أكدت مؤسسة القدس الدولية أن بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة تعتزم تشييد مجموعة من الأبراج الضخمة لتحجب وجه المدينة الحقيقي، وتخفيه وراء غابات الإسمنت، بالتوازي مع هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم.
وأشارت المؤسسة في قراءة أسبوعية لتطورات الأحداث والمواقف بالقدس أصدرتها الخميس إلى أن الاحتلال لا زال يتابع مشاريعه التهويدية بالمدينة، مع استمرار الاقتحامات بشكل شبه يومي، وسيطرته على المقابر التاريخية.
وأوضحت أن آلة التهويد الإسرائيلية لا تتوقف عن العمل في القدس، حيث قامت "سلطة الطبيعة" التابعة للاحتلال خلال هذا الأسبوع بتسييج أجزاء من مقبرة باب الرحمة الملاصقة لسور المسجد الأقصى المبارك، بحجة أنّها "حديقة وطنية يمنع الدفن فيها"، ووضعت يافطات داخلها للغرض ذاته.
وقالت إن الاحتلال يعتمد بشكل كبير على ثنائية "الهدم والبناء" لتغيير الميزان الديموغرافي في القدس لمصلحته، وخلال الأسبوع المنصرم، أقدمت سلطات الاحتلال على هدم منازل ومنشآت تعود لمقدسيين.
ولفتت إلى أن آليات الاحتلال هدمت منزلًا قيد الإنشاء في بلدة بيت حنينا، ومنازل 5 عائلات فلسطينية في العيساوية. وفي إطار الهدم، ذكر موقع عبري مقرب من جيش الاحتلال أن سلطات الاحتلال قررت هدم 42 منزلًا فلسطينيًّا في القدس والأراضي المحتلة عام 48، بتوجيهات مباشرة من رئيس حكومة الاحتلال.
وبحسب مؤسسة القدس، فإن اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى توالت خلال الأسبوع الماضي، حيث تجاوز عددهم 300 مستوطن، من بينهم 33 عنصرًا عسكريًّا من مخابرات الاحتلال.
وأوضحت أن سلطات الاحتلال منعت للأسبوع الثاني على التوالي العشرات من مسنّي قطاع غزة من التوجه لأداء صلاة الجمعة في الأقصى، بذريعة عدم التزامهم بالعودة إلى القطاع في اليوم نفسه.
وبشأن البناء الاستيطاني، ذكر تقرير لموقع صحيفة "هآرتس" العبرية أن بلدية الاحتلال في القدس ستقوم بتشييد عددٍ من الأبراج الضخمة في المدينة، وسيتم البناء من خلال عدة مشاريع جديدة، وإضافةً لدورها الاستيطاني والتجاري والسياحي، تهدف البلدية إلى تغيير وجه المدينة، وحجب معالمها العربية والإسلاميّة.
وأشارت إلى أن الأبراج ستبنى على مداخل المدينة وفي محيط مسار القطار الخفيف، وسيصل ارتفاعها إلى نحو 36 طبقة، ومن هذه الأبراج سيتم إنشاء 9 أبراج في المدخل الغربي للقدس.
وتشهد هذه المنطقة عددًا من مشاريع البناء الضخمة، والتي خصص لها عشرات الملايين من الشواكل، بهدف تغيير مدخل المدينة المحتلة من جهته الغربية وإنشاء مدينة جديدة تبرز للقادمين إلى القدس.
كما ستسمح بلدية الاحتلال بتقديم طلبات ترخيص لبناء أبراج مرتفعة في محيط المسار الحالي للقطار الخفيف، بالإضافة إلى طلبات أخرى لإنشاء أبراج مماثلة قرب المسارات الأربعة الجديدة التي يتم العمل عليها وتجهيزها.
ولفتت مؤسسة القدس إلى أن سلطات الاحتلال أغلقت خلال الأسبوع المنصرم مؤسسة قناديل الدولية للتنمية والإغاثة الإنسانيّة بالقدس، حيث وقّع وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان أمرًا يعتبر المؤسسة "منظمة محظورة"، بزعم أنها محسوبة على حركة حماس.
ومتابعةً لنقل السفارة الأميركية إلى القدس، ذكرت صحيفة "هآرتس" أن نقل السفارة من "تل أبيب" إلى القدس بحاجة إلى مجرد قرار من الرئيس القادم، مشيرة إلى تصريحات رئيس بلدية الاحتلال نير بركات التي قال فيها إن مبنى السفارة في القدس جاهز بعد توسعة مبنى القنصلية فيها، ولا يحتاج النقل سوى لانتقال السفير للمبنى، وتغيير اسم اليافطة التعريفية بها فقط.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها