استطاعت المعلمة في مدرسة شهداء الشجاعية الثانوية شرقي مدينة غزة حنان مصطفي، أن تبتكر تطبيقاً جديداً بتقنية الواقع المعزز، وهي تقنية تستخدم في العالم كله، وفي الكثير من المجالات، وهي استخدام الصور الموجودة في الكتاب المدرسي أو واجهة الإعلان، ويتم برمجتها وشرحها بشكل ثلاثي الأبعاد، واستغلال هذه الفكرة في التعليم وتطبيقها.
والواقع المعزز هو نوع من الواقع الافتراضي الذي يهدف إلى تكرار البيئة الحقيقية في الحاسوب وتعزيزها بمعطيات افتراضية لم تكن جزءاً منها، وتقوم بتحويل الصورة إلى حية بشكل ثلاثي الأبعاد.
المعلمة مصطفي، اتجهت لهذا التطبيق والمشروع بمساعدة المبرمج محمد الراعي، نتيجة توجه العالم باتجاه هذه المشاريع في الأيام الأخيرة، حيث تم اختيار مجموعة من طلاب الصف الخامس، لتطبيق هذه الفكرة والمشروع عليهم، وبيان مدى استجابتهم لهذا التطبيق، من خلال شرح مناهج تعليمية في مادتي العلوم والجغرافيا.
وتمكنت المعلمة من خلال مشروعها الذي أطلقت عليه اسم "تجسيم"، توجيه كاميرا الجوال على صور الكتاب، ومشاركتها مع الطلاب بشكل ثلاثي الأبعاد وتقديم شرح إضافي للطلبة من خلال الصورة نفسها بطريقة مممتعة.
وتوضح في حديثها  استخدمنا هذه التقنية الجديدة في المنهاج، وتفاعل معها الطلبة والطالبات بشكل جذاب وممتع، والفكرة من التطبيق هي في البداية للصف الخامس، باختبار مجموعة من المهارات، وقياس مدى استجابة وتفاعل الطلبة مع الشرح التفاعلي للتطبيق".
وتشير إلى أن المنهاج الدراسي المتوفر في التطبيق يحتوي على فيديو ترويجي من خلال توجيه كاميرا الجوال للكتاب المدرسي، وسيتم تحويله بشكل ثلاثي الأبعاد يتم التفاعل معه بشكل مباشر.
ولفتت إلى إمكانية تحميل التطبيق من المتجر مجاناً والذي يحمل اسم "تجسيم"، للاستفادة منه بشكل مبدئي لكافة طلاب وطالبات الصف الخامس في فلسطين؛ من أجل تحسين مستوى التعليم لديهم، بتحويل الصورة الجامدة لصور حية بكافة تفاصيلها.
وشارك هذا التطبيق في مسابقة تنظم بالموافقة مع شركة جوجل العالمية، وفاز بالمرتبة الثانية من بين 900 مشروع شارك في المسابقة، ويهدف هذا التطبيق لخلق عنضر إيجابي للطلاب للبحث والتعليم عن طريق البرنامج، ولجذب الفئة المستهدفة لكسب وقتهم في التعليم الإيجابي على أساس محاكاة التكنولوجيا الإيجابية ودمجها بالتعليم.
وتم تطبيق المشروع خلال عرض داخل مدرستها بحضور المعلمين ومدراء المناطق في مديرية التربية والتعليم، وقدمت مديرة المدرسية أمل البطنيجي الدعم والمساندة للمشروع، وقالت: "مدير المدرسة هو قائد في الميدان ومن أولويات القيادة تشجيع واحتضان الإبداع والمتميزين، وهذا المشروع له علاقة في صميم عمل المعلمين، وفي صميم اهتمام أولياء الأمور لخدمة الطلاب، نتيجة أهمية التكنولوجيا في وقتنا الحاضر".
وساعدت من خلال إتمام هذا المشروع بخلق كتاب مدرسي تفاعلي، وذلك باستخدام تطبيق موبايل يقوم بتحويل الصورة من شكل ثابت إلى متحرك، ودمج التعليم التقليدي بالتكنولوجيا، على قاعدة أن الحاجة هي أساس نشأة الفكرة، وذلك بعرض الرسومات بشكل ثلاثي الأبعاد، ودمج وفصل أجزاء من الشكل وإعادة ترتيبها بطريقة التعلم باللعب، وتعزيز الصوت مع الشكل والصورة.
وتمنت المعلمة مصطفى،أان تتبنى الوزارة هذا التطبيق من خلال دعمه وتعميمه على المدارس لحين تطويره ليشمل المنهج بشكل كامل وفي كافة المواد.