أكدت مؤسسة القدس الدولية أن الاحتلال الإسرائيلي يعمل على إقرار مشاريع تهويديّة حول المسجد الأقصى المبارك، بهدف طمس المشهد العربي والإسلامي للمنطقة، ويعمل أيضاً على ترويج روايته المكذوبة، في ظل تصاعد اقتحامات المستوطنين للأقصى خلال الأعياد اليهودية.

وقالت المؤسسة في قراءة أسبوعية حول تطورات الأحداث والمواقف في القدس المحتلة إن أذرع الاحتلال تتابع إقرار وتنفيذ المشاريع التهويديّة المختلفة.

وأوضحت أن من بين هذه المشاريع أن "سلطة تطوير القدس" وبلدية الاحتلال تخططان لإقامة جسر للمشاة في "وادي هنوم"، في المنطقة الواقعة جنوب الأقصى، على ارتفاع 30 م وبطول يصل لـ 197م، ليربط بين حيّ أبو طور و"جبل صهيون"، ليستخدم لأغراض سياحيّة.

وأشارت أنه بحسب صحيفة "هآرتس" العبرية، فقد واجه المخطط معارضة داخلية لإثارة هذه المشاريع، المجتمع الدولي على الاحتلال، فتم سحبه مرحليّاً عن جدول أعمال اللجنة.

وفي إطار المشاريع السياحيّة، تعمل بلدية الاحتلال وما تسمى وزارة "شؤون القدس" على ترويج مشروع سياحي يهدف لسرد الرواية اليهوديّة في البلدة القديمة، وينفذّ المشروع كل يوم خميس، على امتداد الطريق من منطقة باب الخليل حتى حائط البراق.

كما طرح "صندوق تراث حائط المبكى" عطاءً لتشييد البنية التحتيّة الخاصة بالمشروع التهويدي "بيت هاليباه"، بحيث تصل مساحة المشروع إلى 4 آلاف متر، ويشمل البناء مكتبة وقاعات للزوار وقاعة عرض للمكتشفات الأثريّة التي يدّعي الاحتلال العثور عليها في الموقع أثناء الحفريات.

وأوضحت القدس الدولية أن هذا المشروع يأتي المشروع في إطار المشاريع التهويديّة الأخرى، كمبنى "دافيدسون" ومبنى "بيت شطراوس"، والذي يتابع الاحتلال بناءه في المنطقة الشماليّة من ساحة البراق.

وفي إطار استهداف الأقصى، كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" بأن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أعلن أن أعمال غربلة التراب الذي يتم اخراجه من المسجد ستتواصل، وذلك بعد توقفها منذ أسبوعين بسبب صعوبات ماديّة، والتي كانت تجري سابقاً بأموال التبرعات وبدعم من جمعية "إلعاد" الاستيطانيّة.

وبالنسبة لاقتحامات الأقصى مع حلول الأعياد اليهوديّة، أفادت المؤسسة بأن الاثنين الماضي شهد موجة اقتحامات بحراسة شرطية مشددة، كما اقتحمت قوات الاحتلال المسجد، بحثًا عن معتكفين داخله، وداهمت العديد من مرافقه، ومنعت الفلسطينيين من الرباط فيه.

وفي سياق هدم المنازل، أشارت تقارير تدهور وضع منازل الفلسطينيين في منطقة سلوان جنوب الأقصى، بسبب الحفريات والأنفاق الإسرائيليّة الضخمة، التي تشرف عليها حكومة الاحتلال والجمعيات الاستيطانيّة.

وقالت لجنة من الخبراء والمهندسين إن هذه الحفريات بلغت مرحلة خطرة، حيث يعمل مهندسو بلدية الاحتلال على إخفاء خطورتها عن أصحاب المنازل المهدّدة، وقد زادت التشققات فيها بشكلٍ مخيف في المرحلة الأخيرة.

وأعلنت أن أكثر من 50 منزلاً تضررت من الحفريّات بشكل متفاوت، حيث التشققات في الجدران والأسقف وهبوط الأرضيات، عدا عن تضرر بعض أساسات المنازل.

ولا تراعي أذرع الاحتلال خلال عمليات الحفر سلامة السكان، ولا يعرف عمق ومدى هذه الحفريات، فتعمل هذه الأذرع على استغلال باطن الأرض لخططها التهويديّة، وفوقها لتهجير أصحاب المنازل من الفلسطينيين، والاستيلاء عليها من قبل المستوطنين.

وعلى جانب البناء والعطاءات الاستيطانيين، كشفت صحيفة "كول هعير" العبرية عن العديد من المخططات والمشاريع الاستيطانية الجديدة شرقي القدس، موضحة أن ثلاثة آلاف وحدة سكنية جديدة بالقدس أصبحت قيد التخطط أو التنفيذ أو التسويق.