تضامناً مع أسرانا البواسل في معتقلات الاحتلال الصهيوني ورفضاً لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس نظَّمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" - قيادة منطقة الشمال اعتصاماً جماهيريًّا أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في مدينة طرابلس اليوم الاثنين 23-1-2017، شارك فيه ممثِّلو القوى والأحزاب اللبنانية، والفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية، وفعاليات وجماهير من منطقة الشمال .
بدايةً كانت كلمة للحزب الشيوعي اللبناني ألقاها عضو قيادة الحزب في طرابلس والميناء الأستاذ موسى حنا، فأكَّد التزام الحزب الشيوعي اللبناني بالقضية الفلسطينية ونضالَه من أجل إطلاق "حركة مقاومة عربية شاملة تتوحَّدُ حول مركزية القضية الفلسطينية ووضع حدٍّ نهائي للاحتلال الصهيوني، وتعتمدُ المقاومة بكافة أشكالها المسلَّحة والسياسية والثقافية حتى تحرير الأرض المحتلّة والأسرى والمعتقلين من معتقلات الاحتلال، وتشملُ كلَّ الجبهات العربية، وتؤسِّس لمشروع فلسطيني عربي وطني ديمقراطي في مواجهة كلِّ مشاريع الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية".
ورأى موسى أنَّ قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس يمثِّل موقفاً مُعادياً للحقِّ الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس، واعتداءً على الأرض الفلسطينية وشرعنةً للاستيطان.
ثُمَّ كانت كلمةٌ للمؤتمر الشعبي اللبناني ألقاها عضو قيادته في الشمال الأستاذ عبدالناصر المصري فأكّد أنَّ الأرض الفلسطينية ستبقى ثابتة في حين أنَّ الرئاسات في أمريكا تتغيَّر باستمرار، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنَّ "الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني لا يتغيّر، لذلك لا يجوز الرهان على موقف أمريكا، ولو تغيَّر القادة فيها، لأنَّها تحمي جرائم الاحتلال بالـ"فيتو"، وتفتحُ له خزائن أسلحتها لتأمين التفوُّق العسكري في المنطقة".
ولفتَ المصري إلى العدوانية الأمريكية التي تتجلَّى بقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وأشار إلى أنَّ هذا القرار يخالف كل القرارات الدولية والتوجُّه الأُمَمي المعترف بدولة فلسطين، مضيفاً: "إلّا أنَّ ما يشجع على مِثل هذه القرارات هو حالة الانقسام الفلسطيني والاقتتال بين الإخوة العرب، لذلك لا بدَّ من العودة إلى خطوات تجمع ولا تفرِّق، وترفع مداميك الوحدة الوطنية، وتعالج المشاكل القائمة بين الفصائل".
ودعا الحكّام العرب إلى وقفة مع الذات ومراجعة للخيارات والتحالفات من أجل توجيه كل المدافع والصواريخ والبنادق نحو فلسطين لتحريرها من الاحتلال الصهيوني.
كلمة حركة "فتح" ألقاها أمين سرها في منطقة الشمال أبو جهاد فيّاض، فتوجَّه في مستهلِّها إلى ترامب وإدارته مؤكّداً أنَّ "مدينة القدس ليست للمساومة السياسية من أجل مصالحكم مع دولة الاحتلال الصهيوني، ونؤكِّد أنَّ القدس عربية وستبقى عربية وعاصمة دولة فلسطين الأبدية، مدينة القدس مهد السيد المسيح ومسرى سيدنا محمد عليهما أفضل الصلاة والسلام، فمِن واجب الجميع مسلمين ومسيحيين الدفاع عن عروبتها بوجه المشروع الأمريكي الصهيوني".
وأضاف: "ستكون لهذا القرار تداعيات إذا نفَّذه ترامب، فستشتعل المنطقة والعالم لأنَّ القدس هي قِبلة المسلمين الأولى، وشعب فلسطين رأس الحربة في معركة الدفاع عن القدس".
وشدَّد فيّاض على ضرورة ترتيب البيت الفلسطيني عبر إنهاء الانقسام وتمتين الوحدة الوطنية من أجل مواجهة كل الأخطار المحدقة بمشروعنا الوطني لا سيما في ظل ما يجري في المنطقة من حروب ومؤامرات، ودعا القيادة الفلسطينية بكافة فصائلها إلى إعلان حالة التأهُّب القصوى وعلى كل المستويات السياسية والدبلوماسية والجماهيرية لمواجهة أيّة محاولات أمريكيّة صهيونية لنقلِ السفارة الأمريكية إلى القدس، ووضع آليات مواجهة على كل الصُّعُد، والإسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية، والتحضير لانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني خاصةً بعد لقاءات اللجنة التحضيرية التي جرت في بيروت، واللّقاءات التي جرت في موسكو بحضور الفصائل الفلسطينية كافةً، والتي أسَّست لمناخ فلسطيني إيجابي لوحدة فلسطينية حقيقية يجب الاستفادة منها.
وأشار إلى أنَّ تهديم منازل أهلنا في قرية أم الحيران في النقب هو الإرهاب الصهيوني بعينه ضدَّ أبناء شعبنا العُزَّل أمام أنظار العالم، وأكَّد أنَّ شعبنا الفلسطيني سوف يواجه المحتلين الصهاينة بكل الوسائل لوقف مصادرة الأراضي وتدمير المنازل بحجة عدم وجود تراخيص البناء موجِّهاً التحيّة لأهلنا في أراضي الـ48، وخاصة أهلنا في النقب الذين يدفعون ثمنَ ثباتهم في أرضهم، ولجنرالات الصبر والصمود في معتقلات الاحتلال الذين يقاومون السجَّان الصهيوني بأمعائهم الخاوية مؤكِّداً أنَّ الفجر آتٍ وأنَّ حريتهم قادمة بإذن الله طال الزمان أو قصر.
وشدَّد فيّاض على أنَّ أمن المخيَّمات من أمن لبنان والحفاظ عليها واجب جميع الفصائل، وهنّأ إخوتنا في لبنان بإحباط العملية الإرهابية التي كانت تستهدف الأمن اللبناني، وطالب الحكومة اللبنانية بالضغط على الأونروا من أجل الإسراع بعملية إعادة إعمار مخيّم نهر البارد وإعادة العمل بخطة الطوارئ لأهل المخيَّم،كما أكَّد ضرورة استمرار تقديم المساعدات لأهلنا المهجّرين الفلسطينيين من مخيَّمات سوريا.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها