من أطرف الدراسات النفسية التي ظهرت في الفترة الأخيرة هي دراسة عن المرأة والتسوق حيث أظهرت الدراسة والتي تمت في إحدى الجامعات البريطانية ان 76% من عينة الدراسة من النساء يفضلون قضاء يوم في التسوق على ان يقضونه مع عائلتهم ولا ادري ان كان الأمر ينطبق علينا كنساء شرقيات ولكن ما لفت نظري في هذه الدراسة ان المرأة أصبحت تعوض احتياجاتها العاطفية بأمور مادية واستهلاكية في المقام الأول ولأني لا استطيع أن احكم بمدى صحة هذه الدراسة على النساء العربيات إلا إنني قد أؤكد في جانب منها إننا كنساء شرقيات أصبنا بنوع من هوس الشراء، ومن اللافت للنظر أن هوس الشراء عند المرأة يعد احد أعراض الاكتئاب حيث أن هوس الشراء يعد جزءا من مرض الاكتئاب خاصة بالنسبة للنساء اللاتي يتعرضن لنوبة اكتئاب شديدة وفيها تكون المرأة بحالة اللاوعي وتقوم بتصرفات سلوكية تضرها فيما بعد ولا تعي أهمية ما تقوم به وما قد يترتب علية من نقص في مواردها المالية او ميزانيتها وعندما تعي ما قامت به ينتج عنه شعورها بالذنب وتأنيب الضمير خاصة عندما تدرك أن ما قامت بشرائه لا تحتاجه بالفعل.

ويعد هوس الشراء من الأمراض العصبية المتصلة بالجهاز العصبي الناتجة عن التوتر وهو عملية هروب الشخص من واقعه ومشاكله إلى اللذة والمتعة ولرفع روحه المعنوية من حالة غير سارة يعيش بها إلى اصطناع حالة سارة يعيش بها ومن أكثر الأمور التي تقوم بها المرأة المهووسة بالشراء والواقعة تحت ضغط وتوتر عصبي وحياتي هو التجائها لبطاقات الائتمانية والتي تسهل كثيرا هذا الأمر حيث تقوم فيها بصرف المال دون التفكير في أن عليها سداده بقيمة مضاعفة في كثير من الأحيان.

ومن الملفت الخبراء يعتقدون أن أكثر من نصف سكان العالم مصاب بهوس الشراء وهذا ما تستغله شركات البطاقات الائتمانية والبنوك بشكل ملفت للنظر، ومن الممكن ملاحظته في الإعلانات والعروض التي أصبحت موجهة للنساء وللنساء فقط . وعندما نعود للمرأة يكون التساؤل المهم هو ما الذي تحتاجه المرأة لعلاج هذه الحالة، في رأيي الشخصي ان المرأة تحتاج للكثير ومع احترامي لشخصها إلا ان هناك كثير من الأمور التي تحتاج للفت الانتباه إليها فالمرأة حين تتجه للتسوق هي في حقيقتها تتجه لملأ وقت الفراغ وتخفيف التوتر والقلق ومن هنا تأتي تساؤلات تحتاج للإجابة عليها فأين البرامج المخصصة للمرأة واقصد هنا المرأة بجميع مستوياتها التعليمية والاجتماعية.

فمن الملاحظ أن هذه البرامج وان قامت تكون لفئة معينة كسيدات الأعمال مثلا أو ربات البيوت وينسون آو يتناسون في كثير من الأحيان المرأة العاملة والتي تكون تحت ضغوط متنوعة منها ضغط العمل والمنزل والأبناء، كما نلاحظ ضعف الدعاية والإعلان لمثل هذه البرامج وان تمت وتركيزها في الفترة الصباحية وكان المرأة العاملة كتب عليها أن تكون مهمشة رغم أنها من أكثر النساء تعرضا للضغوط النفسية فهل من مجيب؟؟