بداية حراك خجل نشهده الآن للإدارة الامريكية حيث صرح وزير الخارجية جون كيري عن إمكانية التوصل لتسوية بشأن القضية الفلسطينية أي في الفترة المتبقية لإدارة أوباما، وكالعادة كما حدث في نهاية ولاية الرئيس الاسبق بيل كلنتون حين نشطت الحركة السياسية في الآونة الاخيرة من ولايته والتي لم يتمخض عنها أي حلول تنصف الفلسطينيين وباءت المفاوضات بالفشل الذريع مما ادى إلى انهيار العملية السلمية آنذاك بسبب التعنت الاسرائيلي، وهذا يعود إلى عدم وجود آلة ضغط سياسي على الطرف الاسرائيلي لثنيها عن موقفها المتعنت والرافض للانصياع للقرارات الدولية لأن الإدارة الامريكية ليست راعية إلا للموقف الاسرائيلي فقط لا لعملية السلام التي تحتكرها بعيداً عن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
ففي الحقيقة أن كل ما تريده الادارة الامريكية في أواخر أيامها هو تحقيق المزيد من الأمن لحليفتها الكبرى في المنطقة اسرائيل سواءً على حساب القضية الفلسطينية أو على حساب ما تبقى من الأمن والاستقرار العربي، وهذا من أقصى أولويات إدارة أوباما، هذه الادارة التي أبرمت اتفاق المساعدات العسكرية لإسرائيل والذي يعبر عن مدى الدعم الامريكي لإسرائيل وما يحمله هذا الدعم من معاني كثيرة، وفي الحقيقة أن أمريكا هي الداعم الأكبر لدولة الاحتلال لكل ما تقوم به من ممارسات عدوانية ضد الشعب الفلسطيني وهذا واضح لكل متتبع لسياساتها الخارجية والمساندة لدولة الاحتلال.
في هذا الوقت يأتي رد الرباعية الدولية على التوغل الاستيطاني النشط في الأراضي الفلسطينية باعتباره يهدد فرص ايجاد حل سياسي سلمي للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، أما الرباعية العربية التي تضم كلاً من مصر والسعودية والامارات العربية والاردن هذه الدول التي دعمت ومازالت تدعم الشعب الفلسطيني وقيادته فهي محاولة عربية لإثبات الوجود العربي وأن ما يسمى بالربيع العربي لن ينال من الثقل العربي في ملف القضية الفلسطينية، وهذا أمر جيد في حال تماسكت الرباعية العربية بالموقف الداعم للقيادة الفلسطينية وقراراتها الوطنية المستقلة بعيداُ عن ممارسة الضغط السياسي وفقاُ للمصالح السياسية، لا أن تكون لاعباً لدور الوسيط بين طرفي صراع في المنطقة.
وبعد ما طرأ من متغيرات في المنطقة العربية فإن وجود الرباعية العربية في هذه المرحلة تحديداً لهو أمر هام إن ارتكزت مواقفها وفقاً للمبادرة العربية التي قبلت بها القيادة الفلسطينية والجامعة العربية ولكن دون الاختلاف مع بعض الدول العربية على حساب القضية الفلسطينية، وهنا لابد لهذه الرباعية أن تلعب دوراً فاعلاً في انجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية لبناء قاعدة وطنية فلسطينية تكون ركيزة وطنية قوية متماسكة تعمل على تقوية الموقف الفلسطيني وقراراً فلسطينياً واحداً مستقلاً لا تنازل فيه عن الثوابت الفلسطينية، ومن هنا يصبح الموقف العربي قوياً متماسكاً وداعماً للموقف الفلسطيني ويمكن على أساسه احياء العملية السياسية، وهنا لا أريد أن اعتبر ضغط الرباعية العربية على القيادة الفلسطينية بعدم التوجه لمجلس الامن لإدانة الاستيطان تدخلاُ أو ضغطاً عليها لربما يكون للقيادة الفلسطينية أسبابها، ولكن إن كان العكس فهذا أمر قد ينذر بالخطر على مستقبل القضية الفلسطينية.
وخلاصة القول فإن دور الرباعية العربية يجب أن ينحصر فقط في أمرين مهمين هما دعم وتبني الموقف السياسي الفلسطيني تجاه العملية السياسية والامر الثاني هو العمل على تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية من جهة أخرى وهذا الأهم باعتقادي لا أن يتفرع في الشئون الداخلية لحركة فتح أو حتى فرض الاملاءات، والحديث هنا واضح لا داعي للخوض في تفاصيله.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها