منذ ما يربو عن قرن من الزمان مضي، وجرائم الاحتلال الصهيوني مستمرة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، وقد ازدادت مجازر عصابات جيش الاحتلال مع تسلم نتنياهو المتطرف الارهابي سدة الحكم، ومع انتفاضة القدس اتسعت وحشية وهمجية جنود الاحتلال وصار قانون الاعدام الميداني ساري المفعول، لكل ما هو فلسطيني، والمبرر للاحتلال موجود وفوري و الكذبة جاهزة وهي أن جنودهم تعرضوا لمحاولة طعن أو دهس فأطلقوا الرصاص بدافع الدفاع عن النفس، ويصورون أنفسهم الضحية وهم الجلاد، وهم القتلة المجرمين الفاشين. لقد أخذ جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين الضوء الأخضر لجرائمهم المتواصلة بحق الفلسطينيين من أعلي الهرم في حكومة اليمين المتطرفة؛ بل من زعيم عصابة الاحتلال الإسرائيلي المجرم بنيامين نتنياهو؛ والذي صرح قبل يومين قائلاً: "إن القيادة الفلسطينية تطالب بشكل فعلي بدولة فلسطينية بشرط مسبق واحد وهو عدم وجود يهود. هناك عبارة تصف ذلك إنه يُسمى تطهير عرقي، وهذا الطلب شائن"!!!؛ فعلاً أّبتْ الحقارةُ أن تفارق نتنياهو السفيه؛ إن الصهاينة احتلوا فلسطين وعاثوا خراباً وقتلاً وفساداً في الأرض المقدسة ويمارس زعيمهم، هو وعصابته من حكومة اليمين المتطرف حكومة المستوطنين الغاصبين التطهير العرقي صباحاً و مساءًا ضد الفلسطينيين وخاصة سكان القدس المحتلة، ويقتلع الشجر والحجر والبشر ويعمل على إخلاء القدس من سكانها ويجعلهم يدمرون بيوتهم بأيديهم ويعمل ليل نهار علي تغيير الطبيعة الديمغرافية والجغرافية في القدس خاصة وفلسطين عامة ويقوم ببناء مئات الألاف من الوحدات الاستيطانية!!! ثم يقول للعالم الظالم: الفلسطينيون يمارسون تطيراً عرقياً ضدنا، وصدق المثل الشعبي القائل: "ضربني وبكي...وسبقني واشتكي". إن العالم أجمع يعلم أن فلسطين التاريخية هل لأهلها الفلسطينيين وأنهم ارتضوا بحل الدولتين كالمثل القائل:(رضينا بالهم والهم ما رضي فينا)، فالاحتلال ضرب بعرض الحائط كل القوانين الدولية وقام ببناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية بصورة غير شرعية، وهدم وقتل فرص العيش بسلام؛ ولازال يرفض إقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية المحتلة إلى جانب قطاع غزة وتكون عاصمتها القدس الشرقية وهي تمتل الحد الأدنى من حق الشعب الفلسطيني حيث لا يتجاوز 38% من حق الشعب الفلسطيني بفلسطين التاريخية؛ وفي الأسبوع الماضي وافقت إسرائيلي على بناء 284 وحدة سكنية جديدة في مستوطنات الضفة الغربية فلنتصور تلك المهزلة ويقولون سلام!!. ويقول نتنياهو تطهير عرقي؟؟؟!!!!! فهل يشكو اللص من السرقة؟ وهل يشبع المجرم ويتوقف عن ارتكاب جرائمه؟! فهذا الاحتلال من أعلي قمة الهرم فيه إلي أدناها هم عصابة فاسدة حاقدة لا أخلاق لهم ولا ضمير إنساني، حينما نشهد انقلاب المعايير حينما يشكو القاتل من المقتول!! إن دولة الاحتلال (إسرائيل) هي من قامت عبر تاريخ الاحتلال الأسود بأكبر عملية تطهير عرقي ضد الفلسطينيين وهي التي زرعت كل هذه المستوطنات؛ وجمعت فيها الغاصبين من غُلاة قطعان المستوطنون الذين تحولوا إلى ألغام متفجرة في الضفة الغربية وشكلوا أفضل وصفة لإدامة الصراع وأكبر معرقل لتسوية بين الطرفين يسرقون ما تبقى من الأرض الفلسطينية، تحولوا إلى ضحايا ينبغي التضامن معهم خوفاً من « ترحيل عنصري» يريد الفلسطينيون ممارسته بحقهم …يا لهذا الظلم! و يا لتلك الوقاحة!! فيما قاله نتنياهو رداً على الرئيس الفلسطيني، الذي قال في أحد تصريحاته:" لا نريد مستوطن واحد يسكن في حدود دولة فلسطين التي ستقوم إن شاء الله". لقد عشعش وفرخ الاستيطان والمستوطنين في الفكر الاسرائيلي واصبحوا يمارسون الهولوكوست ضد الشعب الفلسطيني والتطهير العرقي (الابرتهايد) وما علينا أن نفهمه أن كل المناورات الإسرائيلية واتفاقيات السلام مع الاحتلال خلال العقود الماضية والحديث عن حل الدولتين مجرد خداع ووهم انتهى!! هذه هي الحقيقة التي أمامنا اليوم من كل حكومات إسرائيل سواء كانوا من اليمين أومن اليسار، فكلهم لا يريدون السلام ولا يؤمنون بالسلام . وكل هدفهم هو إقامة المشروع الصهيوني الاستيطاني الكبير في العالم العربي جاء الربيع العربي ليحقق لهم ذلك؛ إن المجرم نتنياهو علي قناعة من والده العالم في التاريخ الذي قال له قبل موته إن هذه الأرض لا تتسع لدولتين؛ ونتنياهو يعلم علم اليقين عملية الطرد والترحيل والتهجير القسري للفلسطينيين في نكبة عام 1948م ووالدهُ ألف كتابه عن ترحيل الفلسطينيين وسماهُ «الترانسفير»؛ ولازال حُلم نتنياهو الذي ورثهُ عن أباهُ يحلم بترحيل الشعب الفلسطيني وطردهم للدول العربية أو الغربية؛ وإن ما قاله المجرم نتنياهو تعتبر رسالة للعالم للكف عن المطالبة بوقف الاستيطان وشرعنهً له؟ ويحاول إرضاء المستوطنين وخاصة في الفترة الأخيرة بعدما تزايدت شبهات الفساد ضده، وللتذكير فإن نتنياهو حينما تسلم رئاسة الحكومة في فلسطين المحتلة التي سموها كذباً (إسرائيل) سرب للصحافة حينها تقريراً في غاية الخطورة يعتبر أن الفلسطينيين في (إسرائيل) يشكلون خطراً أمنياً على الدولة، والأخطر أن تنشر وزارة الخارجية لدولة الاحتلال قبل سنوات وثيقة تعتبر أن لليهود حقوقاً تاريخية في الضفة الغربية تقتضي التفاوض على الضفة نفسها باعتبارها أرضاً متنازعاً عليه!! ربع قرن من الخداع الإسرائيلي لينتهي بأحقية المستوطنين بالسكن، ومن يتحدث حتى عن تجميد الاستيطان فإنه يطالب بتطهير عرقي لليهود؛ بعد كل ما سبق أين وحدتنا الوطنية وأين برنامجنا الوطني لمواجهة هذا المستوى من الخطر المحدق بنا. الحقيقة المُرة أننا انشغلنا بالصراعات الداخلية وبالانقسام البغيض، وفرغنا انفسنا لقتال بعضنا البعض إعلامياً وبطرق أُخري واشهرنا سيوفنا لبعضنا ونسينا أن العدو الصهيوني يعمل ليل نهار علي سحقنا من على خارطة العالم، ويحاول أن يظهر للعالم أنه الضحية ونحن المجرمون؛ فلنرجع ونعيد حساباتنا من جديد فالوطن يتعرض للخطر الشديد فهل نعي ذلك؛ ننهي الانقسام ونترفع على كل الجراحات والآهات، فالشعب ضاق درعًا بالتنظيمات والأحزاب والفصائل، والكل الفلسطيني أصبح مستهدفاً من الاحتلال، فالعالم اليوم لا يرحم الضعيف ولا المنقسمين؛ وإن أردنا النصر والتمكين والتحرير فعلينا أولاً بسلاح التقوي، وسلاح الوحدة الوطنية.