عقدت حركة "الناصريين المستقلين -المرابطون" في قصر الأونيسكو، ندوة فكرية وثقافية تحت عنوان "يحيى سكاف ثقافة مقاومة وحياة"، إحياء للذكرى ال38 لاعتقاله، بحضور السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور، وممثل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ مروان كصك، والنائب قاسم هاشم، والنائب السابق جهاد الصمد، والنائب السابق وجيه البعريني، وسفير كوبا رينه سيبالو براتس، ورئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا ، والأمين العام لرابطة الشغيلة وتيار العروبة للمقاومة والعدالة الاجتماعية النائب السابق زاهر الخطيب، ورئيس الاتحاد الاشتراكي العربي – التنظيم الناصري منير الصياد، وممثل السفير الروسي سيرغي لوكشن، وممثل السفير الإيراني محمد ماجدي، والسيدة أميّة زبيب ممثلة سفارة فنزويلا، وعضوا المكتب السياسي في حزب الله الحاج غالب أبو زينب وعلي ضاهر، والمسؤول عن العلاقات مع الأحزاب الوطنية في "التيار الوطني الحر" بسام الهاشم يرافقه الأستاذ رمزي دسوم، ورئيس حزب المشرق المحامي رودريك الخوري، وممثل تجمع العلماء المسلمين الشيخ ابراهيم بريدي، وعثمان مجذوب ممثل الوزير السابق فيصل كرامي، وعضو المكتب السياسي في حركة "أمل" محمد خواجة،  وعضو المكتب السياسي في الحزب السوري القومي الاجتماعي جودت بطرس يرافقه مدير الدائرة الاعلامية  في الحزب معن حمية، والأب شربل بحّي ممثل المطران دانيال كورية .

بداية عرضت إدارة الإعلام والتوجيه في المرابطون فيلم وثائقي عن حياة الأسير سكاف، ثم تحدث أمين الهيئة القيادية في الحركة العميد مصطفى حمدان الذي قال: أنه "يوم ذهبنا عكس فلسطين قتلنا ودمرنا ذاتنا وأصبحنا طوائف ومذاهب وبتنا نختلف على أساليب دخولنا للمسجد عوضاً عن التفكير في السبل التي تمكننا من الدخول إلى المكان الرئيسي المسجد الأقصى".

ثم تحدث سفير فلسطين أشرف دبور قائلاً: ثلة من أبناء الفتح، فلسطينيين ومنحدرين من شباب أمة عربيّة محتضنة للقضية الفلسطينية، مؤمنة بأنَّ فلسطين ستحررها سواعد الأبطال المقاومين، أعلنت جمهورية فلسطين العربية ورفعت علَمها على ساحل أرض فلسطين في طريق طوله 95 كلم".

هم من حركة أول الرصاص وجمرة المقاومة، وكان الرد على من تسلل متخفيّاً بزيّ إمرأة، وبشعر مستعار تحت جنح الظلام إلى العاصمة بيروت واستطاع في عملية غدر أن ينال من ثلاثة من قادة الحركة والعمل الفلسطيني، أبو يوسف النجار والكمالين، وإعتبرَ حينه أنه بذلك سيكسر إرادة الثورة الفلسطينية العصيّة. ولو أنّ الرد والتخطيط له استغرق فترة زمنية، لكنه جاء مزلزلاً لكيان اعتبر أنّه حصين بإجراءاته الأمنية المشددة وقالت فتح كلمتها بأن يدَ الثورة وصلت إلى قلب الكيان المغتصبِ للأرض، وهو وزارة الدفاع الإسرائيلية، وأرست معادلة جديدة عنوانها عظمة وقوة وإرادة وصلابة هذه الثورة من خلال وصولِ خلية مكوّنة من ثلاثة عشر نسراً بقيادة البطلة غصن زيتون، شجرة كرم، نبع شرف، أغنى من كل ساكنات القصور، وجه القمر المعانق لتراب الوطن، الأميرة النبيلة دلال المغربي، ومقسمة إلى مجموعتين إحداها بقيادة البطل يحيى سكاف.

يحيى سكاف، الذي أصر وبعد المحاولتين اللتين لم تنجحا في الوصول إلى شاطئ فلسطين على أن يكون ضمن المحاولة الثالثة التي تمكنت من الوصول إلى شواطئ فلسطين.

 يحيى سكاف، الذي تميز بالصلابة والإقدام هو عنوان لشباب آمن بعدالة القضيّة الفلسطينية وحقّ الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال.

يحيى سكاف، باق في سجلات نضال الشعب الفلسطيني، أيقونة من شمال لبنان الأشم مثل جنوبه وجبله وبقاعه.

إن محاولاتَ الاستهداف التي تتعرض لها حركة "فتح"، الحركة التي انتمى لها شبلاً يحيى سكاف من خلال التشويه والاعتداءات على قياداتها وكوادرها وعناصرها، ما هي إلا استهداف للشعب الفلسطيني بأكمله ومشروعه الوطني ومستقبله. وستتصدى ضمانة المشروع وبقوّة لكل خفافيش الظلام من أيّ جهة كانت، تخطيطاً وتنفيذاً، وستبقى حركة "فتح" صلبة قوية وفيّة لشعبها ملتزمة بأهدافه وطموحاته الوطنيّة.

سنستمر بالحوار المسؤول لتنفيذ وثيقة المصالحة من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى كامل المسؤولية بأداء مهامها وفق القانون الأساسي وفي إطار وحدة النظام السياسي الفلسطيني، تمارس سلطتها كاملة من أجل إنهاء كافّة مظاهر الانقسام ومعالجة ذيوله وإنهاء الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة.

