أجمعت وسائل الإعلام العبرية على ارتكاب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو خطأ كبيرا لتعيينه رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" "أفيغدور ليبرمان" حقيبة الحرب بدلا من "يعالون".
وقالت الصحف العبرية في رد فعل سريع منها على قرار نتنياهو تعيين ليبرمان وزيرا للحرب، إن نتنياهو يريد أن يكون "الرجل الواحد" الذي يحكم بما يريد وكل من يخالفه مصيره "الإقالة" ..
وأضافت الصحف إن ليبرمان لا يملك خبرة عسكرية وسيكون عبئا على "إسرائيل"، موضحة أن بالنسبة لنتنياهو المهم نفسه وليس الحكومة أو ثقة المواطن الإسرائيلي بالأمن.
وتابعت الصحف العبرية أن على ليبرمان نسيان تهديداته حين كان خارج الحكومة ويكون أكثر اتزانا في تصريحاته وتحسين العلاقات الأمنية مع مصر من أجل محاربة "حماس" و"داعش" في غزة وسيناء.
وقال المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" "رون بن يشاي"، معقبا على حمل ليبرمان حقيبة الحرب: " خطوة نتنياهو بتعين ليبرمان وزيراً للحرب خطوة غير مسؤولة وتشكل خطر على الأمن الوطني الإسرائيلي، وعزلت وزير حرب ذات خبرة عسكرية واسعة".
واعتبر "بن يشاي"، أن نتنياهو "يخاطر بالأمن القومي بصورة غير معقولة" بتعيينه ليبرمان وزيرا للأمن، متهما نتنياهو "بانعدام المسؤولية باستبدال وزير أمن خبير، مزاجه بارد، قادر على ترجيح الرأي ولديه رؤية استراتيجية، بوزير أمن ليس لديه أية خبرة أمنية، وطبيعته غير متوقعة، سيضطر إلى اتخاذ قرارات ربما تحسم مصيرنا جميعا منذ الثانية الأولى التي سيدخل فيها إلى المنصب".
ورأى بن يشاي أنه بتعيين ليبرمان "سيدفع الثمن الفلسطينيون والجنود الإسرائيليون ومواطنو دولة إسرائيل لأن يد أحدهم ستكون خفيفة على الزناد".
أما المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" "جدعون ليفي"، فقال: "" بعد تعين ليبرمان وزيراً للحرب، علينا تجهيز الملاجئ".
وأضاف "ليفي": "ليبرمان سيتجه نحو تحديد وجهة أمنية جديدة في إسرائيل، تهديد قادة حماس واستئناف الاغتيالات والضغط على تنفيذ عقوبة الإعدام بحق الأسرى".
وختم بالقول: "تعيين ليبرمان سيذهب بإسرائيل إلى الجحيم".
وفي ذات السياق، قال "أمير بار شالوم" المحلل العسكري للقناة الأولى العبرية، إن هناك إشكالية لدى الجيش في تعيين ليبرمان وزيرا للأمن.
وأضاف "بار شالوم" ليبرمان سياسي يميني متطرف، وانتقد الجيش الإسرائيلي كثيرا، خاصة خلال العدوان على غزة عام 2014، عندما دعا إلى إعادة احتلال قطاع غزة وتسويته بالأرض والقضاء على حركة حماس. وكان ليبرمان حينها وزيرا للخارجية.
من جهته، قال مسئول كبير في وزارة الحرب لـ "معاريف" العبرية: "لا أفهم كيف أن أهم مؤسسة أمنية في الشرق الأوسط يتم تسويقها سياسيا".
وأضاف: "لا نستطيع أن نقول ليعلون إلا وداعا .. فالوزارة الآن أمام أكثر السياسيين في إسرائيل جنونا"، في إشارة منه لليبرمان.