بعد التفجيرين الإرهابيين في كنيسة مار جرجس في طنطا و كنيسة مار مرقص في الإسكندرية وراح ضحيتهما أكثر من ثلاثة وخمسين قتيلاً وعشرات من الجرحى، اتخذت القيادة المصرية قرارات من النوع ثقيل الوزن مثل تكليف عبد الفتاح الرئيس السيسي للجيش المصري بحماية المؤسسات والمصالح الحيوية، وهذا معناه أن يتواجد الجيش المصري داخل المدن لأداء هذه المهمة العليا، كما أعلنت الدولة المصرية حالة الطوارئ في البلاد لمدة ثلاثة أشهر، كما أعلن الرئيس المصري عن تشكيل المجلس الأعلى لمكافحة التطرف الديني والإرهاب، وهو مجلس من صلاحياته إصدار القوانين النافذة لهزيمة التطرف والإرهاب بشكل نهائي و شامل.
الإرهاب الذي تمارسه بجنون جماعة الاخوان المسلمين التي هي التنظيم المؤسس للتنظيم الدولي، وهي التي أنتجت كل فصائل الإسلام السياسي الناشطة في حقل الإرهاب مثل التكفير والهجرة أو الجماعات الإسلامية أو القاعدة و داعش و جبهة النصرة و أحرار الشام وفصائل الجيش السوري الحرو أنصار بيت المقدس في سيناء التي أصبح اسمها ولاية سيناء بعد التحاقها بداعش، أو أنصار الشريعة والكثير من الأسماء والمسميات الزائفة الأخرى التي تحمل اسم الإسلام السياسي سنياً أو شيعياً، وليس لها علاقة بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد، ودائماً تعرض نفسها كأداة للبيع والاستئجار والحرب بالواسطة ضد شعوبها و أمتها و إسلامها الحنيف.
التفجيرات التي أصابت الكنيستين القبطيتين في الإسكندرية وطنطا تعيد إلى الأذهان أن الإرهاب في مصر يعاني من كل أعراض الموت واليأس، لأنه عاد لكي يعزف على أوتار فاشلة، أوتار تمزيق الشعب المصري وتمزيق وتقسيم الأرض المصرية، وهذا يدل على أن الإرهاب من خلال فصائله التي ينتمي إليها مهما كان اسمها، ينطلق من نقطة الغباء المستعصي، فهم لا يعرفون الخصم الذي يقاتلونه وهو الشعب المصري العظيم ودولته العميقة وجيشه الخارق، وأن وحدة مصر أرضاً وشعباً هي أهم حقائق الشرق الأوسط منذ قام الفرعون مينا بتوحيد الوجهين القبلي والبحري، وأنتجت مصر بناءً على هذه الوحدة العظيمة حضارةً وصلت إلى أبعد الآفاق، بينما هذا الإرهاب الشرير والغبي مازال يقف مبهوراً أمام خرائط برنارد لويس بألوانها المتعددة، دون أن يدرك الإرهاب أن خرائط التقسيم أصبحت جزءاً من أوهام الماضي البغيض، والعالم كله يعرف أن أمن هذه المنطقة و بالتالي أمن العالم يرتكز إلى مصر موحدة بجيش قوي حتى لا تصبح الفوضى اليومية في العالم كله حديث الصباح و المساء.
الإرهاب لا يليق به سوى الهزيمة النهائية، و هذه المهمة أخذها على عاتقه الشعب المصري والجيش المصري والقيادة المصرية، وعلى الجميع الانتباه لأن قدر مصر الوجودي هو الانتصار.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها