مع ذلك فان المجلس الاقليمي لم يحاول طي صفحة جريمته وانتهاكاته لعالم الطفولة، لا بل دافع مفاخرا بما قام به، تحت عنوان برنامج "انا والشرطي". واضاف ان ما قاموا بتنفيذه تم بعدما اخذوا "موافقة كل الاهالي على المشروع.. وصادقوا عليه". واضافوا انه تم "إخضاع المشروع لمراقبة وزارة التعليم".
بهذه الخطوة الخطيرة يكون الائتلاف الحاكم طوق المجتمع الاسرائيلي كله، كبارا وصغارا نساء ورجالا شيوخا وفتيانا بمنظومته العنصرية الفكرية والسياسية والثقافية والدينية، وأوغل في الاندفاع دون تردد نحو الفاشية. وهذا الانزلاق طبيعي جدا، لان منطق الاشياء، كان يحتم الصعود إلى الهاوية، لان إسرائيل دولة مارقة وخارجة على القانون، وقامت على نكبة شعب آخر، وترفض خيار السلام والتسوية السياسية والتعايش وتضرب عرض الحائط بلغة التسامح، وتتخندق في خنادق الاستعمار الاستيطاني لتأبيد الاحتلال على انقاض ومصالح الشعب العربي الفلسطيني.
وكان المرء سجل في هذه الزاوية عن العلاقة الوثيقة بين إسرائيل و"داعش"، والتأكيد على انهما وجهان لعملة واحدة. وهو ما استوحته المرأة الاسرائيلية من المجلس الاقليمي "رفات هنيغف"، التي كادت تعتقد بتدريب الاطفال دون الخامسة، أنهم من "داعش". وفاتها ان دولتها الكولونيالية، انها من الدول الراعية والداعمة لـ "داعش" و"النصرة". وبامكانها ان تسأل قادة حكومتها عن عدد رجال "داعش" و"النصرة" وغيرهم من الجماعات التكفيرية، الذين عالجتهم في مستشفياتها. لتعرف ان إسرائيل حاضنة من حواضن الجماعات التكفيرية. ولا يقتصر الامر عند حدود العلاج، بل يرتقي لمستوى الامداد والدعم اللوجستي وغيره.
مع ذلك على العالم المتمدن وخاصة في دول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة التدخل لمجابهة الفاشية المتنامية في اسرائيل. وابعاد الطفولة عن لوثة العسكرة الصهيونية العنصرية. لان تدريب الاطفال مع إلباسهم ملابس حرس الحدود وبرعاية جنود وضباط حرس الحدود والشرطة، يعكس مدى ما بلغته الدولة الاسرائيلية من إنحطاط اخلاقي وقيمي وثقافي وسياسي وديني، بتشويهها معالم الطفولة البرئية. وبدل ان تغرس في وعيهم حب الحياة والتعايش والتسامح، تقوم بزرع الوعي العنصري الاسود عبر عمليات القتل للاخر الفلسطيني العربي (الهدف).
وايضا على العالم الرد على إسرائيل، التي حاولت بشكل متواصل التحريض على الفلسطينيين، والادعاء انهم يدربوا الاطفال على السلاح، بدل تعميم لغة التسامح. ونقل التقرير لنتنياهو وبينت وليبرمان وليس ما تقوله وسائل الاعلام او القيادات الفلسطينية. حتى يتعظوا ويكفوا عن لي ذراع الحقائق.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها