بدعوة من "جمعية بناء الإنسان" و"حركة فتح" و"اتحاد الشباب الوطني" وإحياءً لذكرى النكبة، وتضامناً مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام، أقيم مهرجان شعبي حاشد في الرابطة الثقافية في طرابلس، بحضور العقيد أحمد عدرة ممثلاً قائد الجيش العماد جوزيف عون، والمقدم أمين فلاح ممثلاً مسؤول فرع مخابرات الجيش في الشمال العميد كرم مراد، ورئيس الرابطة الثقافية رامز الفري، وممثلين عن نواب ووزراء وفعاليات، ونقابات، وقوى وأحزاب لبنانية، والفصائل الفلسطينية .
أفتتح المهرجان بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني. وقدم الخطباء اسماعيل الأيوبي، وألقى الشاعر الفلسطيني شحادة الخطيب قصائد من وحي المناسبة وجه فيها التحية لأبناء طرابلس وللأسرى الأبطال وكل المقاومين في فلسطين وأرض العروبة .
وألقى رئيس جمعية بناء الإنسان ربيع مينا كلمة جاء فيها: "نستعيد ذكرى نكبة شعبنا وصموده ونضاله وتمسكه بحقوقه المشروعة وتضحياته الكبرى دفاعاً عن الأرض والمقدسات، وتعود الذكرى والأمة تعيش نكبات في ظل حروبٍ تأخذ أشكالاً طائفية ومذهبية تدمر الكيانات والقدرات والامكانات العربية وتزرع الأحقاد، ولكن تبقى الثورة الفلسطينية بقعة ضوء مشرقة تنير درب الأحرار، وما زلنا متمسكين بحقنا في التحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".
وأضاف: "إنَّ أسرانا الأبطال يعبِّرون من خلف القضبان عن إرادة المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني، وقد أشعلوا جذوة الثورة من جديد وألهموا المناضلين للتحرك نصرة لهم ولفلسطين فشهدت طرابلس سلسلة تحركات ونشاطات تضامنية واضرابات عن الطعام وعادت الأغاني الثورية تصدح في ساحة جمال عبد الناصر والأعلام الفلسطينية ترفرف في الشوارع وعلى الشرفات ".
وأكد على رفض التوطين ومشاريع التهجير والتهويد الصهيونية والتمسك بخيار الجهاد، والاستعداد من أجل التحرير فما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة وطريق التحرير يمر فوق بحر من الدم وأفق مشتعل بالنار.
كلمة حركة "فتح" ألقاها أمين سرها في منطقة الشمال أبو جهاد فياض جاء فيها: "إنَّ أسرانا الأبطال ما زالوا يخوضون معركة الحرية والكرامة، معركة الأمعاء الخاوية للشهر الثاني على التوالي في وجه السجان الصهيوني من أجل انتزاع حقوقهم الانسانية، متوكلين على الله ومتسلحين بإرادتهم الصلبة، آملين من المؤسسات الإنسانية في المجتمع الدولي الضغط على حكومة الاحتلال الصهيوني لتلبية مطالبهم المحقة رغم أنَّ أسرانا الأبطال يدفعون ثمناً غالياً خلال إضرابهم المفتوح حيث يصل إلى الشهادة من أجل انتصار قضيتهم وهذا الاستعداد للتضحية يعبِّر عن عنفوان الأسرى في معركتهم النضالية لمواجهة الجلادين الصهاينة، فالتحية للقائد مروان البرغوثي مانديلا فلسطين قائد معركة الحرية والكرامة الذي أعلن أول أمس اضرابه عن تناول الماء مبقياً على الملح تعبيراً عن التصعيد الميداني لمعركة الأسرى ضد السجانين الصهاينة وكل التحية للقادة أحمد سعدات وعميد الأسرى الفلسطينيين كريم يونس ولكل الحركة الأسيرة التي تخوض معركة الأمعاء الخاوية".
وأضاف: "أكثر من سبعة آلاف أسير وأسيرة وطفل داخل المعتقلات الصهيونية يعيشون ظروف صعبة، إثنان وثلاثون يوماً وأكثر من 1800 من أسرانا الأبطال المضربين عن الطعام يواصلون تضحياتهم من داخل الزنازين يطالبون بحريتهم واستقلالهم، مع العلم أنَّ حياتهم باتت بخطر شديد، ويعانون من غيبوبة وفقدان للذاكرة كل ذلك يحصل في ظل عدم إكتراث العدو الصهيوني بحالتهم الصحية، وصمت مؤسسات حقوق الإنسان الدولية، وعدم وجود موقف عربي رسمي داعم لقضية الأسرى الفلسطينيين في المعتقلات الصهيونية" .
