بمناسبة ذكرى تأسيسه الـخامسة والثلاثون، أقام حزب الشعب الفلسطيني حفل استقبال في مخيم البداوي قاعة الشباب الديمقراطي الجمعة 2017/2/17.
بدايةً دعا عريف الحفل أحمد سالم الحضور إلى الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، وقراءة صورة الفاتحة.
الكلمة الأولى كانت للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ألقاها مسؤولها عاطف خليل الذي نقل تحيات وتبريكات قيادة الجبهة للرفاق في حزب الشعب، ودعا إلى وحدة الموقف الفلسطيني في لبنان من أجل حماية المخيمات وتوفير متطلبات اللاجئين المتعلقة بخدمات الأونروا وقضية الحقوق الانسانية لشعبنا في لبنان، مطالباً كافة القوى بالتوافق على استراتيجية تحركات للضغط على الحكومة اللبنانية لإقرارها، ولمواجهة تقليصات الاونروا. ودعا لتسريع انهاء الانقسام الفلسطيني وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وألقى كلمة حركة "فتح" مسؤول العلاقات السياسية أبو خالد غنيم هنأ فيها قيادة وكوادر وأعضاء حزب الشعب، مؤكداً على دوره الريادي في مسيرته النضالية التحررية، وعلى العلاقة الوطيدة بين الحركة وحزب الشعب التي ستبقى قوية إلى أن تتحقق أهداف شعبنا الفلسطيني في الحرية والعودة والاستقلال الوطني.
وهنأ عضو قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الشمال ومسؤول الاعلام أبو علي فتحي الحزب وقيادته المركزية وأمينه العام، مؤكداً على مواصلة النضال حتى النصر والتحرير والعودة والحرية والدولة والقدس، مشدداً على ضرورة تعميق العلاقة بين الجبهة والحزب.
كلمة حركة "فتح" الانتفاضة ألقاها عضو المجلس الثوري وأمين سرها في الشمال أبو ياسر، حيث قدم التهاني للحزب بذكرى إعادة تأسيسه، داعياً كافة القوى إلى الالتفات إلى أمن واستقرار المخيمات، باعتبارها عنوان للنضال الوطني الفلسطيني من أجل العودة.
وختم حفل الاستقبال بكلمة حزب الشعب الفلسطيني القاها مسؤول الحزب في الشمال جلال مرزوق حيث نقل تحية الأمين العام للحزب ولجنته المركزية ومكتبه السياسي إلى المشاركين في الاحتفال وإلى كافة أبناء الشعب الفلسطيني في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، وحيا الشهداء الذين سقطوا ولا زال يسقطون شهداء على درب وأرض الوطن، والذين يعبدون كما قال طريق العودة والحرية والاستقلال.
ووجه جلال مرزوق التحية للأسرى والمعتقلين، مؤكداً أن قضيتهم ستبقى على سلم الأولويات النضالية لحزب الشعب الفلسطيني.
وبما يخص محيطنا العربي أكد مرزوق أنَّ للحزب مواقف ثابتة تتعلق بدعم ومناصرة نضال الشعوب من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة، ولكنه لم ولن يكون الحزب يوماً مع تدمير مقدرات الشعوب، خاصة البلدان تحت أي من الشعارات، فلا ديمقراطية حقيقية تبنى على تدمير الأوطان .
كما شدد مرزوق على أنَّ حزب الشعب الفلسطيني يرفض إغراق المنطقة وخاصة سوريا وليبيا والعراق ومصر بالجماعات الإرهابية التي تحمل في نشأتها وسلوكها وسياستها بصمات العدو الصهيوني والمخابرات الأمريكية وأعوانها في العالم والمنطقة، ونرفض كل مشاريع التقسيم والتفتيت التي يسعون لها في المنطقة تحت عناوين كاذبة وواهية، فالتغير الذي حاولت هذه المجموعات إقناعنا وإقناع شعوبنا به، لم نجد في ثناياه خارطة فلسطين، ولم نشاهد في صفحاته قبة الصخرة، وكنيسة القيامة، والحرم الإبراهيمي المسلوب، ولم نشاهد دماء صهيونية أو أمريكية تنزف، والعكس هو الصحيح، ففي عهدهم أنعمت تل أبيب بالأمن والأمان، وفقدت العواصم العربية الأمن والأمان، وأصبحت الملايين من جماهيرنا وشعوبنا العربية متسولين على أبواب السفارات "يشحدون الفيز" بحثاً عن الأمن والاستقرار الذي أفقدوهم إياه، ناهيكم عن المئات التي تحولت أجسادهم طعام للأسماك في المحيطات.
