يا جماهير شعبنا الفلسطينيّ المناضل

يا أبناء مخيّم نهر البارد الصامد الصابر

نتوجّه باسمكم وباسم حركة "فتح" بأحر التّحيات النّضالية لشهدائنا الأبرار، ولجرحانا البواسل، ولأسرى الحرية والكرامة "أسرانا البواسل" في معتقلات الاحتلال الذين يسطّرون بأمعائهم الخاوية وبإرادتهم الصلبة أروع الملاحم البطولية في مواجهة سياط الجلادين وعتمة الزنازين، وللمرابطين والمرابطات في القدس دفاعًا عن أقصانا المبارك، ولشعبنا الفلسطينيّ المناضل في الداخل والشتات، ولكلِّ الأحرار في هذا العالم الذين وقفوا إلى جانب قضيّتنا الفلسطينية.

يا أبناء شعبنا الفلسطينيّ المناضل:

في كل عام في مثل هذا اليوم تراودنا ذكرى أليمة تذكّرنا بالجرح الفلسطينيّ الذي لا يزال ينزف منذ العام ١٩٤٨ وحتى يومنا هذا.

إنَّها النكبة الكبرى التي حاقت بشعبنا العربي الفلسطينيّ، حيث اقتُلِع شعبنا من أرضه اقتلاعًا ليقبع في الخيام السود، وذلك بأيدي الغدر الصهيونية، وبغطاء وحماية بريطانية على مرأى ومسمع العالم أجمع، ووسط صمت وخزي عربي رسمي.

٦٩ عامًا مرَّت على عذابات فلسطين وما زال شعبنا يعاني مرارة الهجر والضياع

٦٩ عامًا من نكبة إلى نكبة، وشعبنا صامد ومتمسّك بحق تقرير المصير وبحق العودة إلى فلسطين

يا أبناء شعبنا العظيم:

من رماد النكبة ومن مخيّمات اللجوء انطلقت الثّورة الفلسطينية المعاصرة، وانطلقت حركة "فتح" لتعلنها ثورة ضد المعاناة، واستطاعت أن تحوِّل قضيتنا من قضية لاجئين منفيين إلى قضية سياسية في المحافل الدولية، كما استطاعت أن تحافظ على الهوية الفلسطينية، لتقول للعالم أجمع: "إنَّنا هنا ثائرون وصامدون حتى العودة والحرية والاستقلال".

وإنَّنا في هذه الذكرى الأليمة نؤكّد في حركة "فتح" تمسُّكنا بالثوابت الوطنية في إقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وتمسُّكنا بحق عودة كافة اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار ١٩٤،كما نؤكّد التفافنا حول القيادة الفلسطينية، وعلى رأسها الرئيس محمود عبّاس، التي استطاعت بفعل سياستها ودبلوماسيتها أن تنتزع قرار الاعتراف بدولتنا الفلسطينية، وأن ترفع العَلم الفلسطينيّ فوق أسوار الأمم المتحدة.

يا أبناء شعبنا الفلسطيني المناضل:

إنّنا وإذ نؤكّد في هذه الذكرى حرصنا على الوحدة الوطنية، فإنَّنا أيضًا نطالب حركة حماس بضرورة تسليم غزة إلى الشرعية الفلسطينية، وبتشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة الجميع، وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، فالوحدة هي أبرز ركائز النصر.

كما أنَّنا في هذه الذكرى نُحيي صمود أسرانا البواسل في تحديهم للجلاد الإسرائيلي وهم يرسمون ملامح الوطن المتألق في سماء المجد والعزّة والحرية، وهم يؤكّدون للعالم أجمع بأن إرادة الفلسطينيّ عصية على الانكسار.

إنَّ المخيّمات الفلسطينية هي عنوان قضيتنا وهي الشاهد على نكبتنا وعلى حق عودتنا، فلا يجوز شطبها، كما لا يجوز العبث بأمنها واستقرارها، وإنَّنا إذ نؤكّد حرصنا على أمن مخيماتنا وعلى أمن لبنان الشقيق، فإننا نؤكّد ضرورة عدم زج مخيماتنا في صراعات إقليمية لا علاقة لقضيتنا بها.

أمَّا فيما يخصّ مخيم نهر البارد، فقد كان قدره أن يعيش نكبتَين، أمَّا الأولى فقد كانت يوم اقتلع أهله من جليل فلسطين، وأمَّا الثانية فقد كان ضحية حرب لا ناقة له بها ولا جمل. فقد تدمّر الحجر، وتفتَّت العائلات وتمزّقت العلاقات الاجتماعية، ومضت عشرة أعوام ولا يزال أكثر من نصف أبنائه نازحين رهينة البطء الشديد في عملية إعادة إعماره.

ونحن على أعتاب الذكرى السنوية العاشرة على جرح المخيم النازف، نؤكّد ضرورة الإسراع في إعادة إعماره، وعودة كافة النازحين إليه كمحطة مؤقتة إلى حين العودة إلى الوطن الأم فلسطين، كما نؤكّد تمسُّكنا بإعادة العمل وفق برنامج الطوارئ، ودفع بدلات الإيواء لمن لم تُعمر بيوتهم بعد، والتعويض على أبناء المخيم الجديد.

عاش شعبنا وعاش نضاله

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، ولأسرانا البواسل الحُرِّيَّة، ولشعبنا العزّة والكرامة

وإنّها لثورة حتّى النّصر

     حركة التّحرير الوطنيّ الفلسطينيّ/"فتح"

          شعبة نهر البارد- المكتب الإعلامي 

                   الاثنين ١٥-٥-٢٠١٧