وأشار إلى أنه تسعة وستون عاماً وما زال شعبنا يعاني آلام الهجرة والنكبة والمعاناة مستمرة، ولم تتوقف عند هذه المأساة، بل هناك محاولات شطب وإلغاء لفلسطين وشعبها عن خارطة الشرق الأوسط بعد قرار التقسيم 181 الذي صدر عام 1947 لم ينفذ إلا لمصلحة دولة الاحتلال الصهيوني ومنع الفلسطينيين من إقامة دولتهم على أرض فلسطين التاريخية أرض الآباء والأجداد .
وأكد بأنَّ شعبنا الفلسطيني لم تنكسر إرادته ولن يهزم، وسيبقى متمسكاً بأرضه وحقوقه الوطنية المشروعة، ليس هذا وحسب وإنما يواصل كفاحه بكافة الوسائل المتاحة لدحر الاحتلال الصهيوني عن أرضنا المباركة.
وأشار إلى الجهد السياسي والدبلوماسي للرئيس أبو مازن الذي يقوم به في عواصم العالم حاصداً الانجازات والتأييد لفلسطين وشعبها، ومطلوب من كل الفصائل الفلسطينية أن تعمل على تصعيد المقاومة الشعبية بجميع أشكالها بالتوازي مع هذا الجهد السياسي من أجل التكامل بمواجهة المحتلين الصهاينة وكشف جرائمهم أمام المحافل الدولية .
وشدد على حفظ أمن مخيماتنا لأنها جزء لا يتجزء من أمن لبنان ولن تكون مخيماتنا إلا قواعد انطلاق نحو فلسطين، وشعبنا متسك بحق العودة ويرفض التوطين بجميع أشكاله وأنَّ حق العودة هو حق مقدس لكل فلسطيني ولا تنازل عنه ولن يسقط بالتقادم، وسنبقى متمسكين بأرض الآباء والأجداد تنفيذاً للقرار الدولي 194 الذي ينص على حق العودة والتعويض للاجئين عن معاناة وآلام سنين التهجيرالقسري .
وألقى مسؤول اتحاد الشباب الوطني في الشمال المحامي عبد الناصر المصري كلمة فقال: لقد أصبح واضحاً لكل عاقل أن ما تتعرض له أمتنا إنما يهدف لأمرين، أولهما تحقيق الحلم الصهيوني وضمان أمن الكيان الغاصب بمزيد من تفتيت الأمة العربية وضرب وحدة كياناتها وعناصر قوتها المتجسدة في العروبة والاسلام، ثانيها: نهب ثرواتنا ومقدراتنا ووضع اليد على الأموال السعودية والخليجية والعربية، لذلك لا بد من مواجهة مشروع الشرق الأوسط الكبير انطلاقاً من جملة ثوابت هي :
أولاً: إنَّ التضامن العربي هو الطريق لإنقاذ الأمة من واقعها وهو السبيل لحل الخلافات العربية العربية، وإستمرار الواقع على ما هو عليه سوف يعرضنا لمشاريع تفتيتية تبعدنا أكثر عن فلسطين وتعيدنا إلى زمن الجاهلية والإقتتال القبلي.
ثانياً: إن الحوار العربي الإيراني والعربي التركي هو السبيل لإنقاذ منطقتنا من صراعات لا تخدم سوى أعدائنا من صهاينة وأطلسيين، لذلك لا بد من الحوار الهادئ الذي يحفظ لكل أمة وجودها ويحرم التدخل السلبي بشؤون بعضها البعض.
ثالثاً: إن الإنفتاح على الدول والمنظمات الرافضة للهيمنة الأميركية أمر مطلوب على قاعدة مناصرتها لحقوقنا المشروعة في تحرير فلسطين والأراضي العربية المحتلة، فالهيمنة الأميركية على العالم كان لها أثر كارثي على الواقع الفلسطيني والعربي عموماً.
رابعاً: إن إستعادة الوحدات الوطنية في كل قطر عربي هو الطريق لمواجهة المشروع التفتيتي الشرق أوسطي، وذلك يحتاج من السلطات والمعارضات إلى تقديم تنازلات تحفظ وحدة الكيانات، وعلى الجميع أن يتوحدوا في مواجهة المعارضات المسلحة المرتبطة بمشروع الشرق الأوسط الكبير.
خامساً: على الحكام أن يسعوا لتطوير ميثاق جامعة الدول العربية وتطبيق القرارات والمواثيق التي تساعد في النهوض العربي، كما عليهم تعزيز الديمقراطية والحريات والمشاركة السياسية في أقطارهم.
سادساً: علينا أن نتمسك بخيار المقاومة من أجل تحرير الأرض وإستعادة الحقوق فلا تقدم ولا تنمية ولا مكان لأمتنا طالما فلسطين تحت الإحتلال وشعبها مشتت في بقاع الأرض.
وفي الختام قدمت حركة "فتح" درعاً تكريمياً لرئيس الرابطة الثقافية الأستاذ رامز الفري عربون شكر وتقدير لوقوفه الدائم إلى جانب القضية الفلسطينية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها