أحيت مؤسسة محمود درويش، الذكرى السنوية الخامسة لرحيل الشاعر الفلسطيني محمود درويش، وقال رئيس المؤسسة ياسر عبد ربه، خلال حفل تأبين أقامته المؤسسة في متحف محمود درويش في رام الله، إن العديد كان يعتقد أن درويش بعد نجاحه الفذ لا يحتاج إلى إغناء موهبته وتجديدها، إلا أن درويش كان يخصص ساعة يوميا للكتابة، حتى لو لم يتمكن من كتابة حرف واحد وذلك ليدرب موهبته وتبدع باستمرار. وأضاف إن درويش كان يعتقد دائما أن الرواية والسينما يأتيان في المرتبة الأولى من الفن والثقافة قبل الشعر، ومع ذلك أخلص للشعر وكان يقرأ العديد من دواوين الشعر الجديدة للشعراء كما يقرأ كل ما يكتب عنه في الصحف والمجلات ليغني تجربته.

وأشار إلى أن الشاعر درويش قدم قصيدة "رسالة إلى شاعر شاب" كخلاصة لحياته الشعرية، مستطردا أن الشاعر كان ذو أطوار غربية ظننا أنه لا يحب الأطفال والعائلة والضوضاء، إلا أنه كان محبا لأطفال عائلته وأصدقائه ويتابع حياتهم عن كثب، فأحب الطفولة ورأى فيها إبداعا بحد ذاته.

وقال عبد ربه إن الشاعر درويش كان متابعا للحياة السياسية، يبدي آرائه وناقدا ومحبا لقضيته الوطنية، رحيله ترك فراغا لا يمكن ملؤه وكلمت مضت السنين لا يهدأ شعورنا بذلك الغياب، بل يتعمق شعور الفقدان.
بدوره، قال نبيل عمرو في كلمة عن أصدقاء الشاعر محمود درويش، إن شاعرنا شخص متقن لكل شيء في حياته، متقن في لباسه وأكله وكلماته، كان يعتقد أن تربية الإبداع تكمن من القراءة. وأضاف عمرو أن درويش خلد نفسه بنفسه، فكان الشاعر الأول في العالم، لم يكرر نفسه أبدا لا في اللغة ولا الأسلوب ولا في الأفكار، كان حريصا على أن يتفوق على نفسه لا أحد مثله.

واستطرد في حديه عن مناقب الشاعر الراحل، إن شاعرنا لم يحمل في نفسه الضغينة أو الغيرة من أحد الشعراء العرب أو الفلسطينيين، بل على العكس كان يمتدح شعرهم ويقرأ كل ما هو جديد، إلا أن العديد من الشعراء حملوا الضغينة له وكانوا كثير الغيرة منه.

وأشار إلى أن درويش وجد الصلة بين الثقافة والسياسة، وكذلك وجد الفصل بينهما، فكان عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومن القلائل الذين يعرفون ما يحدث في أوسلو في وقتها. وأوضح أن الإسرائيليين تحدثوا عنه ووصفوه بالخطير عليهم، فكان سياسيا بامتياز يفهم ما يجري في الأمور السياسة من الداخل ويحلل وينقد. وتخلل الأمسية عزف على العود للعازف نضال كلبونة، ورافقه المطرب هاني الصالح.