أقام الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في لبنان بالشراكة مع جمعية المساعدات الشعبية النروجية ورشـة تدريبية بالمحاور الأساسية للقرار الدولي 1325 يوم الجمعة 20/1/2017، في مدينة صيدا بجنوب لبنان، واستهدفت ما يزيد عـن العشرين متدربة فلسطينية، يعملن ما بين عضوات في اللجان الشعبية، أو مدربات في برنامج مناهضة العنف ضد المرأة، برعاية الاتحاد في مخيمات لبنان، وقدمتها المدربة جمانـة مرعي.

المدربة جمانة مرعي عرفت بالمحاور الأساسية الأربعة (الحماية، والمشاركة، والوقايـة، والإغاثة والأنعاش والأعمار) للقرار الدولي رقم 1325، الخاص بحماية الفتيات والنساء من مختلف أشكال القهر والتمييز والمضايقات، بزمن النزاعات وما قبل وما بعـد، وبصفته يُخلص النساء من الأدوار النمطية، ويحمي المكتسبات على مختلف الصعـد والمستويات المجتمعية والسياسية والقانونية، ويتطلب أن تبادر الدول الموقعة على اتفاقية مناهضة العنف ضد المرأة (السيداو) إلى ترجمته لخير الصالح العام وبشكل خاص النساء، ويستلزم بالوقت ذاته أيضاً أن تُشكل الفتيات والنساء خاصة قـوة ضغـط مجتمعية قادرة على حث السلطات السياسية بالدول إياهـا لدفعها إلى الأعتراف به والعمل على تنفيذه.

وانتهى النقاش بالتأكيـد على أهمية وضرورة رفع مستوى الوعي "الفردي والمجتمعي" تزامناً مع سن تشريعات قانونية موائمة لقضايا النساء، ما يشكلان معاً قـوة حث وضغط لدفـع السلطات إلى تحويل أرادتها السياسية إلى ملموسات للصالح العام والنساء بشكل خاص.

بخصوص الحالة الفلسطينية وتجليات القرار الدولي 1325، جرى التوقف حيال ثلاثة فترات، الأولى تزامنت مع انطلاقة الثورة الفلسطينية وحتى العام 1982 حيث تنامى دور الفتيات والنساء في مختلف أوجه الحياة المجتمعية والسياسية، والمشاركـة بفعالية في العمل الوطني، والثانية تزامنت مع فترة الاجتياح الاسرائيلي للبنان والمخيمات وما صاحبها من ضرب المشروع الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية، وانعكاسه السلبي على أوضاع المرأة، والثالثة ارتبطت بقيام السلطة الوطنية الفلسطينية وتنامي دور الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني وتشجيع السلطة وحثها على المصادقة على اتفاقية السيداو، وصولاً إلى وضع خطة نهوض وطني بالمرأة الفلسطينية.

وتخلل التدريب توزيع المشاركات إلى أربعة مجموعات، قمن  بتطبيقات ذات صلة بحيثيات القرار، وبهدف تعزيز معارف المتدربات وتمكينهن من حيثيات القرار وما يتبع التشريعات والقوانين الوضعية من ثغرات تنال من قضايا وحقوق النساء بزمن النزاعات وما قبل وبعد النزاعات، وتوخياً للاستعداد والوقاية وأخذ اجراءات المواجهة المناسبة.  

من ناحية أخرى وفي حديث للمدربة مرعي مـع " اعلام اتحاد المرأة "، نوهـت إلى " أن الفتيات والنساء تجد بالاتحاد المتنفس الوحيد للتأهيل، والتعبير عن الذات والقدرات، ما يتطلب برأيها أن يزيد الاتحاد من فعاليته السياسية مع الفتيات والنساء.

وأضاف: "مطلوب من الفصائل ومن اللجنة الشعبية واللجنة الأمنية توفير الأجواء والمناخات الموائمة لتجنيب الفتيات والنساء مغبة النزاعات في المخيمات، وتقييد حركتهن، والعمل على افساح المجال أمامهن للمشاركة في تحمل المسؤوليات في مختلف أشكال العمل المجتمعي والسياسي"، وتؤكد على أن درجة تقبل المتدربات للتدريب عالية، ومتفاعلات، ويشاركن بهمة ونشاط، وأن وجدت مشكلة مـا فهي بعلاقاتهن مع واقعهن، وبحجم المعيقات والصعوبات التي يواجهونها في محيطهن".