أحيت حركة "فتح" في البقاع الذكرى الـ 69 للنكبة بمهرجان سياسي حاشد وذلك في قاعة الرئيس أبو مازن في مخيم الجليل، بحضور أمين سر إقليم حركة "فتح" لبنان حسين فياض، عضو قيادة الإقليم الحاجة زهرة ربيع، وأمين سر منطقة البقاع محمود سعيد،  ومسؤول اقليم حركة "أمل" في البقاع مصطفى الفوعاني، وممثلي قيادة القوى والأحزاب الإسلامية اللبنانية والفلسطينية، وشحصيات اجتماعية، وقد شارك مكتب الكشاف الحركي ومؤسسة الأشبال في استقبال المشاركين.

بدايةً تمَّ قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء ثمَ عزف النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني. وقدم الخطباء أبو جهاد خالد عثمان:

كلمة حركة "أمل" ألقاها مسؤول اقليم البقاع الحاج مصطفى الفوعاني جاء فيها: "فلسطين ليست قطعة جغرافيا على الأرض، مصطفى الفوعاني بل هي عاصمة السماء على الأرض، وتشريد شعب فلسطين لا يعني الفلسطيني بل يعني كل مقاوم على هذه الأرض، قالوا كثيراً وإنما نقول أنتم المحرومين من أرضكم ونحن المحرومون في أرضنا، فأنتم في الوجدان والقلب والعقل كما قال سماحة الإمام موسى الصدر، وكما قال الأمام الخميني لو ألقى كل انسان دلوا من الماء على هذا الكيان الغاصب لأزيل عن الوجود، وبقول القائد ياسر عرفات فلسطين لنا والإحتلال الى زوال، علينا بالوحدة لأنَّ شرف القدس يأبى أن يتحرر إلا بإياد موحدة وقوية ذات بأس شديد على أعداء الإنسانية من الصهاينة والمغتصبين".

وحيا الأسرى الذين يواجهون الغطرسة والبطش بامعائهم وعزيمتهم وعنفوانهم ليثبتوا للعالم حقهم في هذه الأرض وإقامة دولتهم والعيش بحرية. إن شاء الله ثورتنا مستمرة حتى تعود فلسطين لأهلها وأصحابها وما تضحياتكم إلا للدفاع عن الأمة كل الأمة التي تتلها بأمر لا قيمة لها، فكل الأمة العربية والإسلامية مدعوة للوقوف في وجه المغتصب. وعلى الصعيد اللبناني نتمنى أن يتفق الجميع على قانون انتخابي عادل يعطي الحق للجميع. إنَّ المنطقة تواجه مشاريع التقسيم والتفتيت والتجزأة وهذا لصالح العدو الإسرائيلي. ونؤكد أنه لا قيمة لأي إنسان في هذا العالم إلا بعودة فلسطين حرة عربية.

كلمة أمين سر إقليم حركة "فتح" في لبنان حسين فياض جاء فيها: "أيها الأخوة لقد أُخرجنا من أرضنا قبل 69 عاماً وكانت أعظم الجرائم التي ارتكبت في التاريخ المعاصر، حيث شرد شعبنا وهام على وجهه في بقاع الأرض وارتكبت المجازر ودمرت مئات القرى والبيوت على رؤوس ساكنيها وشرد أكثر من 975 ألف فلسطيني أي ما يعاد 66% من عدد سكان فلسطين وتوجهوا إلى أقرب حدود عن مناطق سكنهم، تاركين خلفهم أرض الآباء والأجداد هذه الأرض مهد سيدنا المسيح ومسرى نبينا محمد". وتناول فياض السرد التاريخي للقوى الظالمة التي كانت تخطط للإستيلاء على مقدرات العالم العربي من مشرقه إلى مغربه منذ 1830 حتى 1916 ووعد بلور عام 1917. رغم سنوات البؤس والحرمان التي عاشها شعبنا بالمنافي والشتات إلا أنَّ كبارنا ما زالوا يحتفظون بمفاتيح بيوتهم رغم علمهم أنها دمرت أو صودرت من قبل الصهاينة لكن مفتاح الدار هو رمز لحق العودة.

وتطرق لمسيرة العودة في أيار للعام 2011 وارتقى 6 شهداء من حركة "فتح" في مارون الراس وهم يحاولون الإقتراب من الشريط الشائك ليقولوا للعدو الصهيوني نحن الصغار لن ننسى. إننا في حركة "فتح" نؤكد على حق اللاجئين بالعودة ونعتبره هدفاً وطنياً ثابتاً لا بد من تحقيقه وهو حق مقدس كفلته كل الشرائع والقوانين الدولية بموجب القرار 194. وكما قال الرمز ياسر عرفات لا تفريط ولا تنازل ولا مساومة ولا توطين، وها هو الرئيس أبو مازن حامل الأمانة بكل ثبات وإصرار يتقدم نحو تحقيق الحلم الفلسطيني باقامة دولة فلسطين ذات السيادة الكاملة بعد اعتراف 138 دولة بفلسطين، دولة غير كاملة العضوية، وارتفع علم فلسطين إلى جانب أعلام دول العالم في كافة المقرات الدولية وأيضاً رفع العلم الفلسطيني في البيت الأبيض.

وفي الذكرى الـ 69 للنكبة نحيي صمود أسرانا الذين توحدوا بدمهم وملحهم والماء ستنتصرون على الجلاد وتحققون مطالبكم المشروعة. وانتقد تصرفات حركة "حماس" بعد اعلان وثيقتهم الأخيرة بقبول دولة فلسطينية على حدود 1967، وبعد يومين بدأ التحريض على الرئيس أبو مازن وقيامهم بأفعال مسيئة. لا زلنا ندعوا للوحدة الوطنية وإنهاء الإنقسام لأن الإنقسام من طرف واحد وليس طرفان.