أحيت حركة التحرير الوطني الفلسطيني - "فتح" في منطقة الشمال ذكرى مرور ثلاثة أيام على استشهاد القائد الرائد محمد محمود القشقوش "أبو محمود" بمهرجان جماهيري كبير نُظِّم في قاعة مجمع الشهيد الرمز ياسر عرفات في مخيّم البداوي، بعد عصر اليوم الأربعاء 23\11\2016 .

وتقدَّم الحضور قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، وأمين سر حركة "فتح" - إقليم لبنان الحاج رفعت شناعة، وممثّلو الفصائل الفلسطينية وقوى وأحزاب لبنانية، وجماهير غفيرة، وفعاليات من مخيّمات الشمال وسائر مخيمات لبنان والجوار اللبناني .

بدأ الحفل بآيات من الذكر الحكيم لفضيلة الشيخ أبو عثمان، ثُمَّ كانت موعظة دينية من وحي المناسبة لفضيلة الشيخ محمود عبيد .

كلمة كتيبة بيت المقدس ألقاها قائد وحدة الشهيد "أبو جهاد الوزير" غسّان عارف إذ أشار إلى أنَّ مشاركة الآلاف بجنازة تشييع القائد "أبو محمود" دليلٌ على تقدير الجماهير للدور الوطني الذي أدّاه الفقيد في حفظ أمن المخيم الذي عاش وتربّى فيه.

ولفت إلى أنَّ الشهيد أبو محمود امتاز بوطنية صادقة وانتماء عميق لفلسطين، وتميّز بإيمانه القاطع بحتمية النصر، وبحقنا المقدّس بأرض الآباء والأجداد والعودة إلى ديارنا فلسطين وعاصمتها القدس، وختم معاهداً الشهيد على الإخلاص لروحه الطاهرة ولكل شهداء شعبنا الفلسطيني، ولأسرانا ولجرحانا البواسل، وأن تبقى وصيتهم أمانةً في أعناقنا ما حيينا .

ثُمَّ كانت كلمة حركة "فتح" ألقاها الحاج رفعت شناعة فقال: "إنّ الشهيد أبا محمود هو سليل عائلة مناضلة من الأب إلى الجد، جميعهم حملوا السِّلاح، ودافعوا عن الثورة الفلسطينية" .

وأضاف: "يكفي أن نتحدّث عن الجَد أبو عبدالله قشقوش الذي كان ركناً أساسياً من أركان المصالحة في المخيّمات الفلسطينية والمجتمع اللبناني، وكان يشكّل رافعةً وطنيةً، ولأنّه كان مدرسةً في هذا المجال كان أبناؤه على الشاكلة ذاتها، ولا أنسى الصديق أبو محمد قشقوش الذي شكَّلنا وإيّاه أول شعبة في مخيّم البداوي، كان مشرفاً عليها الاخ منذر أبو غزالة أوائل السبعينيات" .

وتابع: "نحن اليوم نؤبِّن شهيداً تربّى ونشأ في مخيّم هو ساحة للعمل الوطني الفلسطيني بكل فئاته ومشاربه، مخيّم يعج بصور الشهداء والعمليات العسكرية والملصقات الثورية ومسيرات الفصائل كلها كانت مؤشّراً لمزايا هذا الشعب الذي ما زال يقود الثورة منذ ما يقارب نصف قرن، وشهيدنا الذي عاش كل هذه الظواهر الوطنية اختار أنَّ يكون في القواعد العسكرية في الجبال حيث يكون القتال، كنتَ تجد هذا البطل موجوداً بكل همِّة، بصوته الهادر يُشعِر الجميع بأنَّ الثورة مستمرة، عرفَتهُ المواقع العسكرية ومعسكرات التدريب مدرِّباً ومتدرِّباً، وكان من خيرة المدرِّبين لأنّه مقتنعٌ بأنَّ هذه المعسكرات هي لصناعة الرجال الذين سينطلقون منها من أجل تحرير فلسطين، وكان شهيدنا مُصرّاً حتى آخر لحظات حياته أن يدرّب الشباب لأنه كان يريد أن يصنع خلفه رجالاً يحملون راية الشهداء راية الثورة راية فلسطين .

لقد كان كادراً فتحاوياً، ولكنّه كان صديقاً للجميع، أحبّوه لأنّه كان صادقاً معهم، وابن مخيّم، وواحداً من هذا المجتمع الفلسطيني، كان نبراساً في هذه الحركة منذ بداية عملها في المخيّمات ومواقع القتال، وهو اليوم يودّع أسرته وعائلته وحركته وهو متفائل لأنّه أدّى الأمانة، وأوصل الرسالة بأمانة إلى أن وافته المنيّة وهو يحمل السلاح وعلى رأس عمله".

وأردف شناعة: "كان متأهّباً لأداء واجبه، كان عيناً ساهرة على أمن المخيم.. نَمْ قرير العين أبا محمود لأنّنا في هذه الحركة التي كنتَ جزءاً منها سنبقى على القسم والعهد مؤتمَنين على الأهداف التي التزمتَ بها منذ البداية، نعدك بأن مؤتمرنا السابع القادم بعد أيام سيُعيد للحركة صلابتها وسيبقيها عاموداً فقرياً صلباً للثورة، وسنكون الأوفياء للوحدة الوطنية التي تجمعنا مع كل الاخوة، وأمناء على شعبنا ومكاسبنا الوطني، وسنبقى أمناء على القرار الفلسطيني المستقل الذي آمنا به منذ البداية، والذي حكم المقاومة لأنّنا رفضنا منذ البداية التبعية والوصاية لأي كان، لأنَّ هذه الثورة ثورة شعب الجبّارين ومن أعظم ثورات العالم، ولأنّنا وحدنا نقاتل الصهاينة والكيان الصهيوني وأمريكا، فهما وجهان لعملة واحدة، لذلك فإنَّ مهمّتنا كشعب فلسطيني صعبة، وعلينا واجب أن نحافظ على أمرَين؛ أولاً الوحدة الوطنية والمصالحة الفعلية، وثانياً أن لا نُسلِّم قرارنا لأحد، لأنّنا أدرى بقضيّتنا وكلِّ تفاصليها، وبالمسالك التي يجب علينا أن نسلُكها. نحن انطلقنا بثورة قال عنها الرئيس جمال عبدالناصر بأنها ثورة ستنتصر، ولأنّ الله معنا كوننا نقاتل دفاعاً عن المقدسات، ولأننا أصحاب حق وقضية".

كلمة عائلة الشهيد ألقاها محمد عبدالله قشقوش "أبو عبدالله "فتكلّم عن مناقبية الشهيد، وشكرَ كلَّ مَن وساهم في مصابهم الجلل .