أكد الرئيس اللبناني العماد ميشال عون تقديره للجهود التي تبذلها وكالة "الأونروا"، لافتا إلى أن لبنان يتحمل نتيجة وجود اللاجئين الفلسطينيين على أرضه الكثير من الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية، ولا بد من جهد دولي للتخفيف من الأعباء التي تترتب على لبنان.

وشدد عون، خلال استقباله المفوض العام لوكالة الامم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الاونروا) بيتر كرينبول، اليوم الجمعة، أن لبنان مستمر في توفير الأمن والاستقرار والرعاية للاجئين الفلسطينيين، إضافة إلى الدعم السياسي للقضية الفلسطينية العادلة وضرورة الوصول لحل دائم وشامل يقوم على تطبيق القرارات الدولية.

بدوره، أبلغ كرينبول الرئيس عون تقدير الأمم المتحدة ومنظمة "الأونروا" خصوصا، للرعاية التي يلقاها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، التي تضاعفت مع مجيء فلسطينيين نزحوا من المخيمات السورية نتيجة الأحداث الداخلية.

وأكد استمرار "الأونروا" في تقديم مساعداتها للاجئين الفلسطينيين في لبنان، رغم الظروف المالية الصعبة التي تمر بها المنظمة الدولية.

وشدد على أن الجهد قائم لتأمين المزيد من الاعتمادات المالية لتمكين الوكالة من الوفاء بالتزاماتها، كاشفاً عن وجود مبادرات عدة لهذه الغاية بعد التجاوب الذي أبدته عدة دول توفر التمويل لـ "الأونروا"، وأشار إلى أن "عملية إعادة إعمار مخيم نهر البارد مستمرة".

وفي سياق متصل، زار كرينبول مساء اليوم، رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري.

وقال كرينبول، بعد اللقاء، "إنه لشرف كبير أن يستقبلنا اليوم رئيس مجلس الوزراء لتبادل وجهات النظر حول العمل الذي تقوم به الأونروا هنا في لبنان، من أجل اللاجئين الفلسطينيين الذين تم استقبالهم وإيواؤهم منذ أجيال".

وأضاف: "عبرت للرئيس الحريري عن تقديري الكامل للتعاون القوي جدا القائم بين الأونروا والدولة اللبنانية، وأمل أن نتمكن من المتابعة على هذه الأسس التي تشكل جزءا مهما من عمل الأونروا في الشرق الأوسط، من أجل المجتمعات التي ترزح تحت ضغوط كبيرة، ولتي تتعرض لأمور كثيرة من غزة إلى الضفة الغربية، وسوريا، والأردن، وهنا في لبنان أيضا".

وتابع: "من المهم جدا أيضا أنه في الوقت الذي يركز العالم على الأزمة في سوريا ومسألة اللاجئين السوريين، أن نتذكر أنه يوجد في الشرق الأدنى 5،2 مليون لاجئ فلسطيني، هم بحاجة كبيرة إلى اهتمام مستمر وخدمات".

وأردف كرينبول: "كما تطرقنا إلى الخدمات التي تقدمها الأونروا في مجالات التعليم والصحة والشؤون الاجتماعية، وطلبنا من الرئيس الحريري دعمه وتوجيهاته حيال الجهود المستمرة المبذولة لتحريك مسألة الاحتياجات المالية للأونروا بشكل عام، خاصة هنا في لبنان، لا سيما ما يتعلق منها بإعادة إعمار مخيم نهر البارد الذي يبقى أولوية كبرى، وهو يشكل مسألة كرامة واحترام إزاء مجتمع اللاجئين الفلسطينيين في نهر البارد".

وتابع: "كنت ممتنا جدا لهذا الاجتماع المثمر، ونحن ننظر قدما إلى متابعة التعاون مع الرئيس الحريري والحكومة اللبنانية ومنظمة الأونروا".