وفيما يتعلق بالوضع الفلسطيني أكد مرزوق على أنَّ حزب الشعب الفلسطيني يرحب ويثمن مشاركة جميع القوى والفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية في اللقاءات التي جرت في العاصمة اللبنانية بيروت للجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني، وكذلك باللقاء الذي جمع كافة ألوان الطيف السياسي الفلسطيني في موسكو، معتبراً أنَّ من شأن ذلك أن يسهم في إزالة الكثير من العقبات والعراقيل التي تقف حائلة دون تنفيذ اتفاقات المصالحة وإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، وتمنى مرزوق أن لا تكون هذه اللقاءات مضيعة وتمرير للوقت.
ودعا مرزوق الفصائل الوطنية إلى الاتفاق على استراتيجية تضع في سلم أولوياتها تعزيز صمود شعبنا في داخل الوطن لمواجهة الاستيطان والجدار، وخصوصاً في مدينة القدس التي تتعرض لأكبر عملية تهويد منظمة ممنهجة تقودها وترعاها حكومة العدو الصهيوني.
ودعا إلى تفعيل المقاطعة وتصعيد المقاومة الشعبية، وتقديم كل أشكال الدعم لها لتصل إلى انتفاضة شعبية عارمة تعم مختلف مدن وقرى وبلدات الوطن المحتل، وتستمر حتى ترغم الاحتلال الصهيوني على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي تدعم الأهداف الوطنية المشروعة لشعبنا، والمتمثلة بالعودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس كاملة السيادة.
وحول وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال: ندعو إلى وضع خطة وطنية جامعة وشاملة، منسقة مع حلفاء شعبنا في العالم ومناصري قضيتنا، لمواجهة سياسية الرئيس الأمريكي الجديد "دونالد ترامب"، فيما لو نفذ وعده بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وكذلك لإجباره على عدم دعم الاستيطان الصهيوني وتشريعه على الأراضي الفلسطينية.
وفيما يتعلق بوضع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان قال مرزوق: إننا نجدد التأكيد على تمسكنا بالموقف والسياسة الفلسطينية المرسومة والمعتمدة من قبل كافة الفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية في لبنان والتي تستند إلى مبدأ النأي بالنفس عن أي تجاذبات أو صراعات بين الأخوة اللبنانيين، ونؤكد تمسكنا بلبنان موحداً قوياً يقف إلى جانب شعبنا في مواجهة العدو الاسرائيلي الصهيوني، والحفاظ على أمن واستقرار مخيماتنا وعدم السماح بتوظيفها إلا بما يخدم قضيتنا ومصالح شعبنا، وبما يخدم التعايش والسلم الأهلي لإخواننا اللبنانيين.
ودعا مرزوق إلى الوقوف أمام ما يجري من فلتان أمني غير مسبوق تعيشه بعض مخيماتنا الفلسطينية في لبنان، وخاصة مخيم عين الحلوة ومخيم البداوي منذ أشهر، والذي أصبح يؤرق راحة أهلنا فيهما.