بالنسبة للوضع المعيشي المأساوي الذي يعاني منه أهلنا في لبنان، والظروف الصعبة في كافّة المجالات سواء منها العمل أو السكن الذي يفتقر لأدنى مقومات الحياة الكريمة من خلال العيش في أحزمة من البؤس والحرمان، على المؤسسة التي أُنشأت بالأساس لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، ومع تقديرنا لما قدمته في السابق من رعاية وخدمات ومظلّة دولية شاهدة على اللجوء وحق العودة، يتوجب عليها أن لا تخرج وتباعاً ببرامج وإجراءات تمس بحياة وكرامة اللاجئ الفلسطيني، وأن لا تتخلى وتدريجياً عن مسؤولياتها تجاهه، وتستمر بالعمل وفق الغاية التي أُنشأت من أجلها، ونأمل بنجاح المساعي لمعالجة كافة القضايا المتعلقة بالتزامات الوكالة تجاه اللاجئين عبر تشكيل اللجان الفنية المتخصصة ومباشرة عملها، بعد اللقاءات التي حصلت مؤخراً برعاية سيادة اللواء عباس إبراهيم وبمشاركة كافة القوى والفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية وإدارة الأونروا.

التحيّة والمجد لأبطال عمليّة سافوي، عمليّة الشهيد البطل كمال عدوان، التحيّة والمجد للمؤسس الأول للصحوة النضالية، شعلة الثورة، الناهض من رماد النكبة، الشهيد الرمز ياسر عرفات. التحيّة والمجد لأول الرصاص، أول الحجارة، الشهيد أبو جهاد الوزير، التحيّة للشهداء والجرحى والحريّة للأسرى. والعهد هو العهد والقسم هو القسم بأن نستمرّ حتى تحقيق كامل أهدافنا الوطنية وزوال الاحتلال.

وألقى ألامين العام لرابطة الشغيلة زاهر الخطيب كلمة قال فيها: "لا يعتقدن أحد منكم أن العدو لا يمرّ بأزمة وجودية ولا يظنّ أحد أن نتنياهو عندما يعقد جلسة حكومته في هضبة الجولان ويؤكد عنصريته على أن تبقى الهضبة تحت سيادة الكيان الصهيوني قد فاته أن زمن الهزائم قد ولّى وهلّ زمن الانتصارات" .

وكانت كلمة للنائب السابق جهاد الصمد الذي اكد "أن اسرائيل والإرهاب التكفيري وجهان لعملة واحدة تتم صناعتها في دوائر التآمر على نهضة بلداتنا وأمتنا".

وألقى الإعلامي سامي كليب كلمة اعتبر فيها، أن "خيار المقاومة، لا يزال الخيار الوحيد لوقف اجرام دولة تتغنى في قتل البشر وتهويد الحجر والتاريخ والحضارة في فلسطين الحبيبة".

وقالت المحامية بشرى الخليل أود أن أتذكر معكم بمناسبة تكريم بطلنا يحيا سكاف بطلين فلسطينيين عاشا معنا في الجنوب واستشهدا على يد العدو الإسرائيلي في اجتياح العام 1982 على أرض الجنوب، عزمي الصغير وبلال الأوسط.

عزمي: كان له دور لوجستي أساسي في العمليات النوعية التي قامت بها فتح ضد إسرائيل في جنوب لبنان في السبعينات. والتي كان مهندسها القائد البطل الشهيد أبو جهاد الوزير.

كان عزمي الصغير هو صاحب الأفعال الكبيرة في البحر والبر، يُدرب، يُعلم، ويؤمن الطريق الآمن للمقاومين الأبطال، حيث "وطء أرض فلسطين" كان عملية عسيرة ودقيقة كجراحة في العين..

والشاهد أن أكثر من عرف قيمة عزمي واقتداره هم الإسرائيليون أنفسهم، حيث وعندما استشهد في اشتباك معهم في بستان عرب في صور، احتفلوا بانجاز ضخم حققوه بالرغم من أنه كان قد قُتل منهم أربع عسكريين في الاشتباك على يده.

والبطل الثاني "بلال الأوسط" التي عرفه كل أهل الجنوب وأحبوه، لخُلقه الرفيع، وأدبه الجمّ، ولبطولته، ولا أدري ما إذا كان الحاضرون في هذا الاحتفال يعلمون أن المعركة العسكرية الوحيدة التي وقعت مع الإسرائيليين في منطقة صور في اجتياح الـ 82 هي معركة برج الشمالي التي كان بطلها بلال وأصحابه، حيث دمروا للإسرائيليين سبعة عشر آلية (17) وأسروا أربع ضباط كبار.

فمن على هذه المنبر المحترم، ومن خلال هذه المناسبة، نوجه التحية لنفسهم المطمئنة ولأرواحهم التي ارتقت إلى حيث موعدها مع وعدِ اللهِ الحق: أبو جهاد خليل الوزير، وعزمي الصغير وبلال الأوسط. وأكد رئيس حزب المشرق رودريك الخوري أن الجميع مستهدف مما يجري في منطقتنا العربية.

الكلمة الأخيرة كانت لعائلة الأسير يحيى سكاف ألقاها شقيقه جمال، معتبرا "أن يحيى اسم فدائي لبناني نسمو بمقاومته، فهو عنوان لقضية نفتخر بالانتماء إليها وهو أحد أبطال عملية الساحل التي نتغنى بها".