عقد مجلس الأمن الدولي في مقره بنيويورك الأمريكية اجتماعاً علنياً طارئاً لبحث الضربة التي شنتها الولايات المتحدة، يوم الجمعة، على قاعدة الشعيرات السورية.

وبدت المواجهة واضحة من خلال التصريحات والتهديدات والاتهامات المتبادلة بين الولايات المتحدة وروسيا فيما يتعلق بالحرب على سوريا.

روسيا:

وأكد نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فلاديمير سوفرونكوف، في كلمة ألقاها خلال الجلسة، أن روسيا "تدين بشدة" الضربات، التي شنتها الولايات المتحدة، واصفاً إيها بالأعمال غير القانونية.

وشدد سوفرونكوف على أن تنفيذ هذه العملية الأمريكية يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وقال موجهاً كلامه للإدارة الأمريكية: "لقد دمرتم العراق وليبيا وقواعدهما العسكرية وترون ماذا يحدث هناك".

واعتبر المندوب الروسي أن الغرب خائف من إجراء أي تحقيق موضوعي ومحايد في حادث خان شيخون، مشيراً إلى أن توجيه اتهامات لأي طرف قبل المحاكمة أمر غير مقبول.

العدوان الأمريكي جاء، حسب سوفرونكوف، عاملاً مشجعاً للإرهاب، الأمر الذي يدل عليه إقدام تنظيم "داعش" على هجوم واسع النطاق فوراً بعد الضربات الأمريكية.

وأضاف أن دعوات الولايات المتحدة إلى الدفع بعملية التسوية السياسية في سوريا بعد ضرباتها الصاروخية هي "دعوات منافقة".

وأوضح الدبلوماسي أن الضربات الأمريكية أدت إلى تدمير النتائج الإيجابية للقاءات أستانا بشأن التسوية في سوريا، متسائلاً: "يا ترى ما هي الدوافع التي كانت وراء تدميركم لهذا التقدم، الذي بالمناسبة، لم يكن لكم في تحقيقه أي دور؟".

وانتقد نائب المندوب الروسي موقف الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا من المسألة السورية، قائلا إن هذه الدول "مهووسة" بفكرة الإطاحة بالحكومة الشرعية في سوريا.

وفي سياق متصل، شدد سوفرونكوف على أن الولايات المتحدة تهاجم مواقع مدنية في العراق ومدينة الموصل على وجه الخصوص، في إشارة إلى المجزرة التي أودت بحياة مئات المدنيين هناك أواسط شهر مارس/آذار الماضي بسبب الضربات الأمريكية.

ولفت المسؤول إلى أنه لا رد واضحاً على مثل هذه الحوادث من المجتمع الدولي، داعياً الدول الغربية للتخلي عن سياسة إزدواجية المعايير في تقييم الأحداث.

كما وصف الدبلوماسي الضربات الأمريكية على سوريا بأنها محاولة لتحويل الاهتمام عن ضحايا العمليات العسكرية في العراق.

ودعا نائب المندوب الروسي الولايات المتحدة إلى الوقف الفوري لعدوانها ضد سوريا والانضمام إلى الجهود الهادفة إلى تسوية النزاع المسلح في البلاد.

الولايات المتحدة:

وقالت مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الامن نيكي انه كان من المفترض بروسيا أن تقضي على الترسانة الكيميائية السورية.

واضافت انه تم تدمير القاعدة العسكرية السورية التي قصفت منها خان شيخون بالسلاح الكيميائي

وقالت هيلي ضربنا ومستعدين ان نضرب مجدداً ونأمل ان لا يكون ذلك ضرورياً.

وأضافت قولها "لن تقف الولايات المتحدة مكتوفة الأيدي أمام استخدام أسلحة كيماوية، من مصلحة أمننا القومي منع انتشار واستخدام الأسلحة الكيماوية".

بريطانيا:

من جانبه قال المندوب البريطاني بالأمم المتحدة إن بلاده ستستمر في الدعوة لمحاسبة مرتكبي الجرائم، وإن الضربة الأمريكية في سوريا كانت رداً مناسباً عما تم ارتكابه في خان شيخون.

ودعا المندوب البريطاني للتخلي عن "دعم المستبدين ومجرمي الحرب" ودعم الحل السياسي والانتقال إلى الحكومة الشرعية.

وأكد المندوب البريطاني أن بلاده تدعم الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا ضد ما وصفه بـ"النظام الديكتاتوري لبشار الأسد".

فرنسا:

وقال ممثل فرنسا لدى الأمم المتحدة جيرار آروفي إن بلاده لم تدخر جهداً لمحاكمة جرائم "النظام السوري"، وإن مبادرات بلاده تم مواجهتمها دائما باستخدام حق الفيتو خاصة من جانب روسيا.

واتهم آروفي الرئيس السوري بشار الأسد بالمسؤولية الكاملة عما يحدث في سوريا، مؤكداً أن "النظام السوري" اعتاد انتهاك قرارات مجلس الأمن وحان الوقت لوقف هذه الانتهاكات، مؤكداً أنه لا يجب لأحد الإفلات من العقاب لاستخدام الأسلحة الكيميائية.

وأشار آروفي إلى أن ما وصفه بالانتهاكات السورية أثبتت لدى اللجان الأممية، داعياً إلى ضرورة التحقيق فيما ارتكب في خان شيخون لمعاقبة مرتكبيه.

وأكد المندوب الفرنسي أن كل أعضاء مجلس الأمن يؤمنون أن الحل في سوريا لن يتأتى من خلال الحل العسكري.

الصين:

وأعرب المندوب الصيني لدى الأمم المتحدة ليو جي لي عن تضامن بلاده مع الشعب السوري في معاناته، ودعا للتكاتف لحل الأزمة السورية وإعادة الحياة هنا إلى طبيعتها.

وأكد المندوب الصيني أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة، وأن الحلول العسكرية تزيد الوضع تعقيداً في سوريا والمنطقة، داعياً كافة الأطراف المعنية لمواصلة جهودها الدبلوماسية والتمسك بالحوار والمشاورات ودعم دور الأمم المتحدة كقناة الوساطة الأساسية.

إيطاليا:

من جانبه قال المندوب الإيطالي لدى الأمم المتحدة الولايات المتحدة سيباستيانو كاردي بضرورة مضاعفة الجهود وفقاً لقرارات مجلس الأمن وبيان جنيف الصادر في 2012.

وأكد المندوب الإيطالي أن هذا هو السبيل الوحيد لتخطي الأزمة الحالية في سوريا.

مصر:

قال المندوب المصري لدى الأمم المتحدة عمرو أبو العطا إن مصر سئمت من بيانات تكرار الأسف والإدانة تجاه ما يحدث في سوريا.

وأكد أبو العطا أن سوريا لن تتمكن من الانتقال السياسي دون دعم دولي لبناء دولتهم على أسس الديمقراطية.

ودعا المندوب المصري روسيا والولايات المتحدة الأمريكية إلى التحرك الفعال لحل الأزمة السورية على أساس قرارات مجلس الأمن ومعاودة التعاون ميدانياً وسياسياً، مؤكداً دعم بلاده لكل تحرك جاد ونزيه تجاه حل الأزمة السورية.

بوليفيا:

وخلال الجلسة قال مندوب بوليفيا في الأمم المتحدة ساشا سيرغو إنه يجب احترام ميثاق الأمم المتحدة بعدم اتخاذ خطوات فردية.

ووصف سرغو تصرفات الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا بـ"الانتهاكات الصارخة لميثاق الأمم المتحدة".

وطالب مندوب بوليفيا بضرورة التحقيق في مثل هجوم خان شيخون بشكل عادل ومستقل.