بدأ رئيس الوزراء سلام فيّاض حديثه الإذاعي الأسبوعي الذي سجلّه من العاصمة المصرية؛ حيث كان يشارك في الإجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية، بالقول (( أحييكم من القاهرة حيث أنهيت للتو إجتماعاً لي مع مجلس جامعة الدول العربية لعرض الصعوبات المالية التي تواجهها السلطة الوطنية الفلسطينية، لا بل وأقول الأزمة المالية التي لا بد لنا من إيجاد علاج لها من خلال السعي الدائم للحصول على ما يكفي للتغلب عليها، ومعالجة التأثير السلبي الكبير الناجم عن نقص التمويل الخارجي بالقياس مع ما هو مبرمج في موازنة العام الحالي )).
وأضاف " كانت فرصة لي للقاء ممثلي الدول العربية كافة وعرضنا الوضع عليهم، وطلبنا منهم أن ينقلوا صورة الوضع المالي بكامل مكوّناته والصعوبات التي نواجهها إلى عواصمهم مع الدعوة، والتأكيد على ضرورة التحرّك وبشكلٍ حثيث لمساعدة السلطة الوطنية على تجاوز هذه المحنة وفي هذا الوقت بالذات ".
وكان رئيس الوزراء قد أفرد حديثه الإذاعي حول التعليم وعلى التوجيهي ونتائجه، موضحاً " إحتفلت آلاف العائلات في فلسطين، ومعها كل أبناء شعبنا، قبل بضعة أيام، في مختلف محافظات الوطن وبعض دول المهجر بمناسبة نجاح أبنائهم وبناتهم في إمتحانات الثانوية العامة، وإذ أهنئ جميع الطالبات والطلبة الناجحين وعائلاتهم، والمتفوّقين منهم بشكلٍ خاص، وأتمنى لمن لم يحالفهم الحظ، بأن ينالوا النجاح في إمتحانات الإعادة، فإنني أتوجّه بالشكر والتقدير إلى أسرة التربية والتعليم بكافة مكوّناتها من طلبة وهيئات تدريسية وإدارات على الجهد الحيوي والهام الذي بذلوه لإنجاز إمتحانات الثانوية العامة حسب المعايير المعمول بها عربياً ودولياً ".
وتابع " ونحن نحتفل بنجاح طالباتنا وطلابنا هذا العام، لا بد لي من التوقف عند قصص متميّزة من الإنجاز والتفوّق سطرّها طلبة مميّزون، وأخص الذين حصلوا على المرتبة الأولى، حيث حصل الطالب هائل فريد حسني عبد الرازق من قرية صيدا في محافظة طولكرم على المرتبة الأولى في الفرع العلمي على مستوى الوطن بمعدل 99.7%، والطالبة سيما وليد محمد عبادي من يعبد في محافظة جنين التي حصلت على المرتبة الأولى في الفرع الأدبي على مستوى الوطن بمعدل 99.4%. كما أتوقف أيضا أمام تميّز الطالب الكفيف محمد غسان أبو دقة من قطاع غزة، الذي حصل على المرتبة الأولى على مستوى قطاع غزة، والرابعة على مستوى فلسطين في الفرع الأدبي، بمعدل قدره 98.9% "، وقال " لهم جميعاً وللأوائل والمميّزون جميعاً، أقول إن تميّزكم ونجاحكم في تحدّي الظروف الصعبة القائمة هو مفخرة لكل الفلسطينيين، وعنوان لتميّز فلسطين التي تفخر بكم ".
وأكد رئيس الوزراء " أن نجاح وزارة التربية والتعليم والأسرة التربوية بصورة عامة في إنجاز إمتحانات الثانوية العامة وتجاوز العقبات الكثيرة التي إعترضت المسيرة التعليمية، يؤكد مدى التقدّم الذي حققته المؤسسة التعليمية في فلسطين، ويراكم على الجاهزية الوطنية التي نواصل ترسيخها لإقامة دولة فلسطين المستقلة، حيث نجحت السلطة الوطنية ورغم كافة الصعوبات والمعيقات في حماية وحدة النظام التعليمي وضمان تماسكه في الضفة الغربية وقطاع غزة، الأمر الذي حمى مستقبل مئات الآلاف من الطلبة ".
وأضاف " في الوقت الذي نحتفل فيه بنجاح جهود أبنائنا وبناتنا الطلبة هذا العام، فإننا نتطلع إلى المزيد من التطوير والتحسين في نظام التعليم، فالسلطة الوطنية تسعى، ومن خلال خطة التنمية الخمسية، والعناصر الأساسية التي تضمّنتها خطة التنمية الوطنية في مجال التعليم والتعليم العالي للأعوام الثلاثة 2011-2013، للنهوض بصورة جوهرية بآليات التعليم ومخرجاته، ولتعزيز إرتباطه بإحتياجات السوق، ومرحلة ما بعد إكتمال بناء الدولة وترسيخ ركائزها الإقتصادية والإجتماعية وتحقيق سيادتها الكاملة على الأرض والإستثمار الكامل والأفضل لمواردها الطبيعية، وبما يساهم في تحقيق توجهات التنمية الشاملة في بلادنا ".
وأوضح رئيس الوزراء " أن هذا الأمر يتضمّن السياسات التربوية والخطط المتصلة بالمناهج، وطرق التدريس، وتدريب المعلمين "، مشيراً إلى أن وزارة التربية والتعليم تعكف حالياً على دراسة معمّقة بهدف بلورة توصيات وآليات لإجراء تطوير جوهري في نظام إمتحانات التوجيهي بما يُساهم في التخفيف من حالة التوتر والقلق التي تترافق مع إجرائها ليس فقط لدى الطلبة والطالبات وذويهم، بل والمجتمع برمّته، وبحيث يُساعد هذا النظام، ويُمكن الطلبة من التركيز على توجهاتهم وخياراتهم في الدراسة الجامعية، الأمر الذي يُساهم كذلك في تحسين مخرجات التعليم بما يتناسب مع إحتياجات السوق "، وتابع " إن جوهر العملية التعليمية يتركز بالأساس على بناء الشخصية الكفؤة والقادرة على التحول إلى عضو منتج وفاعل، وعلى الإنخراط في عملية البناء والتنمية الشاملة لدولة فلسطين والنهوض بإقتصادها وبقدرتها على مواكبة التطوّر الجاري على الصعيد الدولي ". وقال " لتحقيق هذا الأمر فإن وزارة التربية والتعليم تعمل على تحقيق مشاركة واسعة للتدقيق في هذه التوجهات والأفكار، وبمساهمة عدد من الكفاءات التربوية والمتخصّصة في المؤسسات التعليمية الثانوية منها والجامعية، وبما يُساعد في بلورة إجماع واسع حول التوصيات والإجراءات اللازم إتخاذها لتطوير نظام الثانوية العامة التوجيهي، تمهيداً لإقراره من الجهات المختصّة والمصادقة عليه من قِبَلْ الحكومة بعد العام الدراسي القادم ".
وشدّد على أن هذا التوجّه الجديد الذي تعكف وزارة التربية والتعليم على بلورته وتنفيذه هو جزء من السياسات والإستراتيجيات التي أقرّتها الحكومة ضمن خطة التنمية الوطنية للأعوام الثلاثة القادمة، والتي تضمّنت توجهات وأولويات جوهرية للنهوض بقطاع التعليم والتعليم العالي والإرتقاء بمعاييره ومناهجه ومخرجاته، وأكدت ضرورة تطبيق نظام جديد لإختبارات الثانوية العامة، والذي مرة أخرى يهدف إلى تخفيف حالة التوتر لدى الطلاب وذويهم، وتركيز جهدهم الأساسي حول المواد التي يرغبون التخصّص بها في دراستهم الجامعية، الأمر الذي سيساهم أيضاً في إيجاد آلية واضحة من التكامل بين المرحلتين الجامعية والثانوية.
وأكد رئيس الوزراء " أن الجهود التي تبذلها السلطة الوطنية بالتكامل مع مؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني لتطوير البيئة التعليمية والتربوية في فلسطين تأتي في سياق الجهد المبذول لترسيخ دولة فلسطين، كدولة ديمقراطية عصرية ومنفتحة توفر لهم الإمكانية في تحديد خياراتهم وتُساهم في رعايتها، وبحيث يشعر كل أبنائها وبناتها بالفخر بها والإنتماء والولاء لها ". وقال " لقد إرتكزت إستراتيجية عمل السلطة الوطنية على إستكمال المكوّنات الأساسية لدولة فلسطين، بما في ذلك، بكل تأكيد مؤسساتها القوية والقادرة على تقديم أفضل الخدمات للمواطنين، وفي مختلف المجالات. وفي المقدّمة منها المؤسسة التعليمية، والتي هي إحدى أهم هذه المكوّنات، حيث إننا ندرك القيمة الإستراتيجية للإستثمار في التعليم، وفي تعزيز دور الشباب في صنع التغيير وبناء المستقبل ".
وأضاف " أن نتائج الثانوية العامة وقصص النجاح والتفوّق هذا العام قد أثبتت أن شعبنا سيبقى مسلحاً بالثقة والقدرة والأمل بغد أفضل رغم كل الصعوبات والمعيقات التي تعترضنا "، وختم حديثه الإذاعي، بقوله (( لا يسعني إلا أن أتقدم لكم جميعاً وأشد على أياديكم، على ما حققتموه، وكلي أمل وثقة بأنكم قادرون، ومعكم كل أبناء شعبنا، على رسم مستقبل دولة فلسطين. فأنتم المستقبل، وصناع الحياة )).
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها