقال المتحدث باسم الحركة وعضو المجلس الثوري أسامة القواسمي، في الذكرى العاشرة لسيطرة حركة "حماس" على قطاع غزة بقوة السلاح، إنَّ الظروف المحيطة بالقضية الفلسطينية يجب أن تكون دافعًا قويًّا لدى حماس للتخلي عن مصالحها الحزبية الضيّقة من أجل المصلحة الوطنية، وجمع شمل أبناء شعبنا من جديد، وتحكيم الديمقراطية طريقًا ومبدأً ثابتًا بيننا للفصل في القضايا الخلافية بدلاً من استخدام العنف وفوّهات البنادق والسلاح.

ودعا القواسمي في تصريح صحفي بعد عشر سنوات من الانقسام، حركة "حماس" للنظر والتأمل بما يمر به شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة من أوضاع اقتصادية وانسانيه صعبة وكارثية، والظروف السياسية الصعبة التي تمرُّ بها قضيتنا وشعبنا وأمتنا العربية، وللنظر للنتائج السلبية الصعبة التي تسبَّبت بها، واستخلاص العِبَر بدل المكابرة، والدفع قدما لتطبيق ما تم الاتفاق عليه لتحقيق المصالحة الوطنية وإنهاء الانقلاب والانقسام، والعمل ضمن شراكة سياسية حقيقية دون مناورات أو تكتيك بهدف الخداع والالتفاف على تنفيذ الاتفاقيات والاتفاق على قاعدة اساسية عنوانها الوطن للجميع.

وقال القواسمي، إن هناك مئات الأسر الفلسطينية التي ما زال جرحها ينزف رغم مرور عشر سنوات على الانقسام، تنتظر من حركة "حماس" بدون مكابرة الاعتراف بأخطائها الجسيمة، والاعتذار على ما تسبَّبت به من جرح عميق باستباحة الدم الفلسطيني واذلال الناس واستعبادهم، وضرب النسيج الوطني الفلسطيني.

ودعا القواسمي حركة "حماس" لالتقاط الفرصة والاستجابة للمبادرة التي قدَّمها السيّد الرئيس محمود عبّاس من أجل إنهاء الانقسام وتعزيز الشراكة الوطنية، بدءاً من حل اللجنة الإدارية التي شكَّلتها في قطاع غزة وحكومة الظل والسماح لحكومة التوافق الوطني للعمل بحرية، والذهاب إلى انتخابات تشريعية ورئاسية.
وفيما يتعلَّق بالتدخلات الحمساوية بالشؤون العربية، أعاد القواسمي مطالبة حركته لحماس بضرورة استخلاص العبر من تجربتها المريرة، وعدم التدخل في الشأن العربي، وأن تتوقّف عن تحالفاتها المتناقضة التي يتم نسجها وفقًا للمصلحة الحزبية فقط وليس المصلحة الوطنية، وأن تدرك جيدا أنَّنا كفلسطينيين بحاجة إلى كل العرب، لا أن نكون جزءًا من تلك الخلافات، بالرغم من معرفتنا الجيدة للدول التي تقف مع قضيتنا تاريخيًّا وتدعمنا.