ووضع مرزوق هذه المسألة برسم جميع القوى والفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية في لبنان الذين وقعوا على المبادة الفلسطينية التي أطلقت في 2014/3/28، لحفظ أمن المخيمات والوجود الفلسطيني والعلاقة مع الجوار اللبناني الشقيق، واستناداً لذلك فإن الجميع مُطالب بالقيام بالدور الملقى على عاتقه وكل حسب حجمه وإمكانياته ودوره. وفي هذا السياق إننا نعتبر الذي أقدمت عليها حركة "فتح" وحزب الشعب وجبهة التحرير الفلسطينية بتعليق عضويتهم في اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا بمثابة قرع للجرس لكي يستيقظ الجميع من سباته قبل أن يفوت الأوان وتتكرر مجدداً لا قدر الله تجربة مخيم نهر البارد والمأساة التي لا زال أهله يتجرعون ألمها، لذا فإننا نؤيد ما صدر عن اجتماع القيادة السياسية الفلسطينية للمنظمة والتحالف، وهو إعادة هيكلة الأطر الأمنية بما ينسجم مع طبيعة المهمة ويحفظ أمن المخيمات والعلاقة مع الجوار اللبناني الشقيق.
أمَّا لجهة وكالة الأونروا، فقد رحب مرزوق بكل المشاريع التي تمَّ تأمينها لتحسين معيشة اللاجئون الفلسطينيون في لبنان والتي تضمنها بيان اللقاء الذي عقد مع المدير العام حكم شهوان، يوم الثلاثاء 2017/2/14، والتي ستتم خلال العام الحالي 2017، ولكن نؤكد بأنها لم تصل للحد الأدنى، كما إننا نتبنى مجمل المطالب التي طرحتها القيادة السياسية في لبنان مع المفوض العام لوكالة الأونروا "كراهينبول"، وأبرزها:خطة الطوارئ لأبناء مخيم نهر البارد التي كانت تتضمن الإغاثة والإيجارات وتمايز بالاستشفاء- الأمراض المخطرة كالقلب والكبد والدماغ والكلى والأعصاب، وأدويتها، وكذلك الايجارات لأخوتنا النازحين من مخيمات سوريا المهددة بوقف صرفها خلال شهرين أو ثلاثة، وفي هذا السياق فإننا في حزب الشعب الفلسطيني ندعو إلى الاستفادة من تجربة خلية الأزمة في مواجهة سياسة الأونروا في تقليص خدماتها، والتي شكلت نموذجاَ فريداً في النضال الجماهيري الفلسطيني من أجل الحقوق، حيث استطاعت بجهود متواضعة أن تحشد حولها مختلف قطاعات شعبنا في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، وتمركز جهودهم وتنظم نشاطهم في معركة الحقوق مع الأونروا.
وأكد جلال مرزوق على أنَّ الأونروا هي بمثابة حكومة اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، ومسؤولة بشكل مباشر عن قضاياهم واحتياجاتهم المعيشية والإغاثية الإيواء وغيرها، واستناداً إلى هذا فإننا نطالب إدارتها لمتابعة قضية العائلات التي أخطرت بهدم منازلها في مخيمي الشبريحا والقاسمية، والبحث عن حلول لائقة لها بالتنسيق مع الدولة اللبنانية والقيادة السياسية الفلسطينية.
وختم مرزوق كلمته قائلاً: وبما أننا نتكلم عن الحقوق فليس هناك أولوية بالحقوق من حق شعبنا في العيش بكرامة وإنسانية في لبنان، واستناداً إلى ذلك فإننا نكرر مطالبتنا للدولة اللبنانية لإعادة النظر في القوانين التي تحرم الفلسطينيين من حقوقهم الانسانية والاجتماعية، وفي مقدمتها حق العمل والتملك، لكي يتمكنوا من العيش بكرامة ومواصلة كفاحهم من أجل تحقيق الأهداف الوطنية وفي مقدمتها حق العودة، مشدداً على أن الإحصاء المزمع إجرائه خلال هذا العام بالتعاون بين المركز الإحصاء اللبناني ومركز الإحصاء الفلسطيني، بالشراكة والتعاون مع لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، يجب أن يؤسس لعلاقة جديدة بين الدولة اللبنانية واللاجئين الفلسطينيين على قاعدة الاحترام المتبادل للحقوق والواجبات.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها