في مثل هذا اليوم 9 آب (اغسطس) 2008 سلم الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش الروح في مركز تكساس الطبي في هيوستن منهيا رحلة نصف قرن من الشعر والرحلة في الكلمات والرموز.

وعندما تحضر ذكرى وفاة شاعر كبير كدرويش يعود القارئ الى اشعاره ويعيد قراءتها ويبحث فيها عن معاني الوطن الذي كرس الشاعر اشعاره وحياته له، وينظر حوله كيف تتحول المشاهد والاحجار ويغيب الحضور في الغياب.

كتب محمود درويش الشعر الكثير عن فلسطين واودع روحه ونفسه فيها، وبحث في الحجر والتراب والفراشة والسماء وكل ما يمت الى الوطن.

يعتبر درويش من أحد أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن، وأحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه. وله دواوين شعرية مليئة بالمضامين الحداثية. ولد عام 1941 في قرية البروة وهي قرية فلسطينية تقع في الجليل قرب ساحل عكا.

على هذه الأرض ما يستحق الحياة :

تردد إبريل، رائحة الخبزِ

في الفجر، آراء امرأة في الرجال ،

كتابات أسخيليوس ، أول الحب ،

عشب على حجرٍ، أمهاتٌ تقفن على خيط ناي ،

وخوف الغزاة من الذكرياتْ .

على هذه الأرض ما يستحق الحياة ْ:

نهايةُ أيلولَ ، سيّدةٌ تترُكُ الأربعين بكامل مشمشها ،

ساعة الشمس في السجن ، غيمٌ يُقلّدُ سِرباً من الكائنات ،

هتافاتُ شعب لمن يصعدون إلى حتفهم باسمين ،

وخوفُ الطغاة من الأغنياتْ .

على هذه الأرض ما يستحقّ الحياةْ :

على هذه الأرض سيدةُ الأرض ، أم البدايات .. أم النهايات .

كانت تسمى فلسطين . صارتْ تسمى فلسطين .

سيدتي : أستحق، لأنك سيدتي ، أستحق الحياة .