عبرت المجموعة العربية في الأمم المتحدة عن قلقها البالغ جراء تصاعد العنف والأعمال الاستفزازية والعدوانية لقوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين ضد أبناء الشعب الفلسطيني، مطالبة بأن يكون 2017 عام إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي دولة فلسطين.

فقد نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، اليوم الخميس، عن السكرتير الأول في وفد المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة منال رضوان، في كلمة لها باسم المجموعة العربية أمام اجتماع اللجنة الرابعة في الأمم المتحدة حول البند 50، المتعلق بتقرير اللجنة الخاصة المعنية بالتحقيق في الممارسات الإسرائيلية، التي تمس حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني وغيره من السكان العرب في الأراضي المحتلة: تُعبر المجموعة العربية عن بالغ قلقها بشأن الاستمرار في التصاعد الخطير للعنف والأعمال الاستفزازية والعدوانية لقوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين الإرهابيين ضد الفلسطينيين.

ونددت بانتهاك إسرائيل لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، والإمعان في تحدي القرارات الأممية ذات العلاقة، وهي الأمور التي تم توثيقها في قرار اللجنة بمهنية واقتدار".

تنديد بالاستيطان:

وأضافت رضوان: "كما تندد المجموعة العربية بأشد العبارات التوسع غير المسبوق للمشاريع والمخططات الاستيطانية الإسرائيلية، والعمليات الانتقامية والإجرامية لهدم المنازل ومصادرة الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية والقدس الشريف، ومحاولات التغيير الديموغرافي وطمس الهوية العربية، وعمليات التهويد والتطهير العرقي، وجميعها تعد تهديدا خطيرا لتحقيق حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ويساهم في انعدام أي آفاق جدية لعملية السلام".

وأشارت إلى أن التقارير المقدمة للجنة تؤكد أن إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال مستمرة منذ أكثر من نصف قرن، في انتهاكاتها لحقوق الإنسان الأساسية، وماضية في عدوانها ضد الشعب الفلسطيني، ولا تزال تستخدم القوة المفرطة والمميتة ضد الفلسطينيين، وتحتجز الآلاف من المعتقلين الفلسطينيين وعلى وجه الخصوص النساء والأطفال وتعرض بهم وتعذبهم وتستغلهم.

إخفاق أممي:

وأكدت أنه "منذ نحو نصف قرن، لا يزال الشعب الفلسطيني الأعزل يرزح ما بين مطرقة الاحتلال الإسرائيلي وسندان الإخفاق الأممي والعجز الدولي".

وقالت الدبلوماسية السعودية في كلمتها باسم المجموعة العربية في الأمم المتحدة إن الأفعال الإرهابية الإسرائيلية المتزايدة، والانتهاكات الجسيمة والجرائم الفظيعة التي ترقى إلى جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية ينبغي إدانتها بشكل لا لبس فيه، ويجب تحميل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية القانونية والجنائية الكاملة عنها.

كما طالبت بمحاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات وتقديمهم للعدالة الدولية دون إبطاء، مشددة على أن "الاستمرار في عدم المحاسبة وتحميل المسؤولية هو من أهم المسببات في استمرار هذه الانتهاكات الخطيرة على مدار النصف قرن الماضي وهو ما أكده التقرير المقدم أمام اللجنة".

حصار غزة:

وتابعت: "لا تزال إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال منذ عشر سنوات، تفرض حصارا جائرا ضد قطاع غزة، وأشار تقرير اللجنة الخاصة إلى الآثار الوخيمة التي سببها هذا الحصار من الاستمرار في تفاقم حدة الفقر، وانهيار الاقتصاد، وغياب فرص العمل خاصة للشباب، فقد بلغت نسبة البطالة بينهم منحو 60%، كل ذلك أدى إلى تضييق لأبسط سبل العيش الكريم، فضلا عن سياسة إسرائيل التعسفية في الضفة الغربية، بما في ذلك تقييد حرية التنقل وما نتج عنها من تضييق لأوجه الحياة الاقتصادية والاجتماعية".

ترحيب بالمبادرة الفرنسية:

وأردفت الدبلوماسية السعودية في كلمتها باسم المجموعة العربية في الأمم المتحدة: "من منطلق الإجماع الدولي حول مخالفة الاستيطان للقانون الدولي بشكل سافر، وأنه يشكل عقبة أساسية أمام تحقيق تسوية عادلة وفق حل الدولتين، وفي ظل الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، القوة القائمة بالاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وإخفاقها في تحمل مسؤولياتها تجاه حماية الشعب الفلسطيني، فإن المجموعة العربية ترحب مجددا بالمبادرة الفرنسية للدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام، وفقا لمرجعيات عملية السلام وفي مقدمتها المبادرة العربية للسلام، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وعبرت عن أملها بأن يخرج هذا المؤتمر بآلية دولية فعالة، تضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين وفق إطار زمني محدد وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".

تسويف وعرقلة:

وتابعت، "إن نصف قرن من غياب الإرادة السياسية والتسويف وعرقلة استحقاقات الشعب الفلسطيني، هو نصف قرن من انتهاك الحقوق والقرارات الأممية، وهو نصف قرن من إشعال فتيل التطرف والعنف والإرهاب وغياب الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم أجمع، وإن المجموعة العربية تتطلع إلى أن يكون 2017 العام الذي تتم فيه ترجمة الإجماع الدولي لحمل إسرائيل على وقف سياساتها ومخططاتها الاستيطانية وفقا للقانون الدولي، وإحياء عملية السلام وإنفاذ حل الدولتين، وتحرير جميع الأراضي العربية المحتلة بما فيها الأراضي اللبنانية والجولان العربي السوري المحتل.

ترحيب بقرار اليونسكو:

وقالت الدبلوماسية السعودية: كما ترحب المجموعة العربية بالقرار النهائي الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، الذي أقر بأن القدس الشريف تراث إسلامي خالص، وتعتبر أن هذه خطوة مهمة نحو الوفاء بالكثير من الاستحقاقات التي ينتظرها الشعب الفلسطيني".

واختتمت رضوان مؤكدة باسم المجموعة العربية، على الاستمرار في الدعم الكامل، غير المنقطع للشعب الفلسطيني، والوقوف إلى جانبه في صموده ودفاعه المستمر عن أرضه ومقدساته، وتصديه لجميع الانتهاكات والممارسات الإسرائيلية الخطيرة، وندعو إلى إلزام إسرائيل باحترام جميع الاتفاقات السياسية والاقتصادية والأمنية التي وقعت عليها، واحترام القانون الدولي، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وبقية الأراضي العربية، والانسحاب لحدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967، والتقدم نحو تنفيذ حل الدولتين.